انّ المراد بذوي القربى في الآيات السالفة من آيات الفيء والخمس، خصوص فئة معينة من ذوي القربى، لا كل ذوي القربى، أي الفئة التي تتصف بالعصمة عن الخطأ والجهل ولها مقام وشأن الحجية الالهية، ويشهد لذلك أمور:
قال اللّه تعالى: ﴿ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ﴾1. أخرج الإمام أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره الكبير بالإسناد إلى أبي ذرّ الغفاري قال: سمعتُ رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) بهاتين وإلاّ صمّتا، ورأيته بهاتين وإلاّ عميتا، يقول: "عليٌّ قائد البررة، وقاتل الكفرة، منصور من نصره، مخذول من خذله".
إن الجهاد لاعتباره قتالًا وعملًا عسكريًّا وهو يستدعي عادةً التجهيز والإعداد والتدرب، ويستدعي حمل السلاح وإبراز القوة ومظاهرها، وصولًا إلى الغلبة والقهر للعدو، اقتضت الحاجة والضرورة أن يحدد عنوانٌ عريض، وأن يرسم خط واضح لأتباع الإسلام كي لا يضلوا أو يصابوا بالغرور أو الركون إلى أهداف ومطامع دنيوية ...
من المقرر والمحرر في محله كون الانفال هي الفيء بعينه، وقد جُعلت ولايته و ملكية التصرف فيه لله وللرسول ولذي القربى. والانفال والفيء كما هو محرر في الفقه، عموم الموارد والمنابع الطبيعية أي الثروة في بلاد المسلمين ...
اشتركت السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام مع أهل البيت عليهم السلام بما نزل فيهم من آيات، وكان ذلك اشتراك حجية وشمول منزلة ولزوم طاعة لولايتها عليها السلام فضلًا عما ورد من أحاديث نبوية تشير الى منزلة أهل البيت عليهم السلام وتؤكد في الوقت نفسه حجيتهم، وكان لفاطمة عليها السلام اشتراكها مع أهل البيت عليهم السلام كذلك.
سؤال يحمل بين جنباته الالم والهم الكبير..كيف والقرآن الكريم كتاب الحياة..كتاب الخلود..كتاب الهداية.. فلماذا يهجر القرآن وهو المعين الصافي الذي ينهل منه العطاشى التائقون الى الصراط المستقيم؟
لكي نعرف حقيقة قوم من الأقوام، يمكننا أن نرجع إلى المصادر الموثوقة التي تتحدث عنهم، لنرى كيف تتحدث تلك المصادر عنهم؟ وبِمَ تصفهم؟ ومن أوثق المصادر لمعرفة ذلك كتاب الله عز وجل.
يعتقد اليهود (وتتجلّى هذه العقيدة في الحركة الصهيونية) أنّ الله خلق نوعين من المخلوقات هما: البشر والحيوان. أما البشر فهم بنو اسرائيل - اليهود. وأما الحيوان فينقسم الى قسمين: مَنْ يمشي على رجلين، وهم سائر من يطلقون على أنفسهم إسم البشر بينما هم حيوانات بشرية، والقسم الثاني هو الحيوانات التي تمشي على أربع...
مرجع الشيعة في التفسير والتأويل يعود إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وشروحات الأئمة من أهل البيت (عليهم السلام)، ومرجع أهل السنّة والجماعة يعود إلى أحاديث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أيضاً، ولكنهم يعتمدون على الصحابة ـ دون تمييز ـ أو أحد الأئمة الأربعة أصحاب المذاهب المعروفة في نقل الأحاديث وشرحها وتفسيرها.
ارتبط أهل البيت بالقرآن الكريم ارتباطاً وثيقاً لا ينفك، فهم المحافظون على تلاوته وتفسيره وحفظه، وحث الناس على التمسك به، فها هو الإمام موسى الكاظم يتلو القرآن ويتفاعل وجدانياً وعاطفياً معه، يقول الشيخ المفيد في إرشاده:
أبناء الله يتولون عن ميثاق الله! ربنا سبحانه وتعالى أخذ على بني اسرائيل الميثاق بأن يلتزموا بعدة أمور اساسية في العقيدة، والعمل الصالح، والممارسات العبادية، فماذا كان موقفهم وتعاملهم مع ميثاق الله؟
من أبرز القصص القرآنية والمتكررة في العديد من المواضع وبتفصيل أكثر هي قصص بني اسرائيل. حياة ومسيرة بني اسرائيل (قوم موسى) كان فيها الكثير من الصعود والهبوط، والكثير من المنعطفات العجيبة والغريبة، والكثير من المخالفات والصراعات، ومواجهة نبيّهم وسائر الأنبياء من بعده.
التقوى مفردة اعتنى بها القرآن الكريم اعتناء عظيما، بالحث الدائم للتلبس بها، وبذكر آثارها العظيمة التي يكسب من خلالها الإنسان نفسَه، ومن ثم يربح سعادته، حتى وإن تحمل في سبيله المصاعب والشدائد، فإنه سينظر لها بمنظار مختلف، ويحسبها هيّنة لأنها بعين الله وفي طريق رضاه.
سورة الشعراء تتحدث عن تجارب عدد من الأنبياء والرسل، وعن مراحل الدعوة الرسالية مع أقوامهم. من الأنبياء الذين أشارت اليهم هذه السورة هم: نوح، وهود، وصالح، ولوط، وشعيب. وقبل هؤلاء بالطبع ذكرت السورة جانباً من قصص النبيين العظيمين: موسى وابراهيم عليهما السلام بتفصيل اكبر من سائر الانبياء المذكورين.
الذي يظهر من الآية أن الإنسان يخرج من بطن أمه صفحة بيضاء خالية من أي علم، وأن الله تعالى زوّده بأدوات المعرفة الحسية «السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ» والعقلية «الْأَفْئِدَةَ» ليتمكن من خلالها من تحصيل العلوم وإنتاجها.
المتتبع لآيات القرآن الكريم يجد أن الحكمة منحة إلهية يؤتيها الله من يشاء من عباده، وأنها منّة عظيمة يختار الله لها أهلها. والآيات في هذا كثيرة نختار منها: ﴿ ... فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ... ﴾1
هذه الآیات تأخذ بید السائرین فی طریق معرفة الله، وتقودهم من درجة إلى درجة ومن منزل إلى منزل، حیث تبدأ الآیات أوّلا بالحدیث عن ذاته المقدّسة، ومن ثمّ إلى عالم الخلقة، وتارةً اُخرى بالسیر نحو الله تعالى، حیث ترتفع روحیته إلى سمو الواحد الأحد، فیتطهّر القلب بالأسماء والصفات الإلهیّة المقدّسة، ویربى فی أجواء هذه الأنوار والمعارف.