نشر قبل 20 سنة
مجموع الأصوات: 37
القراءات: 4783

السائل: 

محمد

العمر: 

30

المستوى الدراسي: 

الدولة: 

المدينة: 

طهران

ما هو المقصود من قول الله تعالى : أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ . و كيف يعذبهم الله لفسادهم و هم غافلون عن فسادهم و هم لا يشعرون به و يظنون انهم من المصلحين ؟ اليس ذلك مخالفاً للحكمة الالهية ؟

السوال: 

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و بعد:
نقرأ في سورة البقرة اية 12 الاية الشريفة : أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ .
السوال هو : كيف يعذبهم الله لفسادهم و هم غافلون عن فسادهم وهم لا يشعرون به ويظنون انفسهم من المصلحين ؟ اليس ذلك يعارض الحكمة الالهية ؟ اجيبوني جزاكم الله خير الجزاء .

الجواب: 

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، و بعد :
الآية المذكورة و الآيات التي جاءت قبلها و كذلك الآيات التي تليها هي بصدد استعراض الخصائص الروحية للمنافقين و بيان تصوراتهم الخاطئة ، و من أبرز تلك الخصائص الروحية هو أنهم بسبب تماديهم في الباطل و الاصرار على ممارسة النفاق و الكذب و الانحراف يُصابون بحالة خاصة نتيجة لأعمالهم ، حيث تنقلب لديهم الموازين و الحقائق الثابتة فيتصورن أن أعمالهم و نشاطاتهم نافعة و مفيدة رغم وضوح بطلانها و انحرافها ، و يعتبرون عملهم هذا نوعاً من الشطارة التي لا يفطن لها غيرهم ، فهم أكثر فهماً من غيرهم !!
غير أنهم لا يشعرون بأنهم بأفكارهم المنحرفة و أعمالهم الخاطئة إنما يهدرون طاقاتهم و يضيِّعون فرص حياتهم الثمينة التي كان بإمكانهم استخدامها في البناء و الخدمة ، و لذلك فليس لهم في المقابل الا الخسران و العذاب .
ثم إن ما يحصل لهم من الخسران و العذاب الألهي إنما هو نتيجة طبيعية لأفكارهم المنحرفة و أعمالهم الخاطئة ، و بسبب تضييعهم للفرص الطيبة و صرفها في الباطل .