حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها
العبادة في الاسلام
باسم الإسلام العظيم ، حبيب القلوب ، وطبيب النفوس ، وهدى البصائر ، ونور الضمائر ودليل العقول ودين الحياة . .
باسم هذا الدين أحييكم ـ أيها الأحبة ـ ويسعدني أن تتاح لي الفرصة لأتحدّث إليكم ، فأجد آذاناً مرهفة للسمع ، و اذهاناً متفتّحة للوعي ، وقلوباً معدّة للالتفات ، وبصائر شيّقة للهدى ، و إرادات مطوّعة للتطبيق والعمل .
إنها أصداء الإيمان تتجاوب في نفوس المؤمنين ، وتملأ آفاقهم ، وتعبّد جوارحهم وجوانحهم . .
وإنها جواذب الإسلام و محبباته تفعل فعلها في قلوب المسلمين وتولّه مشاعرهم وضمائرهم ، وتشدّهم بالعظماء من قادته وأولياء أمره .
ومن الله استمد لي ولكم مزيداً من التوفيق ، ومزيداً من الإيمان ، ومزيداً من هذا الحب الذي يعرّفنا حلاوة الإسلام ، وحلاوة الإخلاص فيه ، وحلاوة العمل له .
ركيزة العبادة في الإسلام
ولأمر ـ أجهل مأتاه على وجه التحقيق ـ ألقي في روعي أن أتحدث إليكم عن العبادة في الإسلام .
والعبادة في الإسلام موضوع عميق الجذور ، فسيح النواحي . متشعّب الوجوه والفروع .
والركيزة الأصيلة التي يقوم عليها موضوع العبادة في الإسلام هي الركيزة الذاتية التي يقوم عليها وجود الإنسان ، و وجود كل شيء يحتويه هذا الملكوت العظيم .
إن الإنسان ليؤمن ـ حق الإيمان ـ ، ويوقن ـ حق اليقين ـ انه هو ـ وجميع ما في هذه الطبيعة من حيّ ، وجميع ما في هذا الكون من شيء ـ كائن حادث . . و إذن فلابد له ، ولجميع هذه المكوّنات من علة قادرة أوجدته بعد العدم ، و أكملته بعد النقص ، ورفعته بعد الضعة : ﴿ ... أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ... ﴾ 1.
إن الإنسان ليؤمن بذلك حق الإيمان ، و لا يرتاب به ولا يجادل في ثبوته ، إذا كان ممّن يحترم عقله . .
أما الذين يتخوّنون عقولهم ، ويتنكّرون لِفطَرهم ، فينكرون هذه البديهيّات ، فلا قيمة لهم في موازين العقول :
﴿ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴾ 2.
. . لابد له ولجميع المكوّنات معه من علّة موجدة ، قادرة حكيمة عليمة . . وهو وجميع الموجودات معه آثار لهذه العلّة . . معلولون لها مربوبون ، تُنشئهم كما تشاء ، وتحييهم ثم تميتهم متى شاءت وتفنيهم . .
عباد مربوبون مملوكون ينقادون لأمرها ويخضعون لتدبيرها و لا خيرة لهم معها ولا أمر ، و لا نفع بأيديهم و لا ضر .
هذه هي الركيزة الأصيلة لموضوع العبادة في الإسلام .
لابدّ للإنسان أن يخضع ، ولا يملك إلا أن يخضع ما دام عبداً مملوكاً لبارئه ، ولا يقدر على شيء إلا بإذنه ، و لا يزداد ولا ينتقص الا بأمره .
ولا بدّ للإنسان أن يخضع ، ولا يملك إلا أن يخضع اعترافاً بآلاء ربّه الذي أتّم عليه النعمة ، وظاهر عليه الرحمة . .
هكذا يقول له العقل الواعي ، وهكذا تقول له الفطرة السليمة . .
والعبادة لله ناموس كوني عام يخضع له كل شيء ، ولا يفلت منه شيء :
﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ ... ﴾ 3.
هذا هو حكم العقل بوجوب العبادة ، وهذا هو حكم الفطرة ، ثم هذا هو حكم الطبيعة وقانونها الشامل الذي لا يشذ عنه شيء . .
فما بال بعض الناس يريد أن يخرج على النواميس الثابتة ؟! . وإلى أين يا تُرى ينتهي به السري ؟! .
العبادة وسيلة تربوية
والعبادة في الإسلام وسيلة من وسائل التربية للإنسان ، ومنهج من مناهج التهذيب لروحه وأخلاقه وطباعه .
نعم ، وهي أقوى الوسائل فعلاً ، وأبلغها أثراً إذا أقيمت على وجهها الصحيح .
إنّ الإنسان لن يصلح ، ولن يستقيم ، ثم لن يثبت على صلاحه واستقامته ، الا إذا استشعر أنه دائم الصِلة بالله العظيم ، دائم المثول بين يديه ، وأن قوله وفعله وسرّه وجهره بعين الله ، وتحت رقابته . لن يخلو منها لحظة أبداً ، ولن يحتجب عنها بحجاب ، وأن الله موفّيه حسابه على ذلك .
إنّ الإنسان لن يصلح ، ولن يستقيم إلا إذا استشعر هذه الصّلة الدائمة بالله ، وهذه الرقابة الشديدة منه ، ليكون حيّ الضمير ، شديد الرقابة على نفسه ، دقيق المحاسبة لها على ما تقول وما تعمل ، وما تأخذ وما تترك ، وما تُسرّ وما تُعلن .
والعبادة في الإسلام هي النقاط التي تصل العبد بربه ، وتشعره بالصلة الدائمة به ، وتزوّده بالقوة المتصلة ، والمدد المستمر منه ، الذي يزوده عبر الطريق ، وطوال الحياة . .
. . هي النقاط التي يتصل بها الإنسان بمصدر الخير والقوة والعزة . . الذي لا ينقطع مدده ، ولا يفنى عطاؤه ، كما يتّصل المصباح المعتم بأحد مفاتيح القوة الكهربية ، فيشع ويضيء ، ويبقى مشعاً مضيئاً ما دام متصلاً بمبدأ النور ، وما دام صالحاً مستعداً لقبول هذا العطاء .
محور العبادة في الإسلام
﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ 4.
هذا هو المحور الذي يدور عليه معنى العبادة في الإسلام ، والأساس الذي يقوم عليه بناؤها ، والنبع الذي يصدر عنه رواؤها ، و يستمدّ منه صفاؤها . والشرط الذي تناط به صحّتها ، ويتوقّف عليه عطاؤها . .
. .أن يأتي العبد بالعمل لله رب العالمين ، متقرّباً اليه بامتثال ما أمر ، متجبّباً له بالانتهاء عما زجر ، مخلصاً له في العمل ، مخلصاً له في القصد ، مُخلصاً له في التوجه . .
﴿ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ * وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ 5.
. . أن يأتي العبد بالعمل لله وحده وحده ، ليؤدّي بذلك وظيفة العبودية ويوفّي بعض حقوق الربوبية ، وهذا معنى قول الفقهاء الأكابر ( شرّف الله مقاماتهم وأجزل كراماتهم ) : العبادة مشروطة بالقربة ، فلا تصحّ إلا بقصدها ، ولا تجدي إلا برفدها ، ولا ترتفع إلا بمدّها .
والآيتان الكريمتان قد جعلتا ذلك مبدأً عاماً للمسلم ، فالله وحده مقصده وغايته في كل عمل يُصدره ، أو قول يفوه به ، أو حركة يجريها . . حتى محياه ومماته لله رب العالمين لا شريك له في شيء من ذلك .
مناهج الإسلام كلها عبادة
و معنى ذلك : أن الإسلام كلّه منهج عبادي من ألفِه إلى يائه ، بجميع تنظيماته وتشريعاته ، تصل العبد بربّه ، وتُشعره برعايته ومدده ، و ترفده بعونه الذي لا ينقطع ، وعطائه الذي لا ينفد . .لا فرق بين منهج و منهج . .
فالمسلم لا يخطو خطوة ، و لا يُعطي و لا يُمسك ، و لا يسير و لا يقف إلا لله رب العالمين الذي شرع هذا الدين ، ونهج هذا السبيل المبين .
فالعامل الذي يراقب الله في عمله ، ويدين لله في كسبه ، ويتقرّب إلى الله في هذا العمل وهذا الكسب لا يزال في عبادة مادام مشغولاً بذلك .
والزارع الذي يُطبّق حكم الله في فعله ، ويراقبه في أمانته ، ويمتثل أمره في ذلك ، لا يزال في عبادة ما دام مشغولاً بذلك .
والتاجر الذي يدير أمواله على مناهج الله ، ويستدرّ أرباحها وفق تعاليمه ، ويُخلص لله في عمله وفي نيته لا يزال في عبادة مادام كذلك .
وهكذا في كلّ عمل ، وفي كلّ مجال ، وفي كل حركة ، وفي كل سكون ، فمناهج الإسلام ونظمه التي أقامها لتنظيم الحياة ، وتقويم الصلات كلها مناهج عبادة تصل العبد بربه ، وتمدّه بعونه و ترفده بعطائه ، ولكن العبادات هي النقاط الكبرى التي تضاعف المدد وتعزّز القوة ، وتقوّي الصلة بالله ( تعالى ) .
الوضوء
إن العبد ليقوم إلى الصلاة ، فيأمره الله بأن يغسل وجهه و يديه و يمسح برأسه و قدميه :
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ... ﴾ 6.
إن الله ـ سبحانه ـ جعل الوضوء مدخلاً للصلاة . . وفي الحديث عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال :
( قال رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) : افتتاح الصلاة الوضوء و تحريمها التكبير و تحليلها التسليم ) 7 .
فماذا تعني هذه الأفعال ؟ ، وما جدواها وهو يتأهب للقيام بين يدي رب العالمين ؟
إن الوضوء يتضمن من المعنى ما يؤهّله لأن يكون مدخلاً لهذا العمل العظيم . . إنه ليس مجرد غسل أعضاء و مسح أطراف ، ولكنه إعداد روح وتهيئة نفس للدخول إلى حظيرة القدس . .
إنه ليس مجرد تنظيف جوارح ، ولكنه تطهير مشاعر و جوانح ، والحضور بين يدي الله ( جل و علا ) يفتقر إلى نفس نقيّة الباطن و المشاعر أكثر من حاجته إلى جسد طاهر الأعضاء والظواهر .
الوضوء إعداد روح وتهيئة نفس ، للدخول الى حظيرة القدس ، كما هو طهارة بدينة يمتثل العبد بها أمر خالقه ، ويتهيأ لمناجاته .
وفي الأثر عن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) ، كان إذا حضرت الصلاة وقام للوضوء اصفرّ وجهه ، وتغيّر حاله ، وارتعدت فرائصه ، فقيل له : مالك يا ابن رسول الله ، فقال ( عليه السلام ) : ( إني أريد الوقوف بين يدي جبار السماوات و الأرض ) .
إن المؤمن إذا حضرت صلاته ، و قام إلى وضوئه ، وهمّ بغسل أعضائه تذكّر الذنوب التي اكتسبتها هذه الأعضاء ، فخجل و الحّ عليه الخجل من الله فندم ، و تذكّر قدرة الله ( تعالى ) عليه ، وحاجته الشديدة إليه فتاب . . فكان وضوؤه طهوراً لروحه كما هو طهور لبدنه .
. . إن المؤمن ليغسل وجهه ، فيتذكّر الذنوب التي اكتسبتها عيناه ولسانه ، وسائر الجوارح التي اشتمل عليها وجهه ، فيستغفر الله ـ سبحانه ـ منها ويتوب .
ثم يغسل يديه فيتذكر ما اجترحتاه من المآثم ، و ما ارتكبتاه من الجرائم ، فيستغفر الله منها ويتوب .
ثم يمسح رأسه وقدميه فيتذكر خطايا سعى إليها بفكر ، أو مشى نحوها بقدم فيستغفر الله منها ويتوب . فيخرج من وضوئه طاهر الظاهر والباطن ، نقيّ العلانية والسريرة . طيّب الجوارح والمشاعر ، مستعدّا للمثول بين يدي الله ، والاقتباس من نوره . والاقتباس من نفحاته .
. . هذا هو المعنى الكبير الذي أراده الشارع لما أوجب الوضوء للصلاة ، وجعله أهم الشرائط والمقدمات .
أما الصلاة
و الصلاة . . ما الصلاة ؟! . .
ما تعني بقيامها وقعودها وركوعها وسجودها وتلاوتها وأذكارها ؟! . .
الصلاة هي فرد العبادة الأتمّ ، ومثالها الأهم ، وركنها الأعظم . . وقد رفعت في الإسلام مكاناً عليّاً ، وحلّت بين عباداته و قرباته مقاماً سنيّاً . . فكانت عمود الدين 8 ، و خير العمل 9 ، و سبب الفلاح والنجاح ، ومعراج المؤمن ، وقربان كل تقي 10 ، وسلّم كل سعادة ، و مصدر كل خير ، ومفتاح كل بر 11 وحطة كل خطيئة ، وكفارة كل جريرة 12 ، وهي شفيعة الأعمال التي إن قبلت قبل ما سواها وإن ردّت ردّما سواها 13 .
إن الصلاة تعني أنها إسلام كامل لله ( تعالى ) ، وخضوع شامل لإرادته و انقيادة تامّ لأمره ، فلا يأتي العبد إلا ما أمر ، ولا يرتكب ما زجر ، فأي شيء يبقى من الصلاح والاستقامة إذا وفي العبد بعبده ؟ . .
الصلاة هي الوسيلة العظمى لتربية الروح ، و ترقية النفس ، وطبعها على خلال الخير ، ورفعها عن مهاوي السوء ، وسقطات الهوى . .
﴿ ... وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ 14.
أرأيتم ـ أيها الأحبة ـ ؟ ، إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ، وأي معنى للاستقامة والتهذيب غير اجتناب الفحشاء والمنكر ؟ . .
وأي وسيلة للتربية والتهذيب وتقويم الأخلاق والطباع أقوى من هذه الوسيلة إذا أقيمت على وجهها الصحيح ؟! .
حتى ورد في المنقول عن بعض اطباء العقول :
( إذا أردت أن تعلم أن صلاتك مقبولة عند الله أم لا فانظر هل نهتك عن الفحشاء والمنكر أم لا ) .
إن قبولها عند الله مضمون لها إذ هي أدّت وظيفتها ، ونجحت في مهمّتها ، فهذبت الروح ، وأحيت الضمير ، وأعلت النفس ، وأيقظت المشاعر ، وارتدع الإنسان معها أن يرتكب فحشاء أو يأتي منكراً ، أو يصرّ على إثم ، وارتفع أن يقوده هوى ، أو يُسلم زمامه إلى شهوة عابرة أو يمد يده في صفقة خاسرة .
و إنما تكون للصلاة هذه الخصائص إذا كانت ـ بحقٍ صلة للعبد بربّه ، يعيش بها في رحابة ، و يقبس من نوره ، ويتمتع بقربه و يلتذّ بحبّه ، ويرتقي إلى ذلك الجو الطّهور المليء بالقدس والنور . .
و إنما تكون للصلاة هذه الخصائص إذا استكملت شرائطها وأفعالها كافة ، واستوفت من السنن والآداب ميزانها ، وأحرزت من الإخلاص لله و الإقبال عليه ما يشدّها إليه .
و إنما تكون للصلاة هذه الخصائص إذا أمعن العبد يقبس من معانيها ، واتخذها سلّماً إلى الغاية الرفيعة التي يبتغيها .
إن المؤمن ليرقى بصلاته إلى درجات المقرّبين ، و يسمو إلى منازل الصدّيقين ، والصلاة هي السلّم لهذا الرقيّ . . ألم يرد عن الطاهرين المطهرين ( عليه السلام ) : إنها معراج المؤمن ، وقربان كل تقي .
إنها مضامير سبقٍ مفتوحة ، وبعدها ربح أو خسار ، ونجاة أو بوار ، وهزيمة أو انتصار ، فطوبى للسابقين الذين أحزروا الربح ، و ضمنوا لأنفسهم النجاة ، وسجلّوا النصر ، وفازوا بالفتح وارتفعوا إلى الغايات .
فهل آن لنا أن نفيد من هذه المناهج التربوية العظيمة التي وُضعت لإسعادنا ؟ .
وهل آن لنا أن نؤدي عبادات الله ( تعالى ) كما أمر ، ولا نأتي بها أفعالاً مجردة من المعنى ، وقالباً خالياً من الروح ، وقشراً خاوياً من اللبّ ، فتصبح اعمالاً جامدة يؤتى بها للعادة ، لا نُسُكاً حيّاً يؤتى به للعبادة ؟! .
وهل آن لنا أن نفي لله بعهدنا ليفي لنا بما وعد ؟ . .
﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ 15.
هذه تساؤلات أترك الإجابة عليها لأعمالنا في المستقبل إن شاء الله تعالى ـ ومن الله التوفيق 16 .
- 1. القران الكريم: سورة ابراهيم (14)، الآية: 10، الصفحة: 256.
- 2. القران الكريم: سورة الأعراف (7)، الآية: 179، الصفحة: 174.
- 3. القران الكريم: سورة الحج (22)، الآية: 18، الصفحة: 334.
- 4. القران الكريم: سورة الأنعام (6)، الآية: 162 و 163، الصفحة: 150.
- 5. القران الكريم: سورة الزمر (39)، الآية: 11 و 12، الصفحة: 460.
- 6. القران الكريم: سورة المائدة (5)، الآية: 6، الصفحة: 108.
- 7. وسائل الشيعة ج 1 ص 256 .
- 8. وسائل الشيعة ج 2 ص17 .
- 9. المصدر المتقدم ص 25 .
- 10. ن . م ص 30 .
- 11. ن . م ص 21 .
- 12. ن . م ص 22 .
- 13. ن . م . ص 22 .
- 14. القران الكريم: سورة العنكبوت (29)، الآية: 45، الصفحة: 401.
- 15. القران الكريم: سورة البقرة (2)، الآية: 186، الصفحة: 28.
- 16. كتاب : من أشعة القرآن للشيخ محمد أمين زين الدين العنوان رقم (10) .