من المشهور في تاريخ الإسلام وإلى اليوم أنّ الشيعة هم الذين تحمّلوا مسؤولية إحياء ذكرى موقعة كربلاء التي نتج عنها إستشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) والصفوة من أهل بيته وأصحابه المخلصين في مواجهة الحكم الأموي المتمثّل يومها بيزيد بن معاوية الذي فرضه أبوه خليفة على الأمّة الإسلامية وأراد لها أن تنصاع وترضخ لذلك الإختيار.
كَتَبَ الإمام الحُسين (عليه السلام) إلى بَني هاشم يَقول: (بسم الله الرحمن الرحيم، مِنَ الحُسين بن علي إلى بني هاشم، أمّا بَعد، فإنّه مَنْ لَحِقَ بي مِنكم إستُشهِد, وَمَن تَخَلّفَ عَنّي لَمْ يَبلغ الفَتْح، والسّلام)1.
يبدي كثير من الباحثين الأجانب غربيين وشرقيين دهشتهم لضخامة الإنجاز الذي حققه الرسول محمد، في مدة قياسية، ومساحة زمنية محدودة، فما كاد يمر على بدء الدعوة عقد ونصف من الزمن، حتى تمكن رسول الله من بناء مجتمع إيماني متماسك، واقامة كيان رسالي متحضر، على أنقاض حياة جاهلية قبلية متخلفة. لينطلق بعد ذلك مارد الحضارة الإسلامية المشرقة.
الإمام الحسن العسكري هو الإمام الحادي عشر من أئمة أهل البيت الأطهار، وهو قائد من قادة الإسلام الكبار، وعلم بارز من أعلام الهدى والحق والإيمان، ومفخرة من مفاخر الدين، وشخصية عظيمة من الشخصيات العظام في التاريخ الإسلامي، بل في التاريخ الإنساني.
حديث: (من كنت مولاه فعلي مولاه) مشهور متواتر يُعرف بحديث الموالاة، وقد قاله النبي بعد رجوعه من حجة الوداع في الثامن عشر من شهر ذي الحجة الحرام، في السنة العاشرة من الهجرة، في موضع يقال له غدير خم، وهو موضع بين مكة والمدينة، وهو حديث عظيم يدل على فضيلة عظيمة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب، ومنقبة باهرة لم ينلها غيره من صحابة رسول الله، بل إن هذا الحديث دال على أفضلية أمير المؤمنين على من عداه من الصحابة، وعلى أنه هو المتعين للخلافة بعد رسول الله دون غيره.
في عاشوراء لا يُتحدث عن "رجل بعيد" يحاول المحبون له افتعال حضوره فيهم، ولا عن قربان يجري في مجرى الخيال والفانتازيا والميثولوجيا أو في حركة العصبيات الدينية، ولا عن رائعة روائية يكمن نابض إبداعيتها في الفجائعية والبكائية.
كَتَبَ الإمام الحُسين (عليه السلام) إلى بَني هاشم يَقول: (بسم الله الرحمن الرحيم، مِنَ الحُسين بن علي إلى بني هاشم، أمّا بَعد، فإنّه مَنْ لَحِقَ بي مِنكم إستُشهِد, وَمَن تَخَلّفَ عَنّي لَمْ يَبلغ الفَتْح، والسّلام).
ما أكثر الدموع التي تتهاطل من أعيننا في لحظات الخشوع والتذلل لله سبحانه وتعالى، حيث يكون الإنسان مستذكرا لتقصيره ولما اقترفته يداه وهو بين يدي خالقه يدعو ويتضرع.
والدعاء للإمام المهدي في شهر رمضان بالخصوص يرتبط بتلك الحالة الروحية التي تستجلي وتظهر بأروع صورها، والمؤمن يعيش بين حلل الإيمان ومضامين العبادة الواعية وروح الإخلاص ومراقبة نفسه وتصرفاته، وقد انطلق في عملية الإصلاح والتهذيب بادئا بنفسه؛ ليكون عنصرا فاعلا وناشطا في النهضة الإصلاحية الكبرى التي يقودها المخلص العظيم ويقضي على مظاهر الانحلال والفساد والظلم على مستوى المعمورة.
وأشار النبي (ص) إلى مزاياه الفريدة في العديد من المواضع والحوادث، فمن قوله (ص): "أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا إنه لا نبي بعدي" إلى قوله (ص): "من كنت مولاه فهذا علي مولاه" يوم غدير خم حيث نصب النبي (ص) الأمير (ع) ولياً وصولاً إلى حديث النبي (ص): (علي مع الحق والحق مع علي يدور معه كيفما دار)، وغير ذلك كثير أيضاً.
إثبات القضية: ﴿ ... سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾1، في تفسير الطبرسي: (نزلت الآية في إسرائه (صلى الله عليه وآله وسلم)، وكان ذلك بمكة ساعة المغرب في المسجد ثم أسرى به في ليلته، ثم، رجع فصلى الصبح في المسجد الحرام، فأما الموضع الذي أسري إليه أين كان؟ كان الإسراء إلى بيت المقدس، وقد نطق به القرآن، ولا يدفعه مسلم، وما قاله بعضهم أن ذلك كان في النوم فظاهر البطلان إذ لا معجز فيه ولا برهان.
هو السبط الأول وسيد شباب أهل الجنة، أمّه السيدة فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين، وجدّه رسول الله. وكان الحسن بن علي أشبه الناس برسول الله في خَلْقه وخُلُقه وسؤدده وهديه، وفضائله كثيرة سنذكر جملة منها.
وكما تحقق المجتمع الإسلامي الأول على يد النبي (ص)، سيتحقق المجتمع الإنساني المؤمن على كل الأرض على يد الإمام المهدي (عج) لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى. وليكون مجتمع الإمام المهدي (عج) هو الحجة البالغة لله على كل المجتمعات عبر التاريخ، وأن الإنسانية كانت قادرة على تحقيق مجتمع العدل عبر العصور والأجيال، إلا أن الخوف من المجهول أو الفشل أو الرضوخ لإرادة المستكبرين وقف حاجزاً دون تحقيق ذلك الهدف.
لما كان غرض النبي صلى الله عليه وآله قد تعلَّق بإبهام الاسم الصريح للإمام المهدي عليه السلام، خوفاً عليه من سلاطين الجور وأئمة الضلال، عبَّر عنه بما يحتمل أكثر من معنى؛ لتذهب العقول حيث شاءت؛ حتى لا تتيسَّر معرفته ولا يسهل تمييزه للطالبين لقتله عليه السلام والساعين للإمساك به.
لقد ضاقت الأرض بأهلها، وضاق الناس ذرعاً من ظلم من عليها وجورهم، حتى أصبحت قيمة العدل حلماً لا يصدق الإنسان أنها ستتمثل في يوم من الأيام أمام عينيه، وسيراها متحركة ومحركة للحياة من حوله، وستصمد أمام الظلم والتعسف الذي بلغ ذروته وخساسته ولا يكاد يترك حجراً ولا مدراً إلا آذاه وأمعن في العبث به.
في كل عام وفي مثل هذه الأيام تحتفي مجتمعاتنا بذكرى ميلاد الحجة المنتظر (عجل الله فرجه الشريف)، وتسعى كل بلدة لتزيين الشوارع والمنازل وغيرها من مظاهر الاحتفاء بهذه الذكرى.
يشنع خصوم الشيعة على الشيعة بأن مهديهم - بحسب دلالة روايات الشيعة - سيحكم بحكم آل داود إذا ظهر، وأنه لن يحكم بشريعة نبينا محمد الناسخة للشرائع السابقة؟!