الاعتقاد بحجية مريم ومقامها احدى خصوصيات دين الاسلام الحنيف، الذي تؤكد تعظيم مقام المرأة وامكانها بلوغ الكمال والرشد، وذلك بفضل الطاعة لله تعالى والتقوى والعفّة، ولا يكتفي الاسلام بالشعارات التافهة التي ترفعها الحضارة الغربية والتي لم ترَ أدنى قابلية الرشد والكمال للمرأة كما تراه الاسلام في نماذجه الطاهرة العفيفة، كمريم بنت عمران وفاطمة الزهراء عليهما السلام.
من المعلوم أنّ شعبنا المسلم في لبنان وغالبية دول عالمنا الإسلامي تأثّرت كثيرا بالثقافة الغربية كبديلٍ عن ثقافتنا الإسلامية الأصلية، وتبع ذلك تبدّل كبير في العادات والتقاليد والأعراف كدليلٍ وبرهان من شعوبنا على اللحاق بالقوي المنتصر المتقدّم صناعياً وتقنياً وحضارياً كما كان البعض من المنظّرين للثقافة الغربية يروّج لذلك.
في مسند أحمد بن حنبل ، عن أم سلمة أن النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) كان في بيتها فأتت فاطمة ببرمة فيها خزيرة فدخلَتْ بها عليه. فقال لها : " إدعي زوجك و ابنيك ". قالت : فجاء علي و الحسن و الحسين فدخلوا عليه ، فجلسوا يأكلون من تلك الخزيرة ...
في ما يرتبط بقضيّة غزّة الدوليّة والإسلاميّة، فقد مرّ شهران ونصف على بدء حادثة غزّة. هذه الحادثة ظاهرة فريدة من نوعها في التاريخ الحديث للعالم الإسلامي، ونحن لا نجد في التاريخ الحديث – ربّما في هذا القرن الأخير – شبيهاً لهذه الحادثة. إنّها استثنائيّة ومنقطعة النّظير. كيف تكون منقطعة النّظير؟ هذه الحادثة منقطعة النظير من ناحيتين.
المتأمل في القرآن الحكيم يجد أنه كثيرا ما يتحدث عن قصص الماضين ... وبلا شك هذا ليس لغوا زائدا ولا هو كما يدعي البعض لتسلية النبي صلى الله عليه و آله و سلم فقط ، بل هو بيان لثبات السنن الإلهية فيما يخص الصراع بين الحق والباطل ، ولو كانت هذه القصص خاصة بالرسول صلى الله عليه و آله و سلم فقط لما كان منها فائدة تذكر بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى.
في رحاب الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء سلام الله عليها ، ينبغي أن نتعرف على مدى علاقتنا بسيدتنا الكبرى عليها السلام . بل وكيف نستطيع أن نكون من شيعتها حقيقة وقد فطم الله شيعتها من نار جهنم؟ إذ جاء في حديث شريف : " إنما سميت ابنتي فاطمة لأن الله سبحانه وتعالى فطمها وفطم من أحبها من النار ".
واذا خصّ الله عيسى برسالته وهو نبيّه، فانّ مريم ابنت عمران اشتركت في نعم الله السابغة مع نبيّه، أي تكون الاشتراك في النعمة دالّة على القرب الى الله ورفيع المنزلة والكرامة لديه، مما يعني وجود اشتراك في سنخية المهمة بين عيسى ومريم ابنت عمران.
عندما نتحدث عن صورتنا الدينية، فإن هذه الصورة تكشف عن نفسها من خلال مجموع النشاطات والمؤسسات والعلاقات ذات الطابع الديني، وبحكم التفاعل والتواصل النشط والواسع مع العالم الإسلامي، ومع جميع المسلمين في مختلف أنحاء العالم الذين يأتون سنوياً إلى الحج من كل فج عميق. لكن عندما نتحدث عن صورتنا الثقافية، ونحاول أن نتعرف على هذه الصورة في أبعادها وملامحها، لا أعلم حقيقة رؤية الآخرين لهذه الصورة وكيف يفهمونها؟
حينما قال السيد المسيح كلمته البليغة، وحكمته الأبدية، في قاموس كرامة الإنسان: ”ليسَ بِالخُبزِ وَحدَه يَحيْا الإِنْسان بل بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخرُجُ مِن فَمِ الله“.. جاءت لترسخ منهجاً قائماً بالعدالة والمساواة في الحقوق والواجبات بين البشر عموماً، وبين أبناء الوطن الواحد بوجه خاص؛ لأنَّ العدالة هي الأهم لحياته وبقائه.
الدعاء - بشكل عام - عمل مستحب، إلا أنَّ هناك دعاءان يجب على المسلم أن يدعو بهما، أحدهما دعاء للغیر، والثاني دعاءٌ للنفس. دعاءان واجبان لو تركهما المسلم المصلي في موضع الوجوب لكانت صلاته باطلة. فما هما الدعاءان الواجبان؟
أن الجهاد الذي أوجبه القرآن هو ليس فريضةً فردية يقوم بها الإنسان المؤمن لإبراء الذمة فحسب، وإنما هو مشروع متكامل البنية في إطار تحقيق هدفٍ إلهي تمت رعاية كل جوانبه بدقة متناهية لينخرط جميع المؤمنين فيه، وبيّنا أن شروط تحقّق هذا الجهاد لازمة وضرورية وهي باختصار:
إنّ الغضب الإلهی لیس بمعنى الغضب الذی یحصل للإنسان، لأنّ هذا الغضب فی الإنسان عبارة عن نوع من الهیجان والإنفعال الداخلی الذی یکون سبباً فی صدور أفعال قویّة وحادّة وخشنة.
أكدت تعاليم الإسلام وإرشاداته الأخلاقية على أهمية التحلي بالأدب، لأنه يؤدي إلى كمال الإنسان ورقيه، فالأدب هو زينة العقل، يقول رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله: «حُسنُ الأدبِ زِينةُ العقلِ».
يطلق "الغرض والغاية" اصطلاحاً على الشيء الذي يقصده الفاعل المختار من وراء عمله ، وهي الفائدة التي ينظر إليها الفاعل قبل قيامه بالفعل ، ثمّ يجعل الفعل وسيلة للظفر بتلك الفائدة. وهذه الفائدة التي يطلق عليها "الغرض" و"الغاية" تصبح الهدف للقيام بالفعل، وهي التي يؤدّي الفاعل فعله من أجل الوصول إليها.
صداقُ المرأة ملكٌ خالصٌ لها، فلا يجوز للأب تملُّك صَداق ابنتِه بل لا يجوز له مُطلق التَّصرف فيه دون إذنِها بل ليس له احتجازُه وحجبُه عنها دون رضاها، فإنَّ يدَه عليه في مثل الفرض يدٌ عادية.
نجد في معظم النصوص الشرعية الواردة عن النبي (صلى الله عليه وآله) وعن أهل بيته (عليهم السلام) عدم الفرق في أصول التربية ما بين ذكر وأنثى، وعلى سبيل المثال ما ورد عن الرسول (صلى الله عليه وآله): (رحم الله والدين أعانا ولدهما على برهما) أو ما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): (يحفظ الأبناء بصلاح آبائهم).
روى الحاكم عن الضحاك في قوله تعالى: ﴿ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ﴾1 قال: علي وفاطمة ﴿ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ ﴾2 قال: النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ﴿ يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ﴾3 قال: الحسن والحسين.
ونحن نحيي ذكرى وفاة سيدة نساء العالمين الصديقة فاطمة الزهراء ، لا بُدّ أن نتشرف بذكر شيء من سيرتها وفضائلها العطرة. الأحاديث التي ترويها مصادر الحديث من مختلف المذاهب عن رسول الله ﷺ في حق ابنته فاطمة الزهراء أحاديث كثيرة، وحينما يقف الإنسان أمامها متأملًا فإنه يستطيع أن يستنتج منها الكثير.