نشر قبل يومين
مجموع الأصوات: 9
القراءات: 293

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

الإمام الحسين عليه السلام قدوة و أسوة

اسم الکتاب : الإمام الحسين عليه السلام: قدوة و أسوة

المؤلف : سماحة  آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي دامت بركاته

عدد الصفحات 63

تمهيد

﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ 1

انبعث من ضمير الإنسانية رجال، كانوا المعجزة في أقرب مفاهيمها، وأصدق معاييرها، وفي أسنى تألقها، وأبهى تجليها.

لا شك في أنها كانت آية ظاهرة، تهدي إلى قوة قاهرة وراء الغيب لتنير الكون، وتدفعه إلى سُبله المستقيمة، تدعو إلى التصديق الواعي، بحقيقة أخرى غير هذه المادة، وغير ملابساتها الظاهرية، تلك هي حقيقة الخالق العليم.

«بِنَا عُرِفَ اللهُ» 2.

وليس من شك في أن للمسلمين النصيب الوافر من هذا النمط البالغ في سنائه وبهائه حدّ المعجزة الخارقة، من الأبطال البارعين.

فالنبي محمد صلى الله عليه واله وأهل بيته عليهم السلام، قممٌ لا شك في مجدها وسموقها لِسِلسلة شاهقة من جبال لا يرقى إليها الطير، وسامقات متأصلات كانت تحمل هَمَّ وشرف الحقيقة وأوتاد صعيد الفكر. ولولاهم لتزلزل وماد، إذ إنهم سفن محيط الشك الذي لولاهم لغمر كل حي ونزل القعر البعيد.

ومن قمم هذه السلسلة المباركة الإمام علي عليه السلام الذي هو بلا ريب ثاني الرسول العظيم.
ومنها الإمام الحسن عليه السلام الذي حفظ الله به الدِّين حين أصلح الله به بين فئتين متنازعتين من المسلمين.

ومنها الإمام الحسين عليه السلام، الذي استقر في أشمخ وأروع قمة بعد النبي صلى الله عليه واله، وبعد الوصي عليه السلام.

ولا أُحب أن أفاتحك الحديث قبل أوانه، فهذا الكتاب بين يديك سوف نفتح فيه أسرار المعجزة في هذه القمة المجيدة، وسوف يُعالج كل موضوع، ولو كانت معالجة بتراء، إلَّا أني آملها معالجة واعية إن شاء الله.

غير أني أريد أن أُقدِّم شيئاً مما يجب أن أصبر عليه إلى أوانه القريب. لندخل فصول الكتاب في تفتح ذكري بالغ .. وها هو بين يديك:

أصبح المسلمون اليوم أحوج إلى النور من أي يوم آخر، لأنهم أصبحوا وسط زوابع هادرة تلفُّهم من كل جانب، في ليل مظلم، وفي قفر لا يملكون هادياً أو رائداً. قد ضلَّت بهم السبل، واختلفت في وجههم التيارات، وهم لا يدرون ما يعملون؟

أقول: إنهم اليوم أحوج ما يكونون إلى النور، في حين أنهم أبعد ما كانوا عنه، لأنهم كما نراهم مجرَّدون عن الوعي الكافي الذي يجب أن يكفل غذاءهم الفكري المستمر في خضم هذه الأفكار الواردة فلا يعرفون تعاليم دينهم، ولا يميزون معالمه الوضيئة التي دلَّت تجارب السنين العديدة على أنها الوحيدة من نوعها التي تستطيع أن تنتشل الأمة من قعرها العميق إلى قمتها المأمولة.

وإن هذا نموذج حي أريد أن أقدمه إليك أيها القارئ هنا ومن خلال السطور التي نمر عليها.

وسوف لا أُوقفك طويلًا لأمهّد لك، فلنقطع الحديث للنظر في سطور الكتاب، لنرى أحفل حياة بالمكرمات الرائعة.

الفصل الاول: الوليد السعيد

الفصل الثاني: موقف الامام الحسين عليه السلام في عهد معاوية

الفصل الثَّالث: الامام الحسين عليه السلام صاحب الخُلق العظيم

الفصل الرابع: نهضة الامام الحسين عليه السلام