مركز الإشعاع الإسلامي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، و بعد :

طيب قلب والدك و ما يقوم به من أعمال البر ، و حبُّه لأهل البيت ( عليهم السلام ) لا يكفيه ، حيث أن الأحاديث الشريفة عبَّرت عن الصلاة بأنها عمود الدين ، و أنها إن قُبلت قُبل ما سواها ، و إن رُدَّت رُدَّ ما سواها ، كما و أن الصلاة شرط الايمان و من أهم أركان الشريعة الاسلامية .

ثم أن حب أهل البيت ( عليهم السلام ) يكون بإتباعهم و السير على نهجهم ، و قد تضافرت الأحاديث المروية عنهم في الحث على أداء هذه العبادة العظيمة و عدم التهاون في أدائها ، و يكفي المُوالي لأهل البيت ( عليهم السلام ) الاطلاع على الحديث التالي الذي ليعرف عقاب المتهاون بصلاته ، فكيف بتارك الصلاة !

عَنْ سَيِّدَةِ النِّسَاءِ فَاطِمَةَ ـ ابْنَةِ سَيِّدِ الْأَنْبِيَاءِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهَا وَ عَلَى أَبِيهَا وَ عَلَى بَعْلِهَا وَ عَلَى أَبْنَائِهَا الْأَوْصِيَاءِ ـ أَنَّهَا سَأَلَتْ أَبَاهَا مُحَمَّداً ( صلى الله عليه و آله ) فَقَالَتْ : يَا أَبَتَاهْ مَا لِمَنْ تَهَاوَنَ بِصَلَاتِهِ مِنَ الرِّجَالِ وَ النِّسَاءِ ؟

قَالَ : " يَا فَاطِمَةُ ، مَنْ تَهَاوَنَ بِصَلَاتِهِ مِنَ الرِّجَالِ وَ النِّسَاءِ ابْتَلَاهُ اللَّهُ بِخَمْسَ عَشْرَةَ خَصْلَةً ، سِتٌّ مِنْهَا فِي دَارِ الدُّنْيَا ، وَ ثَلَاثٌ عِنْدَ مَوْتِهِ ، وَ ثَلَاثٌ فِي قَبْرِهِ ، وَ ثَلَاثٌ فِي الْقِيَامَةِ إِذَا خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ .

فَأَمَّا اللَّوَاتِي تُصِيبُهُ فِي دَارِ الدُّنْيَا :

فَالْأُولَى : يَرْفَعُ اللَّهُ الْبَرَكَةَ مِنْ عُمُرِهِ .

وَ يَرْفَعُ اللَّهُ الْبَرَكَةَ مِنْ رِزْقِهِ .

وَ يَمْحُو اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ سِيمَاءَ الصَّالِحِينَ مِنْ وَجْهِهِ .

وَ كُلُّ عَمَلٍ يَعْمَلُهُ لَا يُؤْجَرُ عَلَيْهِ .

وَ لَا يَرْتَفِعُ دُعَاؤُهُ إِلَى السَّمَاءِ .

وَ السَّادِسَةُ لَيْسَ لَهُ حَظٌّ فِي دُعَاءِ الصَّالِحِينَ .

وَ أَمَّا اللَّوَاتِي تُصِيبُهُ عِنْدَ مَوْتِهِ :

فَأُولَاهُنَّ : أَنَّهُ يَمُوتُ ذَلِيلًا .

وَ الثَّانِيَةُ : يَمُوتُ جَائِعاً .

وَ الثَّالِثَةُ : يَمُوتُ عَطْشَاناً ، فَلَوْ سُقِيَ مِنْ أَنْهَارِ الدُّنْيَا لَمْ يَرْوَ عَطَشُهُ .

وَ أَمَّا اللَّوَاتِي تُصِيبُهُ فِي قَبْرِهِ :

فَأُولَاهُنَّ : يُوَكِّلُ اللَّهُ بِهِ مَلَكاً يُزْعِجُهُ فِي قَبْرِهِ .

وَ الثَّانِيَةُ : يُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ .

وَ الثَّالِثَةُ : تَكُونُ الظُّلْمَةُ فِي قَبْرِهِ .

وَ أَمَّا اللَّوَاتِي تُصِيبُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِذَا خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ :

فَأُولَاهُنَّ : أَنْ يُوَكِّلَ اللَّهُ بِهِ مَلَكاً يَسْحَبُهُ عَلَى وَجْهِهِ وَ الْخَلَائِقُ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ .

وَ الثَّانِيَةُ : يُحَاسَبُ حِسَاباً شَدِيداً .

وَ الثَّالِثَةُ : لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَ لَا يُزَكِّيهِ وَ لَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ " ، ( بحار الأنوار : 80 / 21 ) .

و أما بالنسبة الى أمك فإنها مأجورة على نصيحتها لوالدك بكل تأكيد ، و لعل الله يجعل في كلامها أثراً إن شاء الله و لو بعد حين ، و أما بالنسبة لسائر أفراد العائلة فالصحيح هو التأثير على والدكم بصورة غير مباشرة و العمل حسب أسلوب " إياك أعني و أسمعي يا جارة " و تجنُّب الأساليب التي تؤدي به الى العناد ، و ذلك بإنتهاج سبيل الحكمة و الموعظة الحسنة ، و تذكيره بأهمية الصلاة و عقاب تركها .

هذا و يمكنك الاستعانة بإجاباتنا السابقة التي لها علاقة بالموضوع من خلال الوصلات التالية :

http://www.islam4u.com/daily_question_show.php?fq_id=2245

http://www.islam4u.com/daily_question_show.php?fq_id=2929

http://www.islam4u.com/daily_question_show.php?fq_id=404

http://www.islam4u.com/daily_question_show.php?fq_id=406