ولد سنة 1377ﻫ ـ 1958م في مدينة القطيف بالمنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية.
تعلم القرآن الكريم ضمن الكتاتيب الأهلية في المنطقة ، ثم تابع دراسته الابتدائية و المتوسطة .
هاجر إلى النجف الأشرف للدراسة في الحوزة العلمية سنة 1391ﻫ ـ 1971م و بعد سنتين انتقل إلى الحوزة العلمية في قم إيران سنة 1393ﻫ ـ 1973م ثم التحق بمدرسة الرسول الأعظم في الكويت سنة 1394هـ لمدة ثلاث سنوات، و واصل دراساته العلمية في طهران من سنة 1400ﻫ ـ 1980م إلى سنة 1408ﻫ ـ 1988م.
قام بتدريس عدد من المواد العلمية و الدينية لمجاميع من طلاب العلوم الشرعية و من الشباب المثقفين .
بدأ ممارسة الخطابة عام (1388ﻫ ـ 1968م) وعمره إحدى عشرة سنة واستضافته مختلف المجتمعات في دول المنطقة لإحياء المواسم والمناسبات الدينية.
تبث بعض محاضراته عبر بعض الإذاعات و القنوات الفضائية من الكويت و العراق و إيران و لبنان.
تدور معظم خطاباته حول بناء الشخصية، و تنمية المجتمع، و بث ثقافة الوحدة و التسامح و حماية حقوق الإنسان.
أسس و قاد حراكاً اجتماعياً يهدف إلى تعزيز القيم الدينية، و تحقيق مفهوم المواطنة و المساواة بين المواطنين، و تجاوز التمييز الطائفي، و الإقصاء الثقافي و المذهبي باعتماد منهجية العمل السياسي و الإعلامي و الثقافي .
أنشأ ورعى عدداً من المؤسسات الثقافية و الاجتماعية في مناطق مختلفة .
تقديراً لكفاءته و توثيقاً لدوره الديني و الاجتماعي منحه كبار مراجع الدين و أعلام الأمة إجازات للرواية و وكالات للتصدي للمهام الدينية .
من مؤلفاته صدر له أكثر من 156 كتابًا في مختلف مجالات المعارف الدينية و الثقافية، و ترجم بعضها إلى لغات أخرى، و من مؤلفاته المطبوعة:
التعددية والحرية في الإسلام: بحث حول حرية المعتقد وتعدد المذاهب .
التسامح و ثقافة الاختلاف: رؤى في بناء المجتمع و تنمية العلاقات .
لأهمية تهيؤ الإنسان المؤمن لاستقبال شهر رمضان وردت أحاديث وروايات عدة، حيث ورد عن رسول الله أحاديث كثيرة كان يوجه الناس من خلالها قبيل شهر رمضان، حتى يهيئهم لاستقبال هذا الشهر المبارك، وكذلك وردت خطب عن علي وروايات عن سائر الأئمة ، كلها تصب في هذا السياق.
ونحن نحيي ذكرى وفاة سيدة نساء العالمين الصديقة فاطمة الزهراء ، لا بُدّ أن نتشرف بذكر شيء من سيرتها وفضائلها العطرة. الأحاديث التي ترويها مصادر الحديث من مختلف المذاهب عن رسول الله ﷺ في حق ابنته فاطمة الزهراء أحاديث كثيرة، وحينما يقف الإنسان أمامها متأملًا فإنه يستطيع أن يستنتج منها الكثير.
جمعت شخصية الإمام الحسن بن علي أكمل الصفات وأفضل الخصال، فهو بحر في العلم والمعرفة، وقمّة في الأخلاق والفضيلة، وأنموذج في العبادة والتهجّد، قد شمل الناس بسخائه وكرمه، وخاصّة الفقراء والمحتاجين.
وقد أصبح لزيارة الحسين اليوم بُعدٌ حضاري إنساني عالمي، فزيارة الأربعين تحوّلت إلى ظاهرة يرصدها العالم كلّه، وتتابعها وسائل الإعلام المختلفة، وتترك أصداءً كبيرة قلّ أن تحظى بها أيّ شعيرة دينية أخرى. وذلك ما يستوجب الاهتمام من قبل كلّ الجهات الشيعية؛ لأنّها تعكس صورة المذهب والطائفة للعالم.
لواقعة كربلاء العظيمة وجهان أساسان يشكلان صورتها الواحدة. الوجه الأول: هو الرسالة التي تحملها، وهي تعزيز القيم، وتثبيت المبادئ التي نادى بها الحسين وأصحابه، والتزموا بها، واستشهدوا من أجل الدفاع عنها. الوجه الآخر: هو المأساة الدامية، والمصيبة المفجعة، التي نالت أهل بيت الرسالة في كربلاء.
في تاريخ المجتمعات البشرية هناك أحداث متميّزة بعمق تأثيراتها، وسعة انعكاساتها على رقعة الزمان والمكان، وفي تاريخنا الإسلامي تبرز نهضة الإمام الحسين ، وشهادته في كربلاء، سنة 61هـ، كحدث فريد متميّز، لا يزال الاحتفاء به والتفاعل معه يتجدّد في محيط بشري واسع كلّ عام، بأعلى درجات التفاعل، رغم مرور أربعة عشر قرنًا على وقوعه، ويتجلّى التفاعل الأبرز في أيام ذكرى هذا الحدث، في العشرة الأولى من شهر محرم الحرام، مطلع كلّ عام هجري.
إنّ اتجاه المسلمين بجميع مذاهبهم لاستقبال الكعبة المشرفة، يجب أن يكون عنوانًا لوحدتهم، ومحفّزًا على تحقيق هذه الوحدة، بالتأكيد على ما يجمعهم من أمر دينهم، ومصالح دنياهم.
وقد عانت أمتنا، خاصّة في هذه العقود الأخيرة، من فتن الانقسام والاحتراب، بمختلف العناوين، والأقسى منها ما كان بالعناوين الدينية المذهبية، مما أدّى إلى سفك الدماء وانتهاك الحرمات، وتخريب الأوطان، وهدر الإمكانات.
رحلة الإنسان في هذه الحياة تتطلب معرفة بطبيعتها، وتهيؤًا واستعدادًا لتحقيق الغرض من هذه الرّحلة، وهذا ما توضحه الرسالات السماوية، ويدركه الإنسان بضميره وعقله السّليم.
تشتمل كلّ صفحة من صفحات القرآن الكريم على عدد من الآيات القرآنية، تصل إلى أكثر من عشر آيات فما فوق كما هو الحال في المصحف الشريف، والاستثناء الوحيد هو في الآية رقم 282 من سورة البقرة، التي تغطّي صفحة كاملة من المصحف القرآني الشريف، وتتبعها آية مكملة لها في الصفحة التالية، فهي أطول آية في القرآن الكريم. واللافت للنظر أنّ أطول آية لا تتحدّث عن جانب عقدي أو عبادي، وإنّما خصّصت للتأكيد على توثيق الديون والحقوق بين الناس.
شهر رمضان المبارك أفضل منطقة زمنية يمرّ بها الإنسان خلال العام حيث اختصّه الله بالخير الفضيل من بين سائر الأزمنة والأوقات ﴿ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ... ﴾1، فقد جعل فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، واختاره لنزول القرآن.
وقد ورد عن النبي : «سَيِّدُ الشُّهورِ شَهرُ رَمَضانَ» .
يقول تعالى: ﴿ ... هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾1. في سنة 2015م اتخذت الأمم المتحدة قرارًا باعتماد الحادي عشر من فبراير، يومًا دوليًّا للمرأة والفتاة في ميدان العلوم. وذلك من أجل تمكين المرأة والفتاة من المشاركة في مختلف العلوم وتحقيق المساواة بين الجنسين في فرص المشاركة والتقدم العلمي. فالمرأة كالرجل تمتلك القابلية والاستعداد لكسب العلم وإنتاج المعرفة، وهي الميزة التي ميّز الله تعالى بها الإنسان بشقّيه الذكر والأنثى، عن سائر المخلوقات.
جاء الدين لينمّي في نفس الإنسان توجهات الخير والصلاح، ويكبح نزعات الشّر والسّوء، فيكون الإنسان مصدر خير وإحسان لمن حوله، ولا يصدر منه ما يسيء لأحد أو يؤذيه. ولا يصل الإنسان إلى هذا المستوى، إلّا إذا زكّى نفسه، وكان متحكمًا في انفعالاته، قادرًا على ضبط سلوكه وتصرفاته.
إنّ الله تعالى يفيض على الإنسان في هذه الحياة من نعمه وفضله، ﴿ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ... ﴾1، فالعلم والمال والجاه والقدرة كلّها نِعَمٌ من الله تعالى، أنعم بها على الإنسان، وامتحنه في إدارتها، وطريقة التصرف فيها. وهنا يتمايز النموذجان والنمطان للشخصية الإنسانية.
كما أبرز الدين نماذج ورموزًا من الرجال ليقتدي بهم الناس في التزام المبادئ وتجسيد القيم السامية، كذلك أبرز نماذج ورموزًا من النساء لنفس الغرض والهدف. ليكنّ قدوة لأجيال البشرية من النساء والرجال. حيث تحدث القرآن الكريم مثلًا عن امرأة فرعون (آسيا بنت مزاحم)، وعن مريم ابنت عمران كمثل للذين آمنوا بما يشمل الرجال والنساء.
توقعت نصوص دينية كثيرة هذه الحالات من انتشار الظلم والجور، وتحوّله إلى ظاهرة عالمية، لكن هذه النصوص لا تذكر ذلك في سياق تكريس حالة الإحباط واليأس، بل إنها تؤكد على التطلع للخلاص والإنقاذ، وتحيي في النفوس روح الأمل والثقة بالمستقبل الأفضل. إنها تبشّر بحركة عالمية واسعة، تقاوم الظلم والجور، وتؤسس لحضارة إنسانية قائمة على العدل والقسط.
مما انفرد به فقه الإمامية ذهاب معظم فقهائهم من قدماء ومعاصرين إلى أنّ من مفطّرات الصوم تعمّد الكذب على الله أو رسوله أو الأئمة ، سواءً كان الكذب متعلقًا بأمور الدين أو الدنيا.
بعض الفقهاء جزموا بذلك على نحو الفتوى، وبعضهم على نحو الاحتياط الوجوبي. ولم يقل بذلك أحد من فقهاء المذاهب الإسلامية الأخرى.
يعيش العالم هذه الأيام أعياد ميلاد نبي الله المسيح عيسى بن مريم ، وقد اعتمد يوم الخامس والعشرين من ديسمبر للاحتفاء بميلاده في القرن الرابع الميلادي بعد انتشار المسيحية.
ويؤكد المسيحيون على أنه ليس من اليسير الوصول إلى معرفة دقيقة لتاريخ ميلاد السيد المسيح، بل يتفق المؤرخون على تاريخ تقريبي لتلك الولادة، ويرجحون أنها تمت أواخر سنة 5 ق. م، أو أوائل سنة 4 ق. م، وبعضهم يرى أنها في عام 2 ق. م.
لكن المهم هو حضور هذه الشخصية الإلهية في وجدان وثقافة هذه المجتمعات البشرية الواسعة، فميلاده أصبح عنوانًا للتاريخ، وحساب توالي السنوات والقرون، عند معظم شعوب العالم.
أهم ما يجب أن يتوفر في العمل الجمعي هو التشاور لإنضاج الرأي والوصول للقرار الأفضل.
ومهمة قائد العمل الجمعي تحفيز من حوله على التفكير، وابداء الرأي، ليستفيد من عصارة عقولهم وافكارهم. وليتحملوا معه مسؤولية القرار الذي يُتخذ. وهذا يستلزم أن يتحلى القائد بصفات تؤهله للقيام بهذا الدور. ومن أبرزها التواضع والتقدير لمن حوله.
يفخر الإمام علي بأنه الأحرص على جماعة الأمة والفتها، كما ورد في كتاب له ذكره الشريف الرضي في نهج البلاغة يقول فيه: "وَلَيْسَ رَجُلٌ فَاعْلَمْ أَحْرَصَ عَلَى جَمَاعَةِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ وَأُلْفَتِهَا مِنِّي، أَبْتَغِي بِذَلِكَ حُسْنَ الثَّوَابِ، وَكَرَمَ الْمَآبِ. وَسَأَفِي بِالَّذِي وَأَيْتُ عَلَى نَفْسِي".
وسيرة علي تصدق قوله وتثبت دعواه، فقد غضّ طرفه عن حقه في الخلافة والقيادة بعد رسول الله.
يتحدث علماء النفس عن ظاهرة يطلقون عليها (الاغتراب النفسي) ويعتبرونها واحدة من أخطر أزمات الإنسان المعاصر، حيث يشعر الإنسان بالانفصال عن ذاته، أو عن الآخرين والواقع الذي يعيش فيه، أو عن كليهما.