إن الحديث عن ولادة سيد شباب أهل الجنة، الإمام الحسين «عليه السلام»، وما رافق ذلك من اهتمام ظاهر من قبل الرسول الأكرم «صلى الله عليه وآله» بهذا الوليد المبارك، وأهداف ذلك، وأبعاده، ومراميه لهو حديث محبب للنفوس المؤمنة وتتطلبه عقول ذوي النهى، ما دام أن ذلك يجسد لنا المعاني الحقيقية التي تريد الأسوة والقدوة لنا أن نتلمسها ونتحسسها ونتوصل إليها، ونعيشها.
هناك شبه إجماع وثائقي على أن ولادة الإمام المهدي المنتظر عليه السلام: فجر يوم الجمعة, الخامس عشر من شعبان المعظم, سنة خمس وخمسين ومائتين من الهجرة المباركة.
في الرواية «أتى أمير المؤمنين سوق الكرابيس، فاشترى ثوبين أحدهما بثلاثة دراهم، والآخر بدرهمين. فقال: يا قنبر، خذ الذي بثلاثة، قال: أنت أولى به يا أمير المؤمنين، تصعد المنبر وتخطب الناس. فقال: يا قنبر، أنت شابّ ولك شره الشباب، وأنا أستحيي من ربّي أن أتفضّل عليك، لأنّي سمعت رسول الله يقول: ألبسوهم ممّا تلبسون، وأطعموهم ممّأ تأكلون».
أنت كشخص لا تُحترم إلا حين تحترم نفسك، وأنت كعائلة لا تُقدر بين العوائل والأسر حتى ترتسم أمامهم ملامح التقدير المتبادل بين أفراد عائلتك، وكلنا كمجتمع لن يكون لنا مكان بين المجتمعات ما لم تسد لغة المحبة والتعاون بيننا، أما نحن كأمة فلن يكون لنا وزننا، ولن تحترم مقدساتنا حتى نحترم مقدسات ورموز بعضنا بعضاً.
أن يحمل الانسان اهدافا كبيرة، او يمتلك مستوى علميا متقدما، فذلك لا يؤثر شيئا في حركة الواقع والحياة، مالم يصاحبه حضور اجتماعي، يشق الطريق امام تلك الاهداف الكبرى، ويترجم العلم الى فعل ملموس.
الحقيقة التاريخية تنطلق في ضوء النقد التاريخي للأحداث من وقائع شواهدها، وتنعقد بتظافر أخبارها، وتتأكد بتواتر رواياتها، وإن موضوعاً واحداً حفل بأربعين فصلاً اشتملت على آلاف الأحاديث الشريفة في كتاب واحد، جدير بثبوته متواتراً، إذ بلغت تلك الأحاديث من الشهرة والاستفاضة والتعددية ولمختلف طوائف الأمة الإسلامية حداً يقطع معه بصحة ذلك الموضوع.
كان الإمام علي الهادي عليه السلام قد طوّر نظام الوكلاء في عصره تطويراً مبرمجاً اعتاد معه أولياء أهل البيت عليهم السلام التعامل مع وكلاء الإمام نيابة عنه.
إنّ الاعتقاد بالامام المهدي المنتظر عقيدة مشتركة بين جميع المسلمين، إلاّ من أصمّه اللّه، فكل من كان له إلمام بالحديث يقف على تواتر البشارة عن النبي وآله واصحابه، بظهور المهدي في آخر الزمان لا زالة الجهل والظلم، ونشر اعلام العلم والعدل، واعلاء كلمة الحق واظهار الدين كلّه، ولو كره المشركون ...
إنّ انتظار الفرج بفلسفته الحقة ينبغي أنْ يستقبل بذهنية تقرأ الاحداث، وتتحرّى البعد التجريبي، وبذلك تكمن قيمة الرسالية في تحقيق مسيرة اهل البيت القيادية، دون الولوج في متاهات مرتبكة، مهما كانت شعاراتها براقة، او كانت اسماء قادتها لامعة.
إنّ ابني القائم من بعدي، وهو الذي يجري فيه سنن الأنبياء بالتعمير والغيبة حتى تقسو القلوب لطول الأمد، فلا يثبت على القول به إلاّ من كتب الله عزوجل في قلبه الإيمان وأيّده بروح منه.
هو من أئمّة أهل البيت، تاسع الأئمّة عند الشيعة، ولد عام 195. ورث الشرف من آبائه وأجداده، واستسقت عروقه من منبع النبوّة وارتوت شجرته من منهل الرسالة. قام بأمر الولاية بعد شهادة والده الرضا ـ عليه السلام ـ عام 203 واستشهد ببغداد عام 220. أدرك خلافة المأمون وأوائل خلافة المعتصم.
أول ما يتبادر للذهن عندما يرد ذكر الإمام المهدي عجّل الله فَرَجه سؤال هو هل يمكن للإنسان أن يطول عمره كل هذه الفترة الطويلة التي تجاوزت الألف سنة؟ وما هي الفائدة من بقاء الإمام المهدي عجّل الله فَرَجه لهذه الفترة الطويلة، وما هو الغرض من إبقائه، وهل هناك أمثلة لبقاء مخلوقات أخرى كل هذه الفترة الطويلة؟
عن أبي سعيد الخدري انّ الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، قال: (يخرج المهدي في أمتي، يبعثه الله غياثاً للناس، تنعم الأمة، وتعيش الماشية، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحاً).
قال يحيى: فذهبت إلى المدينة. فلمّا دخلتها ضجَّ أهلها ضجيجاً عظيماً ما سمع الناس بمثله، خوفاً على علي الهادي، وقامت الدنيا على ساق، لأنّه كان مُحْسِنا اليهم، ملازماً للمسجد لم يكن عنده ميل إلى الدنيا.