بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . ﴿ وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ ... ﴾ 1 : هناك أناس ينظرون إلى هذه الحياة الدنيا على أنها هي كل شيء بالنسبة إليهم ، وليس قبلها ولا بعدها شيء ، ويتعاملون مع كل ما ومن يحيط بهم على أساس هذه النظرة ، ومن خلالها .
مما يرتبط بمسألتنا هذه ارتباطاً وثيقاً مسألة البداء . و هي مما اشتهرت و عُرفت بها الامامية من فرق الشيعة ، فلهذا ، و لأنها وقعت موقع سوء الفهم عند غير الإمامية ، فذهبوا إلى أن الاعتقاد بها يستلزم نسبة الجهل إلى اللّه تعالى ، رأيت أن أعّرفها و بشيء ـ و لو قليل ـ من التفصيل توضيحاً للعقيدة و دفعاً للشبهة .
تارة يتم الحديث عن الخدم و الموالي في حياة أهل البيت ( عليهم السلام ) من منطلق أساسي في مدى فائدة هذا الأمر ، و أخرى في طريقة التعامل بينهم و بين خدمهم . .
زعم ( تسدال ) أنّ قصّة مريم و ابنها المسيح ( عليهما السَّلام ) لم ترد في كتب النصرانية المعتمدة , و اعتبرها خرافة وهمية , و حجّته في ذلك عدّة شبَةٍ في ذهنه :
من حصائل الصراعات الفكرية بين حضارتنا الإسلامية و الحضارة الغربية الوافدة ، أن تطور أسلوب الدراسات النظرية الإسلامية ، و تطور نمط البحوث العلمية في المراكز و الجامعات الإسلامية ، حيث اخذ يتجاوز الأطر التقليدية في الدرس الشرعي المقصور على دراسة الكتب المقررة حوزوياً ، و الدوران في فلكها توضيحاً و تحشية و شرحاً ، إلى مس واقع حياة المسلمين الراهن...
بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على محمد و آله الطيبين الطاهرين يذكر الرواة و المؤرخون أرقاماً عالية للأموال التي كان يعطيها ، أو يبذلها الأئمة عليهم السلام للشعراء ، إذا ما قالوا فيهم ، أو في قضيتهم شيئاً من الشعر . . و من أمثلة ذلك . 1 ـ إنهم يقولون : إن الإمام زين العابدين عليه السلام ، عندما تجاهله هشام بن عبد الملك في الطواف ، و جرى بين هشام و بين الفرزدق من أجل ذلك ما جرى ، يقولون : إن الإمام ( عليه السلام ) قد أعطى الفرزدق ألف دينار ، أو إثنى عشر ألف درهم على اختلاف النقل ، على قوله الأبيات التي أولها : هذا الذي تعرف البطحاء وطـأتـه *** و البيت يـعـرفـه و الحل و الحرم فرفض الفرزدق قبولها ، لأنه إنما قال ذلك غضباً لله و لرسوله ، لكنه عليه السلام أصر عليه بالقبول ، فقبلها . . و القضية أشهر من أن تذكر . . 2 ـ و عندما أنشد الكميت للباقر عليه السلام قصيدته : " من لقلب متيم مستهام . . " قال له : يا كميت ، هذه مئة ألف جمعتها لك من أهل بيتي .
استعمل المصحف بالمعنى اللّغوي في روايات ( جمع القرآن ) حتى عهد عثمان . فقد روى البخاري عن الصحابي زيد بن ثابت ما ملخّصه : أنّ الخليفة أبا بكر أمره بجمع القرآن . قال : فتتبعتُ القرآن أجمعه ، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله ، ثمّ عند عمر في حياته ، ثمّ عند حفصة بنت عمر .
علينا الأعتراف بحق الاختلاف و حرية الرأي . اختلاف العلماء في القضايا الدينية عنصر إثراء للمعرفة و تكريس لحرية لاجتهاد . الإنسان حر في الاختيار .. و يتحمل مسؤولية قراره و اختياره أمام الله تعالى . ساحاتنا الدينية بحاجة إلى اعتراف بحق الخلاف و تعزيز حرية الرأي . الوصاية الفكرية تهدف إلى فرض الهيمنة على الآخرين .
﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ... ﴾ 1 عاشت قضية الغدير في الوجدان المسلم طيلة هذه القرون التي امتدت منذ أن وقف رسول الله صلى الله عليه و سلم في الثامن عشر من شهر ذي الحجة عام احد عشر للهجرة آخذا بيد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام معلنا للأمة الإسلامية النص الجلي في إمامته و خلافته من بعده بعد أن مهد لذلك تلميحا مرّة و تصريحا أخرى على امتداد الزمان الذي عاشه رسولا لهذه الأمة و هو يعيش بين ظهرانيها .
في التاريخ مصارع كثيرة . . و فجائع مثيرة يذهل الفكر أمامها حائراً . . و لكن فاجعة « كربلاء » قد أجمع المؤرخون بأنها من أشد الفجائع أثراً في النفوس . . . و أقسى المصارع وقعاً على القلوب . . ذلك لما وقع على ساحة الطف في كربلاء بالعراق من مجزرة بآل النبي و أصحابهم يوم العاشر من محرم سنة إحدى و ستين للهجرة الموافق لسنة 85 ميلادية . حيث حوصر فيها الإمام أبو عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) هو و آله و فتية من بني هاشم و جملة من أصحابه من أهل العراق و الحجاز . .
الإنسان ـ كما وصفه القرآن ـ صفوة الخليقة و فلذتها و سرّها الكامن في السلسلة الوجود . لا تجد وصفاً عن الإنسان وافياً ببيان حقيقته الذاتية التي جَبَله الله عليها ـ في جميع مناحيها و أبعادها المترامية ـ في سوى القرآن . يصفه بأجمل صفات و أفضل نعوت لم يُنْعَم بِها أيّ مخلوق سواه ، و من ثَمَّ فَقد حظى بعناية الله الخاصّة و حُبي بكرامته منذ بدء الوجود . و لنشر إلى فهرسة تلكم الصفات و الميزات التي أهّلته لمثل هذه العناية و الحباء : 1 ـ خلقه الله بيديه : ﴿ ... مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ... ﴾ 1 .
نحن نعلم أنّ هذه الليلة مرتبطة بنزول القرآن الكريم ، ولأنّنا نؤمن بالقرآن ، ونعرف أنّه ميلاد حضارتنا وأمّتنا وشخصيّتنا ، وأنّه منقذنا وقوام حياتنا وسلوكنا وبصائرنا في هذه الحياة ، فإنّ من الواجب أن نخصّص ليالٍ في العام نحتفل فيها بذكرى نزول القرآن الكريم .
عرّف النصير الطوسي الإمامة بقوله : " الإمامة : رياسة عامة دينية مشتملة على ترغيب عموم الناس في حفظ مصالحهم الدينية و الدنياوية و زجرهم عما يضرهم بحسبها " 1 . و عرفها العلامة الحلي بقوله : " الإمامة : رياسة عامة في أمور الدين و الدنيا لشخص من الاشخاص نيابة عن النبي ـ صلى الله عليه و آله و سلم ـ " 2 . و عرفها العضد الايجي بقوله : " هي خلافة الرسول ( صلى الله عليه و آله و سلم ) في إقامة الدين بحيث يجب اتباعه ( يعني الإمام ) على كافة الأمة " 3 .
كان ابن عباس تلميذ الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، و منه أخذ العلم و تلقى التفسير ، سواء في أصول مبانيه أم في فروع معانيه ، فقد سار على منهج مستقيم في استنباط معاني القرآن الحكيم . إنه لم يَحد عن منهج السلف الصالح في تفسير القرآن و فهم معاني كتاب الله العزيز الحميد ، ذلك المنهج الذي رست قواعده على أسس قويمة و مبان حكيمة . و قد حدد ابن عباس معالم منهجه في التفسير بقوله : " التفسير على أربعة أوجه : وجه تعرفه العرب من كلامها ، و تفسير لا يعذر أحد بجهالته ، و تفسير يعلمه العلماء ، و تفسير لا يعلمه إلا الله " . فالقرآن ، فيه مواعظ و آداب و تكاليف و أحكام ، يجب على المسلمين عامة المعرفة بها و العمل عليها ، لأنها دستور الشريعة العام . فهذا يجب تعليمه و تعلمه ، و لا يعذر أحد بجهالته . و فيه أيضاً غريب اللغة و مشكلها ، مما يمكن فهمها و حل معضلها ، بمراجعة الفصيح من كلام العرب الأوائل ، لأن القرآن نزل بلغتهم ، و على أساليب كلامهم المعروف .