عندما يدخل الواحد منا في أوساط المجتمع ، ويسبر أحوال الناس ، ويتعرف على أمورهم وتوجهاتهم ، يرى أنهم يختلفون اختلافاً كبيراً في تقييم علماء الدين وطلبة العلوم الدينية ما بين إفراط وتفريط .
ولعل منشأ هذا الاختلاف هو تفاوت المنتمين إلى هذا الصنف ، فكما أن منهم العلماء الربانيين العاملين المخلصين المتقين الورعين ، الذين هم بحق كفلاء أيتام آل محمد في هذا الزمان ، فكذلك منهم من تزيى بزي العلماء وهو لا يعرف من العلم شيئاً ، إلا اصطلاحات يتشدق بها ، ومنهم من يتظاهر بأنه تقي وهو بعيد عن التقوى ، وصار هؤلاء وأولئك سواء في نظر كثير من الناس ، الذين حكموا على جميع العلماء بحكم واحد من خلال أفراد قد لا ينتمون إليهم في الحقيقة .