قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: "أَلَا وَ إِنَّ اللِّسَانَ الصَّادِقَ يَجْعَلُهُ اللَّهُ لِلْمَرْءِ فِي النَّاسِ خَيْرٌ مِنَ الْمَالِ يُورِثُهُ مَنْ لَا يَحْمَدُهُ" 1.
ولا شك أن علياً ولي الله، وأنه أمير المؤمنين حقاً، وأن محمداً وآله خير البرية. ولكن ذلك ليس في أصل الأذان. وإنما ذكرت ذلك ليوف بهذه الزيادة المتهمون بالتفويض، المدلسون أنفسهم في جملتنا».
لو تساءلنا: هل لفظ (الإسلام) خاصّ في الإطلاق على الدين الخاتم الذي نقله النبي الأكرم محمد (ص) عن ربّه، أم هو لفظ عام أُطلق على الديانات السماوية التي سبقته - أيضاً -؟
قيل له: ليس يمتنع أن يكون يعقوب (ع) لما رأى من بنيه ما رأى من الإيمان والعهود والاجتهاد في الحفظ والرعاية لأخيهم، ظن مع ذلك السلامة وغلبة النجاة، بعد أن كان خائفا مغلبا لغير السلامة.
لقد جهدت كل طائفة في إثبات كونها المعنية بالفرقة الناجية بكل ما أوتيت من حول و قوة و وسيلة، و كانت النتيجة أن اُختُلقت الأحاديث الكثيرة لتنتصر بها كل فرقة على غيرها من الفرق، فامتلأت الكتب بالأحاديث الموضوعة المكذوبة على النبي (صلَّى الله عليه و آله)، فصار الناس في ظلمة عمياء!
إذن الغفلة عن الله تعالى هي أوساخ في القلب والروح. وهذه الأوساخ واقعية حقيقية وليست مجازية. بل أوساخ الغفلة عن الله تعالى أشد ضررًا على الإنسان من الأوساخ المادية. فالأوساخ المادية لها أثر محدود زمانًا ومكانًا، أما الغفلة فهي أوساخ روحية تذهب مع الإنسان إلى الآخرة، وتؤثّر بشكل فعّال في درجة شقاوته.
قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: "ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا وَ اعْزُبْ عَنْهَا، وَ إِيَّاكَ أَنْ يَنْزِلَ بِكَ الْمَوْتُ وَ أَنْتَ تَجِدُّ فِي طَلَبِهَا فَتَشْقَى" 1.
لقد أمر الله عز و جل ببر الوالدين، و بر الوالدين لا يختص بحال حياتهما بل يستمر الأمر ببرهما حتى حال وفاتهما، و من أراد بر والديه فالأولى البدأ بأداء ديونهما أولاً، و نقصد بالديون ما هو موجود بذمتهما من حقوق الله عز و جل من الواجبات كالصلاة و الصيام و الزكاة و الحج و الخمس و غيرها، و كذلك حقوق الناس و الديون التي هي بذمتهما فلابد من أدائها أولاً.
في زمن أعمى الغبش بصيرة كثير من الناس كان العباس نافذ البصيرة، معتنقاً لفكر الرسالة والإمامة، فكانت خيارات الطريق واضحة جلية لديه، لم يشوشها بريق النضار، ولا زهو المنصب، ولا رداء الوجاهة، ولا الأفكار المتصارعة، فلم يعبأ بإغراءات شمر وغيره بأمان مكفول، أو قيادة جيش عرمرم.لقد كان قلبه عامراً بالله ـ سبحانه وتعالى ـ، ويرى كلّ شيء ويقيّمه من خلال نظرته لله، فما كان يستطيع شيء من الأشياء ـ أنّى كان شكله فاتناً ـ أن يزيح خطاه الراسخة عن درب الحقّ والصدق.
قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: "أَلَا وَ إِنَّ الْجِهَادَ ثَمَنُ الْجَنَّةِ، فَمَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ مَلَكَهَا، وَ هِيَ أَكْرَمُ ثَوَابِ اللَّهِ لِمَنْ عَرَفَهَا" 1.
تُسمى الآية رقم (59) من سورة النساء بآية أولي الأمر، و هي قول الله عَزَّ و جَلَّ: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ... ﴾1.
في الثالث من شعبان غمر بيت الرسالة نور سنيٌّ متألّقٌ؛ إذ جاء ذلك الوليد المبارك واصطفاه الله ليكون امتداداً للرسالة، وقدوة للاُمّة، ومنقذاً للإنسان من أغلال الجهل والعبوديّة، ولا ريب أنّنا سوف ننبهر إذا لاحظنا بيت الرسالة وهو يستقبل الوليد الجديد، فهذا البيت البسيط الذي يستقرّ على مرفوعته الاُولى الرسول صلىاللهعليهوآله، الجدّ الرؤوف والوالد الحنون (صلوات الله عليهما وآلهما).
أحدث التعليقات