صرخة من صرخات الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء لتنبيه و إيقاظ النّاس و الأمم بأن يكونوا أحرارا في دّنياهم، و يرجعون إلى القيمّ و يتحرروا من سلطة و سيطرة الشيطان و الطغيان. قَالَ اَلرَّاوِي: «وَ لَمْ يَزَلْ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يُقَاتِلُهُمْ حَتَّى حَالُوا بَيْنَهُ وَ بَيْنَ رَحْلِهِ فَصَاحَ وَيْلَكُمْ يَا شِيعَةَ آلِ أَبِي سُفْيَانَ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ دِينٌ وَ كُنْتُمْ لاَ تَخَافُونَ اَلْمَعَادَ فَكُونُوا أَحْرَاراً فِي دُنْيَاكُمْ هَذِهِ، وَ اِرْجِعُوا إِلَى أَحْسَابِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ عَرَباً كَمَا تَزْعُمُونَ».
هذه جملة مشهورة و ذكرها علماء الدين و مفكرين في خطبهم وكلماتهم، و اصبحت شعار و صرخة بوجه الظالمين، و هذا الشعار يشير إلى أنّ الصراع بين الحق و الباطل مستمر في كل الأزمنة و الأمكنة، و كربلاء وعاشوراء هي أبرز محطات سلسلة الصراع الدائم و المتواصل، و أنّ على أهل الحق مناصرة الحق و مجابهة الباطل في كل زمان و في كل مكان.
الأصل في الحياة الاجتماعية بين البشر هو حالة الصلح و السلام، و الحروب والقتال استثناء، و لكن هذا الاستثناء ليس عزيزا فكثيرا ما يقع بتخطيط مسبق أو بغير تخطيط، فالخلافات و الحروب و المعارك و القتال تنشب بين الفرقاء، و بين الجهات و القبائل و الدول المختلفة، و لأنّ الحروب استثناء و ليست الحالة الاجتماعية الطبيعية فلابد للوضع أن يرجع إلى حالته الطبيعية وهو حالة السلام، و لابد للحرب أن تتوقف و تنتهي و لأنّ الحرب وسيلة وليست هدفا.
قال عليه السلام: «تَنَاسَ مَسَاوِيَ الْإِخْوَانِ تَسْتَدِمْ وُدَّهُمْ»، و الإخوان جمع الأخ و هي عامة قد تشمل الأخوة الدينية و الصداقة العامة، أي الأخ الشقيق و الرفيق و الصديق و الصاحب.
تعجب الإمام أمير المؤمنين عليه السلام كما في حكمة من حكم نهج البلاغة من ستة و هم، البخيل، و المتكبر و الشاك في الله، الناسي للموت أو الغافل عنه، و لمنكر الآخرة، و لمعمّر الدّنيا دون الآخرة.
ردّوا الحجر من حيث جاء، الحجر هنا كناية عن الشرّ ، و ردّ الحجر من حيث جاء بمعنى ردّ الشر بالشر أو مقابلة الشرّ بمثله، و المعنى هو ردّ اعتداء الظالم بمثله و عدم قبول الظُلم و الجَور، قال تعالى:﴿ ... فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ﴾1.
الفقر مشكلة اجتماعية خطيرة تنعكس آثارها على المجتمع بقوة، وتسلب استقراره و أمنه، و تزيد من مشاكله، فلا بد من حلها و جزء رئيسي من هذا الحل هو بقيام الأغنياء بواجبهم بإعطاء الفقراء.
تذكر الروايات أنّ أحد أحداث قبل ظهور الإمام المهدي (عج) هو حصول حرب كبيرة تؤدي إلى قتل و موت غالبيه الناس، أو عدد هائل من النّاس في وقتها، و اختلفت الروايات منها ما ذكر أنّه: - يُقتل ثلث النّاس (أي 33.33%)، و يموت ثلثهم ...
الأعياد أيام و مواسم تحتفل بها كل شعوب الأرض كل حسب بيئته و هويته و معتقده، مسمياتها متعددة كل حسب لغته و لسانه، يشتركون في الاحتفال بأعيادهم جميعا كلٌ بطريقته، فهي أيام سعادة و سرور ظاهري، و غالبا ما يقومون و يمارسون مجموعة من الأعمال و الطقوس في أعيادهم، و هي مرتبطة بحوادث مضت أو بمراسم تتجدد.
روي عن الإمام الهادي عليه السلام «الدُّنْيَا سُوقٌ رَبِحَ فِيهَا قَوْمٌ وَ خَسِرَ آخَرُونَ» و السوق هي امكان البيع و الشراء، و يحضر النّاس فيه البضاعة و السلع فيشترون و يبيعون، و يربح ناس و يخسر آخرون، و الدّنيا كذلك سوق كبير و فيه ربح و خسارة ...
في ضرورة اتخاذ الإنسان للموقف الشرعي الصحيح وهو لزوم الحق و صف الحق و جبهة الحق و الانحياز لها، و رفض صف و جبهة الباطل روي عن أمير المؤمنين عليه السلام قوله: «خَذَلُوا الْحَقَّ وَ لَمْ يَنْصُرُوا الْبَاطِلَ»
تعددت العلوم في نهج البلاغة و تطرق أمير المؤمنين عليه السلام إلى جهات مختلفة و من ضمن حكمه ما روي عنه عليه السلام في الحكمة 165، قال: «لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ»، كما يُروى عن رسول الله صلى الله عليه وآله. و المعنى أنّه لا يجوز للانسان أن يفعل محرما أو معصية لله لأمر أحد من الناس أو طاعة لأحد من الناس، فطاعة الله هي الواجبة و ما يخالفها معصية.
مواساة مصدر وَاسَى بمعنى عزَّى، سلّى، شاطر في الأسى، و المُوَاسَاة هي التعزية و التخفيف من الخزن و المصاب. و كذلك تأتي مساواة بمعنى مساواة الغير مع النفس و إشراكه في المال الّذي يمتلكه الإنسان، واساه بماله، أو شاركه في ماله مواساة.
لا يصلح للقائد أو المعلم أو الموجّه و من هو في موقع النصيحة و الإرشاد أن يعلّم النّاس و يرشدهم بلسانه و أقواله، دون تطبيق في أفعاله، فإن فعل ذلك و رآه النّاس يقول شيئا و يفعل ما يخالفه أو نقيضه فسيكون مثالا عكسيا و نموذجا سلبيا لتعاليمه.