إذا انغلق الإنسان على رأيه، وأعرض عن الانفتاح على الآراء الأخرى، فإنه سيعزل نفسه عن تطورات الفكر والمعرفة، ويحرم نفسه من إدراك حقائق ومعارف مفيدة، وقد يكون رأيه الذي انطوى عليه خاطئا، فلا يكتشف بطلانه في ظل حالة الانكفاء والانغلاق.
غالباً ما يكون الفراغ أرضية للانحراف، ودافعاً للتوجهات السيئة، حيث لا يشعر الإنسان بوجوده وقيمته، إلا إذا كان له تفاعل ما مع قضايا الحياة من حوله، فإن لم يتوافر له ما يمنحه هذا الشعور إيجابياً، فسيعاني حالة فراغ نفسي، تتولد منها هواجس وتصورات غير منضبطة، كما قد تتحرك لديه بعض النوازع والرغبات غير السليمة، والتي هي تحت السيطرة في الأوضاع العادية السوية.
إنَّ التملُّص من بعض الثوابت أو النَّأيَ عنها يُخسِرُ الأنصار ولا يربح الأعداء، وعند الملمَّات وعندما تقع الواقعة التي يبدو في زماننا أنْ "ليس لوقعتها دافعة"، سنكون قد خسرنا مَنْ كان معنا، ولم نربح الآخرين.
ليس مألوفا في مجتمعنا أن تسمع مقولة التفرغ للفكر أو التفرغ الفكري، ولا أتذكر حتى هذه اللحظة إني سمعت أحدا يعرف نفسه بهذه الصفة، الوضع الذي تظهر فيه هذه المقولة، وكأنها من نمط المقولات الغريبة ولسان حال السامع مع نفسه أو مع غيره لم نسمع بهذا من قبل، أو كأنها من نمط المقولات غير المفهومة التي تستبطن سؤالا غير منطوق مفاده: ماذا يعني التفرغ للفكر! وعلى كل الحالات فهذه المقولة هي من نمط المقولات التي تقع خارج نطاق مجالنا التداولي. وقد يصل الحال إلى استضعاف من ينسب نفسه لهذه المقولة، التي تستتبع معها أحيانا تساؤلات هي عند بعض استعطافية وعند بعض آخر استضعافية، من قبيل: فلان كيف يمشي حاله؟ أو فلان كيف يرتب أموره؟ أو فلان كيف يصرف على نفسه؟ إلى غيرها من تساؤلات تتصل بهذا النسق. والناس في هذه الحالة، ينظرون إلى الجانب الذي يعنيهم وهو الجانب الذي يتصل بحالة المعيشة، ولا ينظرون إلى الجانب الذي يتصل بالفكر وكأنه الجانب الذي لا يعنيهم.
فالعقل هو تلك القوة التي يُقوّم ويحكم بها الإنسان على مرئياته ومسموعاته. وكلما اتجه الإنسان إلى عقله كانت نظرته وحكمه على ما يرى ويسمع أصح وأدق، أما إذا غفل عن عقله فإنه معرض للوقوع في الضلال والخطأ.
الطموح يمد الإنسان بالقوة والعزم، وهو بحق يعد الوقود الذي يساعد الإنسان على المثابرة والجد والسعي وبذل الجهد، وعلى قدر طموح الإنسان يكون سعيه وعمله، وبقدر تطلعه يكون تنقله من نجاح إلى نجاح.
قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: "إِذَا لَقِيتُمْ إِخْوَانَكُمْ فَصَافِحُوا وَ أَظْهِرُوا لَهُمُ الْبَشَاشَةَ تَتَفَرَّقُوا وَ كُلُّ مَا عَلَيْكُمْ مِنَ الْأَوْزَارِ قَدْ ذَهَبَ" 1.
قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: "ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا وَ اعْزُبْ عَنْهَا، وَ إِيَّاكَ أَنْ يَنْزِلَ بِكَ الْمَوْتُ وَ أَنْتَ تَجِدُّ فِي طَلَبِهَا فَتَشْقَى" 1.
ووردت روايات تحث على التفكر والتدبر أيضاً، منها: ما رواه الكليني رحمه الله، عن أمير المؤمنين عليه السلام: «نبِّه بالفكر قلبك، وجاف عن الليل جنبك، واتق الله ربك»..
قلت له متعجباً: أنت تبلغ من العمر 34 عاماً ولكن مظهرك يدل على أنك تبلغ 60 عاماً فأنت تعاني من داء السكري، وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكولسترول والسمنة.... جميع هذه الأمراض صادقتها؟!!