دار الزمان على بني أمية، وقامت ثورات عنيفة ضدهم أثناء خلافتهم، إلى أن قضت على آخر ملوكهم (مروان الحمار): ﴿ فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ وامتطى ناصية الخلافة بعدهم العباسيون، والذين تسربلوا بشعار مظلومية أهل البيت للوصول إلى سدة الخلافة وإزاحة خصومهم الأمويين عنها، بيد أنهم ما أن استقر بهم المقام وثبتت لهم أركانه حتى انقلبوا كالوحوش الكاسرة في محاربتهم للشيعة وتشريدهم وتقتيلهم، فكانوا أسوأ من أسلافهم الأمويين وأشد إجراما، ولله در الشاعر حين قال:
والله ما فعلت أمية فيهم * معشار ما فعلت بنو العباس