في ضرورة اتخاذ الإنسان للموقف الشرعي الصحيح وهو لزوم الحق و صف الحق و جبهة الحق و الانحياز لها، و رفض صف و جبهة الباطل روي عن أمير المؤمنين عليه السلام قوله: «خَذَلُوا الْحَقَّ وَ لَمْ يَنْصُرُوا الْبَاطِلَ»

اشتهر الإمام الحسن بالحلم حتى لقب بـ(حليم أهل البيت) لكثرة حلمه، وعدم انفعاله، وقدرته العجيبة على ضبط النفس ضد مهيجات الغضب. ورغم ما عاناه الإمام الحسن من أعدائه الذين شنوا عليه حملات تشويه لشخصيته ومكانته، وما واجهه من أصحابه بعد صلحه مع معاوية من ألفاظ وأقوال غير لائقة أن يقال مثلها لإمام معصوم إلا أن حلمه قد أذهل الجميع.

تعجب الإمام أمير المؤمنين عليه السلام كما في حكمة من حكم نهج البلاغة من ستة و هم، البخيل، و المتكبر و الشاك في الله، الناسي للموت أو الغافل عنه، و لمنكر الآخرة، و لمعمّر الدّنيا دون الآخرة.

الكراهية هي أشد بلاء من الأمراض التي تصيب الإنسان في بدنه وجسمه، لأنها تصيب الإنسان في نفسه وعقله وقلبه ووجدانه وشعوره، وتمتص منه جمالية القيم، ومكارم الأخلاق، وتطفئ فيه شعلة الضمير.

الإيثار هو تفضيل الإنسان غيرَه على نفسه، و الفعل آثرَ، قال الله تعالى ﴿ ... وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ... ﴾ 1، و يقابله الأَثَرة، و هو حُبّ النَّفس، أو تفضيل الإنسان نفسَه على غيره، الاستئثار، الأنانيَّة.

• 1. القران الكريم: سورة الحشر (59)، الآية: 9، الصفحة: 546.

إنّ تقدّم أيّة أمّة في التاريخ مرتبطٌ ارتباطاً أكيداً بمقدار ما تملك من فكرٍ قوي قائم على أسسٍ متينة تستطيع من خلاله إيجاد الحلول المناسبة للمشاكل الإجتماعية العامّة، وتمدّ حركة الحياة بكلّ ما تحتاجه من الإبداع الفكري لتجاوز العقبات التي تنشأ من خلاله الحركة المستمرّة ...

روي عن أمير المؤمنين عليه السلام في كتاب غرر الحكم و درر الكلم في التحذير من المنزلة و المكانة و الوجاهة عند الملوك و الحكّام و الرؤساء قوله عليه السلام «الْمَكَانَةُ مِنَ الْمُلُوكِ مِفْتَاحُ الْمِحْنَةِ وَ بَذْرُ الْفِتْنَةِ».

عن الرسول صلّى اللّه عليه و اله قال في صفة أقوام في آخر الزمان: «لا يتناهون عن منكر فعلوه، إن تابعتهم ارتابوك، و إن حدّثتهم كذّبوك، ... و الحليم بينهم غادر، و الغادر بينهم حليم، ... و نساؤهم شاطر، الالتجاء إليهم خزي، و الاعتذار بهم ذلّ، فعند ذلك يحرمهم اللّه قطر السماء في أوانه، و ينزله في غير أوانه».