إنّ وضع المرأة الإنساني والحقوقي في الدول غير الإسلامية كان وضعاً شاذاً وظالماً لعدّة دهور من الناحية الاجتماعية والميدانية ومن الناحية القانونية أيضاً، ولكن عند ظهور النهضة الاُوربية حصلت مراجعة نقدية شاملة لذلك الوضع الشاذّ وغير العادل، فتغيّرت المواقف الفكرية والأخلاقية في شأن المرأة، ومن جملتها وضع المرأة في الأُسرة والمجتمع.
حق الإنسان بالملكية و سلطة المالك على ما يملك ، فالتملك غريزة في الإنسان يسعى لإشباعها كما يسعى لحاجته من الطعام و الشراب ، و حياة الإنسان لا تستقيم إذا حُرم من حقه بالتملك ، و سيترك هذا الحرمان آثاره على داخله و يسبب له الإحباط و ينزع منه القدرة على الإبداع و المساهمة بالحياة العامة ، فإشباع حاجة الإنسان بالتملك ضرورة لدفعه إلى المساهمة في تقدم المجتمع .
من هنا أدعو الحجاج والقادمون من مختلف بقاع الأرض ؛ أدعوكم دعوةً ملحّةً إلى إيلاء المزيد من الاهتمام بأولادكم من الناحية الروحية والمعنوية والثقافية كما تهتمون بهم من الناحية المادية . ثم أدعوكم أن تجعلوا من بيوتكم في بلدان المهجر متقاربة إلى بعض ، لكي يكون ذلك عائقاً ومانعاً دون ذوبانكم في المجتمع الغربي وثقافته المادية البعيدة عن قوانين السماء ، فكونوا معاً وأسسوا مجتمعكم الخاص بكم ، ليحل بعضكم مشاكل بعض ، وليفرح بعضكم بفرح بعض .
ظهرت جميعة آل البيت في عام 73 و كان المناخ الإسلامي في تلك الفترة هادئا فلم تكن التيارات الإسلامية قد برزت بعد. و لم تكن الجمعية تظهر السمة الشيعية علانية كما لم تكن فكرة التشيع واضحة من خلال الأهداف التي قامت على أساسها و التي كانت تنحصر في المساعدات الاجتماعية والخدمات الثقافية والعلمية والدينية.ونظرا لكون المسألة الشيعية لم تكن مطروحة في ذلك الوقت و كانت العلاقات المصرية الايرانية في أعلى درجاتها فقد كانت الجمعية تمارس نشاطها في هدوء ودون أية معوقات.
إنّ أيّ إنسان (سواء كان رجلاً أو امرأة) إذا وجد فيه الاستعداد للوصول إلى حقّ ما، فالحقّ موجود له طبيعيّاً; لأنّ الاستعداد الذي وجد فيه يكون دليلاً على أنّ من حقّه الوصول إلى حقّه الذي وجد فيه استعداد للوصول إليه، فحركة الإنسان ضمن استعداده الذي وجد فيه هو حقّ طبيعي للإنسان، وهذا هو طريق الوصول إلى الكمال الذي ينشده الإسلام من خلقه البشر.
لكي نستفيد أكثر فأكثر من تعاليم ديننا الحنيف لابد أن نكوّن في أذهاننا تصوّراً شاملاً لهذا الدين ، وتلك التعاليم ، ونحن إذا ما حصلنا على هذه النظرة الشمولية إلى الإسلام ، وهذه البصيرة التفاعلية إلى مجموع الدين ، فإننا سوف نتقيّد بتعاليمه تقيداً أكثر ، لأننا نعلم أن المجموع سيظل ناقصاً بفقدان أي جزء منه .
كان وما زال لعلي عليه السلام مكانته الخاصة عند الصوفية عامة، خاصة غير العرب ! إذا زرتَ اليمن فستواجهك أينما ذهبت ظاهرة أن علياً عليه السلام سيد اليمن بلا منافس، لا فرق في ذلك بين شيعي زيدي وسني شافعي، فهذه محلة (الحلقة) في سوق صنعاء وهي المكان الذي تحلقوا فيه حول علي عليه السلام وهو يقرأ عليهم كتاب رسول الله صلى الله عليه وآله.
يرى المحقق الشيخ مرتضى الأنصاري في الغناء، عدم حرمته ذاتا، أي بعنوانه الذاتي من دون تعنونه بعناوين أخر محرمة كاللهو الباطل و قول الزور و أمثال ذلك فلو فرض انفكاكه عن تلكم العناوين، فلا حرمة فيه، و إنما يحرم إذا تصادق مع عنوان محرم غير عنوان الغناء.
كثر السؤال من بعض الأبناء عن آيات الهدى والضلال في القرآن الكريم ، وكثر الاستفهام عن معناها ، وعمّا يتلقفه بعض الأذهان من دلالتها على معنى الجبر على الهدى لبعض الناس ، والجبر على الضلال لبعضهم .
إن البشرية لو آمنت بأن الله لن ينهي العالم إلاّ الى الخير والسعادة والصلاح، وأن هذه السفينة التي تعصف بها الأعاصير وتتقاذفها الأمواج العاتية سوف تعود الى المرفأ الآمن، وأنه من المتوقع بين لحظة وأخرى حدوث المعجزة الإلهية الكبرى، حتى ولو كان ذلك سيتحقق للأجيال القادمة فهي ـ البشرية ـ ستعيش حياة الأمل وواقع النشاط والحيوية، والإصرار على تحدي اليأس والخضوع دون شك.
وطرائق القرآن في الاستدلال على هذه العقيدة هي طرائقه في الاستدلال في كل موضع , وحججه عليها هي حججه في الإشراق وقوة العرض وبداهة المقدمات , والقرآن حين يحتج لإثبات أمر لا يبقى فيه منفذاً للشك ولا مورداً للانتقاض .
بعض تلك العوامل يرجع إلى شخصية الرسول (صلى الله عليه وآله) ، وبعضها يرجع إلى الرسالة نفسها ، وبعضها يعود إلى أمور أخرى ، خارجة عن هذا وذاك ، ويمكن أن نلخص ما نريد الإشارة إليه في الأمور التالية :
التشيع لغة: هو المشايعة أي المتابعة والمناصرة والموالاة1. فالشيعة بالمعنى اللغوي هم الأتباع والأنصار وقد غلب هذا الإسم على أتباع علي عليه السلام حتى اختص بهم وأصبح إذا أطلق ينصرف إليهم.
خلقنا ضمن المعادلة العادلة لله ( سبحانه و تعالى ) ﴿ ... لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ... ﴾1، فضمن معادلة البلاء و المصائب و المشكلات خلقنا ، و الهدف من هذا أن يرى الله سبحانه أينا أحسن عملا أمام تلك المصائب و المشكلات . كثيرون هم الذين يتمنون حياتهم دون مصاعب و مشاكل و تحديات ، لكنها أمنيات خارج سياق الامتحان للخلق ، و خارج سياق البلاء الذي أعده الله للإنسان كي تكون دار الدنيا بالنسبة لهم مزرعة للآخرة .
إنّ الحقوق في الأُسرة سوف تكون متفاوتة ، فالاُسرة متكوّنة مثلاً من الزوج والزوجة والأب والاُم والأولاد والإخوة والأخوات، لا تكون حقوقهم وواجباتهم واحدة ومتساوية، بل الزوج له حقوق وعليه واجبات، والزوجة أيضاً لها حقوق وعليها واجبات أُخرى تختلف عن حقوق وواجبات الزوج، وكذلك الأبوان والأولاد لكلّ واحد منهما حقوق وواجبات تختلف عن الآخر، كلّ ذلك لاختلاف الرجل عن المرأة في أُمور متعدّدة أقرّها الجميع من الناحية الجسمية والنفسية والشعورية وغيرها.
لما كانت أيام الحج وساعاته قصيرة ومحدودة ، كان لزاماً على قاصد هذه الأرض المقدسة والمباركة أن يستغلها الاستغلال الأوعى والأفضل في تلاوة الدعاء والتوسل والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى .
الحديث عن الإمام الحجة عجل الله فرجه ، حديث عذب ذو شجون ، ولذلك سأحاول مراعاة الاختصار والإيجاز ما أمكنني ذلك ، واستلال ما أستطيع استلاله من عبر ودروس من مجمل ماله صلة بواقعنا ومواقفنا وسلوكياتنا في حياتنا المعاصرة .
ليس العيد مجرد لبس الثياب الجديدة و عمل أفراح الزينة و اللعب و اللهو و التي ربما يصل بعضها إلى حد المنافيات الشرعية . العيد خروج من عبادة هي من أفضل العبادات و طاعة من أفضل الطاعات ألا و هي الصيام و يترقب الصائم أن يحضى بجائزة المولى سبحانه على هذه العبادة فإن حضي بها فيستحق أن يقال له دخل في عيد و إلا فلا .
لقد اهتم المبشرون الحاقدون على الإسلام بإظهار الإسلام على أنه دين السيف والقهر والتسلط ، حتى لقد وضعوا في بعض كتبهم كاريكاتوراً يمثل النبي «صلى الله عليه وآله» حاملاً القرآن في يد ، والسيف في يد ، وأشخاصاً يقفون فوق رأسه ، وكتبوا عبارة تقول : «آمنوا بالقرآن وإلا ضربت رقابكم بالسيف» .
استدلّ الإمامية بـ «آية الولاية» على إمامة أمير المؤمنين سلام الله عليه ، و لابدّ من الرجوع إلى السنّة لتعيين مَن نزلت فيه الآية المباركة ، وبعبارة أُخرى لمعرفة شأن نزول الآية، ولابدّ ايضا من بيان وجه الاستدلال بها على إمامة أمير المؤمنين.