روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّما الأعمال بالنيّات". ولأنّ ليس للإنسان إلّا ما سعى، فإنّ طريق السعي وجعله وسيلة للتكامل، والوصول إلى الله، يبدأ من إصلاح النيّة، إلّا أنّ الشيطان يسعى بكلّ ما أوتي من غواية للتدخّل في نيّة العبد، وبدل أن يهتمّ مثل هذا الإنسان بما هو مطلوب منه، فإنّه يصرف عمره الثمين فيما لا طائل وراءه.
الاخلاص مرتبة رفيعة و سامية ينتج عن بلوغها المقدرة على تصفية النية و العمل من الشوائب ، فالإخلاص ليس إلا الصفاء و النقاء التام من الشوائب ، و المقصود بالاخلاص في المفهوم الديني هو اليقين بما عند الله و الانقطاع اليه في الطلب ، و العمل من أجل الله وحده عَزَّ و جَلَّ .
إذا قصد الإنسان الصوم ونواه، واتبع هذا القصد بالإمساك أو الكف عن المفطرات من أذان الفجر إلى أذان المغرب، فصومه صحيح ومبرئ لذمته، ويعتبر عند الفقهاء مؤدياً لما عليه من التكليف الشرعي المأمور به، لأن ما أتى به مخرج له من عهدة التكليف.
يتمايز الناس فيما بينهم، قسم منهم تكون حياتهم زاخرة بالمنجزات ومليئة بالحركة والنشاط، فلا يغادرون هذه الحياة إلا وقد تركوا بصمات واضحة عليها، وأوجدوا تغييرًا ملموسًا في المحيط الذي يعيشون فيه. بينما قسم آخر منهم لا يغيرون شيئًا ولا يتركون لهم أثرًا، يأكلون ويشربون وينامون ويستمتعون، لكن ليس لهم انجازات تذكر، وعطاؤهم لمن حولهم معدوم. فلماذا الفرق بين هذين الصنفين من الناس؟ بين ناشطين منجزين، وبين راكدين خاملين؟
النية الحسنة تحرك في الإنسان الهمة، وتدفعه للإنجاز. نيتك الصالحة هي التي تقوي فيك الهمة والعزيمة، وبالتالي تسعى جاهدًا لتحقيق ما نويته. هذه النية هي مفتاح الإنجاز، وهي أول خطوة لتحقيق العمل. لذلك لا بد لكل فرد منا أن ينوي فعل الخير، وأن يملأ نفسه بالاهتمامات الصالحة، ومن أهمها:
أركان الصوم هي :
1 _ النية : و المقصود منها هنا القصد و العزم على ترك المفطرات بنية القربة إلى الله تعالى ، و لا يلزم التلفُّظ بالنية ، و يجب في النية الإستمرار .
2 _ الإمساك عن كل المفطرات التي تُبطل الصوم ، من طلوع الفجر إلى الغروب الشرعي للشمس .