"يا سامعين الصوت"، هذه الجريمة المستمرة لا تحتاج إلى "توافق" ولا طاولة حوار ولا مجلس وزراء ولا سلَّة واحدة... ولا جولة مشاورات دولية... ولا مبادرة "س.س" عربية.
وقد أظهرت البحوث العلمية في بعض مراكز التحقيق أن 50-60% من حالات الوسواس تظهر في عمر 15-20 سنة، وتزداد تدريجيا، وتصل الى ذروتها في الاعوام 20-25 سنة، ثم تبدأ نسبة احتمال الاصابة في الانخفاض حتى سن 35 عاما، وكلما تقدم العمر بالإنسان كانت احتمالات الإصابة بالوسواس اقل.
وقد نادى العلماء المسلمون ـ منذ جمال الدين الأفغاني وإلى يومنا هذا ـ بإحياء ما سمّوه بالفريضة الغائبة، كما يعبِّر محمد عبد السلام فرج، ألا وهي فريضة الجهاد. ولم تختصّ الاستجابة لهذه الفريضة في الأوساط الإسلاميّة بمذهبٍ دون مذهب، بل شارك في ذلك السنّة والشيعة على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم، بل ساهم في ذلك غير المسلمين أيضاً في العالمين: العربيّ؛ والإسلاميّ.
ان احاطة المبتلى بالوسواس بهذا الجو المعرفي، وتكرار هذه الافكار والطروحات عليه، اضافة الى تشجيعه على برنامج منع الاستجابة، يساعد كثيرا على تفكيك تصوراته الخاطئة، واعادة بناء افكاره، وتصحيح ممارساته بشكل تدريجي، قد يستغرق وقتا، لكنه يؤدي الى نتيجة مفيدة
اللّباس والزي من نِعَم اللَّه جلَّ جلاله علينا، نواري به من أجسادنا ما لا يجوز إظهاره للملأ، ونتدثَّر به إتِّقاءً للحر والبرد، ونتجمَّل به أمام إخواننا من دون تكبُّر وتفاخر.
أَكَدَّ الإسلام على أهمية ووجوب احترام حقوق الإنسان المعنويه والمادية، وعدم جواز التعدي على حقوق الآخرين أو سلبها، ومن أهم هذه الحقوق : حق الحياة، حيث لايجوز للإنسان أن يقتل نفسه أو يقتل غيره، بل إن الإسلام اعتبر إن قتل شخص واحد هو بمثابة قتل كل الناس، يقول تعالى :﴿ ... مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ ﴾1.
تكاملية الاسلام وشموليته تفرض ان يهتم بلياقة الجسم كما يهتم بسمو الروح، وان يرعى تنمية مختلف الأبعاد في شخصية الانسان، لذلك من الطبيعي ان نجد في تعاليم الاسلام اشادة بممارسة الرياضة، وتشجيعا للاهتمام بأنشطتها.
عُرف الغناء منذ سالف الزمان، وكان له دوره وتأثيره في الحياة الاجتماعية وغيرها، فالباحث يرى تأثيره ولوازمه الغالبة، كالموسيقى والرقص ليس فقط على عامة النَّاس، بل على الحكام والملوك.
وفي عصر تغير فيه كل شيء، تغيرت معه الصورة أيضاً، فلم تعد الصورة مجرد لوحة فنية، أو تعبير عن رسوم وصور، أو مجرد متعة تسر الناظرين إليها، بل أضحت تحمل أفكاراً وثقافة ومعرفة، بغض النظر إن كانت تلك الثقافة هادفة وملتزمة أم فاضحة ومخلة بالآداب والحياء! فالصورة المتحركة والمتطورة تحولت إلى وسيلة للتواصل الإنساني، وأصبحت من أسلحة المعركة الثقافية، وهي أضحت أكثر تأثيراً في جيل الشباب من أي جيل آخر.
وليس معنى التجديد الديني أن يكون حركة علمية وفكرية تستمد شرعيتها من الفهم البشري بعيداً عن النصوص؛ ولو أدى ذلك إلى مخالفتها القطعية، أو الخروج عليها، أو تأويلها بما لا يناسب مفهومها، أو قراءة النصوص الدينية بعيداً عن دلالات الألفاظ، والظهور اللفظي مما يعطي فهماً مغايراً لمفاهيم النصوص ومنطوقها.
لا يحتاج الباحث في القرآن الكريم إلى مزيد جهد وعناء ليكتشف ريادة القرآن الكريم في إعلان حقوق الإنسان، والتأسيس لمنظومة متكاملة من المبادئ والمفاهيم والإجراءات التي تقرر تلك الحقوق، وتعزز تحقيقها وحمايتها.
لعل التطور المهم الذي أثمرته وثيقة التعايش بين السنة والشيعة وشمول بنودها العديد من النواحي الإشكالية والمهمة، فضمن أول البنود جاء الإقرار بجامعية الإسلام لكل أبنائه فلا يحق لأحد أن يكفر أحداً، ولا يشكك أحد في إسلام الآخر، فكلنا مسلمون نتوجه إلى قبلة واحدة، ولنا قرآن واحد، وبالتالي يدان أي كلام تكفيري يشكك في دين الآخر.
من الأمور الَّتِي ابتُلي بها المسلمون في العقود الأخيرة أنْ أصبح الكفَّار نموذجاً لهم يُقلِّدونهم في مظهرهم وأفكارهم وطريقة عيشهم ونمط تفكيرهم ونظرتهم إلى الأمور... بل حَتَّى في لهجتهم وألفاظهم ويتعاملون معهم تعامل المبهور المنسحق.
يؤسفني القول: إن إعلامنا العربي غير الحر – غالباً - والتابع لسياسات دولنا المريضة يمارس هذا الدور باحترافية قاتلة وبإصرار عجيب، لا يراعي فيه كرامة المتلقي، ولا يلتفت لأخلاقيات المهنة، ولا يتوقف عند حدود الدين، ولا يتأمل مفاعيل هذه السياسيات الإعلامية السيئة.
في تاريخنا الطويل لم يناقش أحد في الحجاب الإسلامي بضوابطه الشرعية المعروفة فضلا ً عن أصل وجوبه، إنما دخلت علينا الأفكار المشكِّكة والنافية والمحقرة للحجاب مع بدايات الغزو الثقافي والعسكري الإستعماري الغربي لبلادنا الإسلامية.
ظاهرة التشدد الديني عند جيل الشباب في مجتمعات العالم العربي والإسلامي، بدأت تلفت أنظار الباحثين والدارسين في ميادين العلوم الإنسانية والاجتماعية، بعد أن أخذت هذه الظاهرة في التزايد والاتساع الكمي والعددي، وبعد أن تحولت إلى ظاهرة تثير المخاوف والقلق حيث بات ينبعث منها سلوك التعصب والتطرف والعنف.
إن القرآن الكريم يجعل الحدّ الفاصل بين التدين الصادق والتدين الزائف، هو مدى اهتمام الإنسان بمساعدة الناس الضعفاء كاليتامى والمساكين، ويعتبر أداء عبادة الصلاة من دون عون الأيتام والفقراء تديناً كاذباً ورياء مفضوحا. يقول تعالى:﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَٰلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ * فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ﴾1.
قد يكون مستهجناً لكثير من الناس لو علموا أنّ البغض لأعداء الله عزَّ وجل واجب إلهي مقدَّس خاصة في ظل أجواء الإنفتاح والشعارات البرَّاقة الجذابة من قبيل، الحوار والعولمة والتعايش!
المقصود بالفكر الإسلامي هنا هو إنتاج علماء الإسلام للمعرفة والفكر الإسلامي، وهو بالطبع يختلف عن (الدين) كمعرفة إلهية مقدسة، فالإنتاج الفكري للعلماء والمفكرين والمثقفين الإسلاميين ما هو إلا اجتهادات وآراء لاترقى لمستوى العصمة أو أن لايطالها النقد العلمي.
يمتاز الفقه الإسلامي بقابليته للتجديد، وقدرته على مواكبة المتغيرات الزمانية والمكانية، وإذا كان في الفقه جوانب غير قابلة للتغير مهما تغير الزمان والمكان كالمسائل العبادية لأنها أمور توقيفية، إلا أن الجوانب الأكثر في الفقه قابلة للتغير والتجديد، ويلعب الزمان والمكان دوراً مؤثراً في تغيير الأحكام الشرعية بسبب تغير موضوعات تلك الأحكام، أو نتيجة لتغير متعلقاتها، أو لتعدد القراءات للنص.