نشر قبل 8 أشهر
مجموع الأصوات: 7
القراءات: 1548

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

تربية الطفل في الإسلام

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مقدمة المركز

حاول علماء التربية قديما وحديثا أن يهتدوا إلى منهج تربوي شامل يعنى بتحديد الأساليب والقيم والمعايير الكفيلة بدراسة ما يناسب مرحلة الطفولة والصبا. وقد بذلوا في هذا الصدد جهودا كبيرة وشاقة ومتواصلة حتى استطاعوا التوصل إلى نظرات ومقترحات وتوصيات تعد - من وجهة علمية - قيمة ونافعة، إلا أنهم لم يتمكنوا - مع ذلك - من تحديد المنهج الدقيق الذي يمكن الاستناد إليه في معالجة المشاكل المعقدة، التي تكتنف تلك المرحلة الحساسة من عمر الإنسان، كما أخفقوا في حل الصعوبات المتزايدة يوما بعد آخر التي تواجه الآباء والأمهات والمربين في هذا المجال.
ولعل من المؤسف حقا أن تتوجه أنظار كثير من المسلمين - وخاصة العاملين منهم في حقل التربية - إلى مدارس الغرب التربوية ليتلقوا عنهم مناهجهم التربوية، وأن يفوتهم أن في الشريعة الإسلامية العلاج الناجع لجميع ما استعصي عليهم حله، وأن في سيرة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) وفي سيرة أهل بيته الطاهرين (عليهم السلام) معينا لا ينضب من الوصايا والإرشادات، والتعاليم والتوجيهات التي لو استخدمت في الحقل التربوي، ووظفت في مجالاته المتعددة، لكانت كفيلة بترسيخ أروع القيم والمثل العليا في نفس الطفل، ولأقامته بناء سليما معافى، ولجعلت منه شخصية سوية قادرة على القيام بدورها - كما ينبغي - في بناء المجتمع.

إن المنهج الإسلامي الذي يمكن تحديد معالمه وقواعده بالاستناد إلى القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وما أثر عن الأئمة المعصومين (عليهم السلام) يهدف إلى تحقيق تربية متزنة للطفل تبدأ من قبل أن ينعقد جنينا في رحم الأم وتستمر معه إلى أن يشب عن الطوق، مرورا بمرحلة الحمل، والولادة والرضاعة، والطفولة المبكرة.
والكتاب الذي بين يديك - أيها القارئ العزيز - استطاع أن يحدد ملامح المنهج التربوي الإسلامي الذي يعنى بكيفية إعداد الطفل نفسيا وعقليا وسلوكيا، مستندا - في ذلك - إلى آيات القرآن الكريم، وإلى المأثور عن الرسول الأعظم نبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وعن أهل البيت الطاهرين (عليهم السلام). مستفيدا أيضا من الدراسات العلمية الحديثة في هذا الإطار.
ويسر مركزنا أن يقدم هذه الدراسة الممتعة والنافعة إسهاما منه في خدمة الآباء والأمهات والمشتغلين في أمور تربية الطفل، وذلك بتيسير أوضح السبل وأكثرها دقة وأمانا في تنشئة الطفل نشأة قويمة صالحة، لكي يؤدي دوره المنشود.
والله ولي التوفيق مركز الرسالة

المقدمة

الأسرة هي المؤسسة الأولى والأساسية من بين المؤسسات الاجتماعية المتعددة المسؤولة عن إعداد الطفل للدخول في الحياة الاجتماعية، ليكون عنصرا صالحا فعالا في إدامتها على أساس الصلاح والخير والبناء الفعال. والأسرة نقطة البدء التي تزاول انشاء وتنشئة العنصر الإنساني، فهي نقطة البدء المؤثرة في كل مراحل الحياة ايجابا وسلبا، ولهذا أبدى الإسلام عناية خاصة بالأسرة منسجمة مع الدور المكلفة بأدائه، فوضع القواعد الأساسية في تنظيمها وضبط شؤونها، وتوزيع الاختصاصات، وتحديد الواجبات المسؤولة عن أدائها، وخصوصا تربية الطفل تربية صالحة وتربية سليمة متوازنة في جميع جوانب الشخصية الفكرية والعاطفية والسلوكية. ودعى الاسلام إلى المحافظة على كيان الأسرة وإبعاد أعضائها من عناصر التهديم والتدمير ومن كل ما يؤدي إلى خلق البلبلة والاضطراب في العلاقات التي تؤدي إلى ضياع الأطفال بتفتيت الكيان الذي يحميهم ويعدهم للمستقبل الذي ينتظرهم. وجاءت تعليمات الإسلام وإرشاداته لتخلق المحيط الصالح لنمو الطفل جسديا وفكريا وعاطفيا وسلوكيا، نموا سليما يطيق من خلاله الطفل أو إنسان المستقبل مقاومة تقلبات الحياة والنهوض بأعبائها، ولهذا ابتدأ المنهج الاسلامي مع الطفل منذ المراحل الأولى للعلاقة الزوجية مرورا بالولادة والحضانة ومرحلة ما قبل البلوغ وانتهاء بالاستقلالية الكاملة بعد الاعتماد على النفس.
ونوزع البحث هنا على فصول: نتناول في الفصل الأول: المنهج التربوي العام في العلاقات الأسرية، ثم نعرض في الفصل الثاني: (مرحلة ما قبل الاقتران ومرحلة الحمل)، ونتناول في الفصل الثالث: (مرحلة ما بعد الولادة مرحلة الرضاعة)، ثم نعرض في الفصل الرابع ما يتعلق بمرحلة الطفولة المبكرة، وأخيرا نتناول في الفصل الخامس: المرحلة الأخيرة (مرحلة الصبا والفتوة)، وسنقوم بالإفادة من الآيات والروايات خاصة الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام)، مستفيدين من المعطيات العلمية الحديثة.
ومنه تعالى نستمد العون والتسديد

الفصل الأول

المنهج التربوي العام في العلاقات الأسرية

أولا: الاتفاق على منهج مشترك 

ثانيا: علاقات المودة

ثالثا: مراعاة الحقوق والواجبات

رابعا: تجنب إثارة المشاكل والخلافات

خامسا: التحذير من الطلاق

الفصل الثاني

المرحلة الأولى: مرحلة ما قبل الاقتران ومرحلة الحمل

أولا: مرحلة ما قبل الاقتران

1 - انتقاء الزوجة

2 - انتقاء الزوج

3 - العلاقة قبل الحمل وتكوين الطفل

ثانيا: مرحلة الحمل

1 - انعقاد الجنين

2 - المحيط الأول للطفل

أ - الاهتمام بغذاء الأم

ب - الاهتمام بالصحة النفسية للحامل

الفصل الثالث

المرحلة الثانية: مرحلة ما بعد الولادة

أولا: مراسيم الولادة

ثانيا: التركيز على حليب الأم

الفصل الرابع

المرحلة الثالثة: مرحلة الطفولة المبكرة

أولا: تعليم الطفل معرفة الله تعالى

ثانيا: التركيز على حب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل البيت عليهم السلام

ثالثا: تربية الطفل على طاعة الوالدين

رابعا: الإحسان إلى الطفل وتكريمه

خامسا: التوازن بين اللين والشدة

سادسا: العدالة بين الأطفال

سابعا: الحرية في اللعب

ثامنا: التربية الجنسية وإبعاد الطفل عن الإثارة

تاسعا: تنمية العواطف

عاشرا: الاهتمام بالطفل اليتيم

الفصل الخامس

المرحلة الرابعة: مرحلة الصبا والفتوة

أولا: تكثيف التربية

ثانيا: المبادرة إلى التعليم

ثالثا: تمرين الطفل على الطاعات

رابعا: مراقبة الطفل

خامسا: الوقاية من الانحراف الجنسي

سادسا: ربط الطفل بالقدوة الحسنة