من طبيعة هذه التساؤلات حين تطرح فإن أجلها لا يكون قصيراً، وإنما تظل مفتوحة، ومن الصعب أن تكون الإجابات عليها حاسمة ونهائية، خصوصاً في الغرب المفعم بالنقاشات النقدية، ومع انبعاث تيار ما بعد الحداثة ارتفعت وتيرة وحدية تلك النقاشات النقدية.
لا بد من معرفة أن المؤمن لمَّا كان سيره في هذا العالم معتدلاً، وقلبه سوياً، وتوجّهه نحو الله وصراطه مستقيماً، كان في ذلك العالم أيضاً صراطه مستقيماً وواضحاً، وجسمه معتدلاً وصورته وسيرته وظاهره وباطنه في صورة الإنسان وهيئته.
لقد بلغ مذهب أهل البيت (ع) مرحلة النضج في عهد الإمام الهادي ، إلاّ أنه كان يهدده خطر التطرف الذي تسرب إلى بعض المسلمين عبر الثقافات المستوردة من الشرق ، كما أنه كان بحاجة إلى مزيد من الدفع الإيماني حتى لا تهبط الروح المعنوية عند البعض بسبب دعايات الأعداء وبالذات الخلفاء العباسيين الذين لم يعرفوا مقام الأئمة فنسبوا إليهم أو إلى شيعتهم الغلو والغنوص ، وهكذا احتياج المذاهب إلى نصوص جامعة تكون بمثابة دروس توجيهية تتضمن أصول العقائد بلا زيادة أو نقصان.
هل لبعض الأفعال حُسن أو قبح ذاتي ، أم أنّ الحُسن والقبح مجرّد صفات اعتبارية لكلّ الأفعال ، بحيث توجد هذه الصفات عندما يتمّ الاتفاق عليها وتنعدم عندما يزول هذا الاتفاق ؟
الإنسان حتى يتغير نحو الأفضل بحاجة إلى المراجعة والتقويم والنقد الذاتي والتفكير في ماضي الأيام وأخطائها، لاستخلاص النتائج وأخذ العبر والدروس، والتصميم على التغيير الحقيقي، والعزم على حذف الأخطاء القديمة، والبدء بصفحة جديدة خالية من العيوب والذنوب والمعاصي والمحرمات.
لا شك أن هذا الكلام من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو نوع من التحذير القوي والمخيف لأولئك الذين كانوا يضحكون ويلهون، وهذا التحذير ناتج عن سهو انغماس الإنسان في أمور اللهو والعبث واللغو وصرف العمر والسنين في امثال هذه المسائل التي لا قيمة لها في الميزان الإلهي.
هل القرآن هو مجرد كتاب للتلاوة والترتيل؟ هل هو كتاب الإستشفاء به فقط؟ هل هو كتاب الإستخارة لا غير؟ أم هو كتاب مجالس تكريم الأموات؟ أو هو كتاب التبرّك به عند الإنتقال لبيت جديد، وعند الزفاف، وعند السفر، وللتعليق في السيارة للحفظ؟ هل القرآن هو فقط للكتابة على الجدران، وحفر بعض آياته على القلائد الذهبية وتعليقها على الصدور؟
سماه جده رسول الله (ص) بمحمد ، وكناه بالباقر قبل أن يخلق بعشرات السنين ، وكان ذلك من أعلام نبوته كما يقول بعض المحققين ، وقد استشف (ص) من وراء الغيب ما يقوم به سبطه من نشر العلم واذاعته بين الناس فبشر به أمته ، كما حمل له تحياته على يد الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الانصاري وسنلمع الى ذلك فيما يأتي.
أشرقت أنواره على هذه الدنيا سنة 57 للهجرة، عاش فترة قصيرة من حياته في الأسر مع والده وهو لم يبلغ بعدُ الرابعة من عمره الشريف حين استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام)، وبقي في ظل إمامة والده خمساً وثلاثين سنة ثم انفرد بها إلى أن ارتحل عن الدنيا في سنة 114 للهجرة.
السفير الأول، هو الشيخ الموثوق عثمان بن سعيد العمري، أبو عمرو الأسدي وسُمي العمري نسبة إلى جدّه. ويقال له العسكري أيضاً، لأنه من عسكر وهي سامراء، ويقال له: السمّان لأنه كان يتَّجر بالسمن تغطية على الأمر.
تشير آيات القرآن الكريم إلى أنّ الطين هو المادّة الأولى في خلق الإنسان، وإنّ الماء هو المادّة الأولى لكلّ الخلائق على هذه الأرض، وأصل الحياة فيها؛ ويقتضي هذا منّا أن نوظّف هذه العناصر التوظيف الأمثل لصيانتها من التدمير. من هنا، إنّ عناصر الحياة من المناخ المعتدل والتربة الخصبة والمياه نعمٌ إلهيّةٌ، والاستفادة منها والمحافظة عليها من الضرورات الحياتيّة.
المراد من نكاح الشغار هو تزويج امرأةٍ من رجلٍ على ان يكون مهرها هو زواج آخر من امرأة أخرى فيكون مهر الأولى زواجَ الآخر من الثانية ويكون مهرُ الثانية زواجَ الأوَّل من الأولى.
النقد أساس مهم في بناء المجتمعات وتطورها، فبغير النقد يسيطر الجمود ويبقى الحال على ما هو عليه، أما النقد فإنه يكشف مواطن القصور، ويدفع الى اضافة الجديد، والمجتمعات الساعية نحو التقدم تولي أهمية للنقد.. في هذا المقال يتناول الكاتب موضوع الكلمة في إطار النقد، والأساليب التي يجب أن يتبعها الناقد بالكلمة.
من الكتابات التي تناولت الحديث عن التجديد في الإسلام والفكر الإسلامي، هناك نسق فكري يصنف من حيث الهوية والمرجعية والانتماء إلى ما هو خارج عن منظومة الفكر الإسلامي، وينتمي إلى منظومات فكرية ومرجعية أخرى مغايرة.
المجتمع الإيماني ليس مجتمعا من الملائكة ﴿ ... لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾1 . بل هم مجموعة من البشر يمرون بحالات مختلفة من القوة والضعف، والحماسة والانتكاسة، والعروج والهبوط، فإيمانهم ويقينهم وصبرهم لا تكون بذات المستوى عند كل أحد في كل وقت أو في كل ظرف. والإسلام باعتباره دينا واقعيا يلحظ هذا الأمر بدقة، ويضع تشريعاته المناسبة في هذا الإطار.
من أهم القضايا المحورية التي اهتمت بها الشرائع السماوية والقوانين الوضعية هي (قضية الأمن الاجتماعي) التي تعني أن يعيش المجتمع سليماً من كل الآفات والمفاسد التي تقض حياة المجتمعات وتعيث فيها خراباً وفساداً على المستويات كافة. والإسلام قد أولى هذه القضية اهتماماً بالغاً عبر تشريعاته وأحكامه المتعلقة بسلامة وأمن المجتمع، وإذا أردنا أن نعدد هذه التشريعات يظهر معنا ما يلي:
لا شكّ انّ من أخطر وأقبح الأمراض النفسية هو الابتلاء بمرض «النفاق»، وإنّه في الواقع يمثّل محور ومركز جميع الخبائث والقذارات الروحية والخصال الذميمة، ومن الآثار السلبية التي تخلّفها حالة النفاق في نفس الإنسان: «الحيرة» و «الضياع»، وهذه الآثار تظهر على ملامح المنافق وفي طيّات أفعاله بصورة متواصلة وجليّة.
إطلاق "الحسن" على ما هو "كمال" ، وإطلاق "القبيح" على ما هو "نقص".
مثال : إنّ العلم والشجاعة والكرم من الأُمور الحسنة ، لأ نّها كمال لمن يتّصف بها . وإنّ الجهل والجبن والبخل من الأُمور القبيحة ، لأ نّها نقصان لمن يتّصف بها .
أذهل الإمام محمد الجواد العلماء والفقهاء والفلاسفة بسعة علومه ومعارفه، وقدرته الفائقة على الإجابة على مختلف الأسئلة والإشكاليات التي كانت تطرح عليه إما امتحاناً له لمعرفة أهليته بالإمامة، أو للحط من مكانته العلمية أمام الناس؛ لكن الإمام الجواد كان يخرج في كل مرة منتصراً على الجميع، بل كان مُدهشاً لهم لقدراته العلمية الخارقة في سنه المبكر، مما جعله معجزة علمية تصغر أمامها كل العباقرة والنوابغ في العلوم والمعارف.
في تفسير فرات الكوفي عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا ... ﴾1. قال: نزلت في ولد فاطمة (عليها السلام)2. وفي كنز الدقائق مثله.