إن الله سبحانه قد وضع الكعبة المشرفة والبيت الحرام في تلك البقعة المباركة من لدن آدم (عليه السلام).. وهو مكان يستحيل بحسب العادة أن يكون مهداً للحضارات، ومصدراً للرقي الإنساني، وموضعاً لنشوء المجتمعات المتحضرة والراقية.. لأنه يفقد أدنى المقومات المطلوبة لذلك.. ولكن الإرادة الإلهية، والهدى الرباني قد أعطى في هذا المجال نتائج مذهلة..
التكفير أو التكتف في الصلاة بدعة، وهو وضع اليد على الأخرى في الصلاة، وبهذه الصفة مُبطلٌ للصلاة، سواءً للرجل أو المرأة. ففي الحدائق الناضرة للمحقق البحراني قدس سره: 9 / 10: (وعن حريز عن رجل عن أبي جعفر عليه السلام قال: "لا تُكَفِّر، إنما يصنع ذلك المجوس"! أقول: ويدل عليه أيضاً ما رواه في الخصال عن أبي بصير ومحمد بن مسلم عن الصادق عن آبائه عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: "لا يجمع المؤمن يديه في صلاته وهو قائم بين يدي الله عز و جل، يتشبه بأهل الكفر، يعني المجوس".
غير أنّ هذه الشُبهة نشأت مِن خطأ هؤلاء المفسّرين وليست واردة على القرآن. فقد كان تعبير القرآن أنّ النُطفة ـوهي خليّة الذَكَر تمتزج ببويضة المرأةـ تتحوّل إلى علقة: كُرة جرثوميّة لها خلايا آكلةً وقاضمةً تُعلّق بواسطتها وبواسطة حملات دقيقة بجدار الرحم، تتغذّى بدم المرأة، وهذه النُطفة الصغيرة العالقة تشبه دودة العَلَقة التي تَمتصّ الدم. ثمّ إنّ هذه العَلَقَة تتحوّل إلى كُتلة غُضروفيّة تشبه ممضوغة العِلك في الفم، وتكون منشأ لتكوين العظام ثُمّ تكوين العضلات بعد بِضعة أيّام؛ لتكسو العظام أي تُغطّيها وتلتحم معها.
وهكذا الحال مع قيام وتتابع الدولة العربية الحديثة التي صادف قيامها نكبة 1948م وضياع القدس وفلسطين، إلى نكسة 1967م، ومن أزمة احتلال الكويت إلى دخول القوات الأمريكية العراق، ومن فشل في السياسة إلى فشل في الاقتصاد، ومن فشل في التربية إلى فشل في التعليم... وهكذا التاريخ يتلاحق بين هزيمة وفشل. الواقع الذي كرس معه الإحباط، وذهنية الفشل، وضمور الإرادة، والإحساس بالعجز، وانسداد الأفق.
منذ تجربة التحديث لمحمد علي باشا في النصف الأول من القرن التاسع عشر الميلادي، الذي أنشأ المطبعة الأهلية سنة 1821م، بعد أن ظلت مصر مدة عشرين عاماً بعد خروج الفرنسيين بدون مطبعة، وأصدر صحيفة الوقائع المصرية سنة 1828م، وأسس مدرسة الألسن سنة 1835م لترجمة الكتب العلمية والأدبية من اللغات التركية والفارسية والفرنسية والإيطالية، وقام بإرسال البعثات العلمية إلى أوروبا، وكانت أول بعثة علمية إلى إيطاليا سنة 1813م.. إلى غيرها من أعمال أخرى يمكن أن تساهم في بناء دولة عصرية ومتقدمة في مصر.
ليس هناك من شكٍّ أنّ ظاهرة العنف ـ بأشكاله ـ تغزو العالم الإسلامي غزواً مبيناً، وتترك بصماتها على الحياة، وعلى العلاقات الاجتماعية والسياسية بين الناس.
ذكر في السؤال روايتين وقبل القيام بدراسة الرواية الأُولى نقوم بذكر نصها كما وردت في الكافي لكي يتبين للمطالع مقدار التغيير والخيانة الّتي أقدم عليها جامع الأسئلة، لأنّه اكتفى بما وجده على صفحات الانترنت ولم يكلف نفسه عناء البحث ليأخذ الرواية من مصدرها المعتبر، وعمله هذا خيانة تتنافى مع الأمانة العلمية والنزاهة والموضوعية.
كثيرًا ما نقع تحت ضغط بعض المكالمات العاجلة والضرورية لبعض المتصلات من الزوجات أو الفتيات اللاتي وصلت بهن المشاكل والأزمات مع أزواجهن إلى طريق مغلق، ولم يبق في رأيهن إلا طريق واحد وهو الدمار وإطلاق العنان لغرائز الانتقام، أو الإقدام على عمل لم تنل نتائجه المزيد من الدراسة والتفكير والتأمل.
في كل أمة وطائفة تتعدد الآراء والمواقف، وقد تتبنى بعض الآراء أقلية منهم، وحين الحديث عن هذه الامة أو المجتمع، لايصح وصفهم جميعا بذلك الرأي، بل تقتضي الموضوعية الاشارة الى تنوع الرأي لديهم، والى النسبة التي يمثلها القائلون بذلك الرأي في اوساطهم.
يبدو أنّ جامع الأسئلة ليس له أدنى اطّلاع بمذهبه، فكلّ همّه فقط جمع المطالب والمواضيع، لكنّه غافل عن كون أهل السنّة أنفسهم يروون بأنّ الكثير الكثير من الصحابة قد ارتدّوا بعد وفاة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وفقاً لروايات تضمّنتها صحاحهم، حيث ينقل البخاري في صحيحه: عن سهل بن سعد يقول: سمعت النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: «أنا فرطُكم على الحوض مَن وردهُ شرب منه ومن شرب منه لم يظمأ بعده أبداً، ليَرِدُ عليَّ أقوام أعرفهم ويعرفوني ثمّ يُحال بيني وبينهم، فأقول: إنّهم منّي، فيُقال: إنّك لا تدري ما بدّلوا بعدك، فأقول سُحقاً سحقاً لمن بدّل بعدي»
أحدث التعليقات