حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها
التهيؤ لاستقبال شهر رمضان
لأهمية تهيؤ الإنسان المؤمن لاستقبال شهر رمضان وردت أحاديث وروايات عدة، حيث ورد عن رسول الله أحاديث كثيرة كان يوجه الناس من خلالها قبيل شهر رمضان، حتى يهيئهم لاستقبال هذا الشهر المبارك، وكذلك وردت خطب عن علي وروايات عن سائر الأئمة ، كلها تصب في هذا السياق.
وفي هذا السياق تأتي الرواية التي ينقلها عبد السلام الهروي عن الإمام الرضا قال: دخلت على أبي الحسن علي بن موسى الرضا في آخر جمعة من شهر شعبان فقال لي: «يَا أَبَا اَلصَّلْتِ إِنَّ شَعْبَانَ قَدْ مَضَى أَكْثَرُهُ وَ هَذَا آخِرُ جُمُعَةٍ فِيهِ فَتَدَارَكْ فِيمَا بَقِيَ مِنْهُ تَقْصِيرَكَ فِيمَا مَضَى مِنْهُ وَ عَلَيْكَ بِالْإِقْبَالِ عَلَى مَا يَعْنِيكَ وَ أَكْثِرْ مِنَ اَلدُّعَاءِ وَ اَلاِسْتِغْفَارِ وَ تِلاَوَةِ اَلْقُرْآنِ وَ تُبْ إِلَى اَللَّهِ مِنْ ذُنُوبِكَ لِيُقْبِلَ شَهْرُ اَللَّهِ إِلَيْكَ وَ أَنْتَ مُخْلِصٌ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَلاَ تَدَعَنَّ أَمَانَةً فِي عُنُقِكَ إِلاَّ أَدَّيْتَهَا وَ لاَ فِي قَلْبِكَ حِقْداً عَلَى مُؤْمِنٍ إِلاَّ نَزَعْتَهُ وَ لاَ ذَنْباً أَنْتَ مُرْتَكِبُهُ إِلاَّ قَلَعْتَ عَنْهُ وَ اِتَّقِ اَللَّهَ وَ تَوَكَّلْ عَلَيْهِ فِي سِرِّ أَمْرِكَ وَ عَلاَنِيَتِهِ - وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اَللّٰهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اَللّٰهَ بٰالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اَللّٰهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً وَ أَكْثِرْ مِنْ أَنْ تَقُولَ فِيمَا بَقِيَ مِنْ هَذَا اَلشَّهْرِ - اَللَّهُمَّ إِنْ لَمْ تَكُنْ غَفَرْتَ لَنَا فِيمَا مَضَى مِنْ شَعْبَانَ فَاغْفِرْ لَنَا فِيمَا بَقِيَ مِنْهُ فَإِنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يُعْتِقُ فِي هَذَا اَلشَّهْرِ رِقَاباً مِنَ اَلنَّارِ لِحُرْمَةِ شَهْرِ رَمَضَانَ» .
في مجتمعاتنا نتهيأ ماديا لاستقبال شهر رمضان بتفقد حاجات البيت حيث تزدحم الأسواق لشراء المواد الغذائية، وكأن شهر رمضان هو شهر الطعام والشراب كل التقارير تشير إلى أن استهلاك المواد الغذائية يزيد في شهر رمضان، فأين استعداداتنا الروحية والاجتماعية؟
صيام أيام قبل رمضان
تؤكد بعض النصوص أهمية التهيؤ لاستقبال شهر رمضان بصيام أيام من شهر رجب، أو صيام أيام من شهر شعبان، وهو الشهر «الَّذِي حَفَفْتَهُ مِنْكَ بِالرَّحْمَةِ وَ الرِّضْوَانِ الَّذِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يَدْأَبُ فِي صِيَامِهِ وَ قِيَامِهِ فِي لَيَالِيهِ وَ أَيَّامِهِ»، كما ورد في الدعاء المروي عن علي بن الحسين ، أو لا أقل صيام الأيام الأخيرة من شهر شعبان، حيث ورد عن الإمام جعفر الصادق : «مَنْ صَامَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ مِنْ آخِرِ شَعْبَانَ وَ وَصَلَهَا بِشَهْرِ رَمَضَانَ كَتَبَ اَللَّهُ لَهُ صَوْمَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ» .
طهارة المال:
هل الطعام الذي ستفطر عليه بعد يوم شاق من الصيام من مال حلال؟ يأتي التأكيد على هذا الأمر في حديث مروي عن رسول الله : «كُلُوا الحَلالَ يَتِمَّ لَكُم صَومُكُم» .
وروي عنه : «لْعِبَادَةُ مَعَ أَكْلِ اَلْحَرَامِ كَالْبِنَاءِ عَلَى اَلرَّمْلِ، وَقِيلَ عَلَى اَلْمَاءِ» .
لذلك على الإنسان قبل شهر رمضان أن يطهر أمواله، بإخراج حقوق الله من خمس وزكاة، وحقوق الناس. ومن كان عليه شيء من تلك الحقوق فليكن شهر شعبان فرصة له ليحاسب نفسه، حتى يدخل عليه الشهر الكريم وماله طاهر نقي من حقوق الله وحقوق الناس.
وهذا ما يشير إليه الإمام الرضا في قوله: «وَلاَ تَدَعَنَّ أَمَانَةً فِي عُنُقِكَ إِلاَّ أَدَّيْتَهَا».
تصفية النفس:
وذلك بالتوبة وترك الذنوب، ونزع الضغائن والأحقاد من القلب، تجاه كل أحد قريب أو بعيد، لا تدع في قلبك ذرة حقد على أحد، لتستقبل شهر رمضان بنفس راضية طيبة، حتى تضمن رضا الله تعالى وتنال كرامته في هذا الشهر الكريم.
كما جاء في الخطبة الواردة عن رسول الله في استقبال شهر رمضان: «فَاسْأَلُوا اَللَّهَ رَبَّكُمْ بِنِيَّاتٍ صَادِقَةٍ، وَقُلُوبٍ طَاهِرَةٍ، أَنْ يُوَفِّقَكُمْ لِصِيَامِهِ، وَتِلاَوَةِ كِتَابِهِ، فَإِنَّ اَلشَّقِيَّ مَنْ حُرِمَ غُفْرَانَ اَللَّهِ فِي هَذَا اَلشَّهْرِ اَلْعَظِيمِ» .
وكذلك ما جاء في الرواية عن الإمام الرضا : «وَتُبْ إِلَى اَللَّهِ مِنْ ذُنُوبِكَ لِيُقْبِلَ شَهْرُ اَللَّهِ إِلَيْكَ، وَأَنْتَ مُخْلِصٌ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، وَلاَ تَدَعَنَّ أَمَانَةً فِي عُنُقِكَ إِلاَّ أَدَّيْتَهَا، وَلاَ فِي قَلْبِكَ حِقْداً عَلَى مُؤْمِنٍ إِلاَّ نَزَعْتَهُ» 1.
- 1. المصدر: الموقع الرسمي لسماحة الشيخ حسن الصفار حفظه الله.