إن وقوفنا إلى جانب أولادنا في متطلبات الزواج المالية، ومد أيدينا ليتعلموا في أفضل مكان ضمن قدراتنا المادية، وتوسيعنا على أسرنا في قضاياهم المعيشية، كل هذه الأمور هي محل لثواب الله ورضاه عنا، وهي عمار للدنيا بأسرة سعيدة وأولاد قادرين على الإفادة والعطاء، وعمار للآخرة بذرية صالحة يكون علمها وعطاؤها سندا لنا يوم الحساب.
وعندما خف الطاعون عاد سليمان إلى بغداد، يقول سليمان: «إنهم لم يجدوا في الطرقات التي مشوا فيها أي إنسان، حتى أن أمه قالت لمن معها من النساء: «أيتها البنات، لا يوجد أحد في الطريق فلم نسر وقد أسدلنا هذا النقاب؟»، فرفعت النساء النقاب – أي البيجة – عن وجوههن وسرن نصف ساعة من غير أن يشاهدن إنسانا.
لن تصدق أيها القارئ إن قلت لك أن بعض حالات الشك بين الزوجات والأزواج تدفعهم للقيام بتسجيل شريك حياتهم، والتنصت على كل مكالماته الهاتفية، والتي أصبحت سهلة ويسيرة بوسائل العلم والتكنولوجيا.
حتى حالات الضعف والمرض والعوز الإنساني وجدت من يستغلها ويتسلقها وصولا للثروة والغنى، والإعلان عن الكثير من الأدوية المنشطة والمنحفة والمعالجة يكشف عن هذا التوجه الخطير.
لو تناولنا مطعما من مطاعمنا المحلية، واتفقنا ثلاثة أشخاص فقط وفي ليلة واحدة أن نقول لكل من نلقاه أن هذا المطعم يخلط لحومه التي يبيعها بلحم الخنزير، ثم سكتنا بعد تلك الليلة فسنسمع بعد أيام وأسابيع صدى تلك التهمة وامتداد تموجاتها...
بدموع دفاقة محرقة كانت رباب تروي قصتها مع من حاولوا تدنيس طهرها وبراءتها وتاريخها، فهي أم لفتاتين وولد، عرفت بالطهر والصلاح، وأولادها وبناتها خير دليل على حسن سيرتها وجمال سريرتها.
«ماذا أصنع؟ وما هو الموقف؟ أنا في حيرة من أمري، فزوجي ضرب ابني ضربا مبرحا، والولد يعيش حالة من الانكسار والضعف، فلم يذهب لمدرسته ليومين وحالته النفسية محرجة وسيئة، ورجائي أن تساعدني في الحل».
قد يتوهم مخطئ أن أيام شهر رمضان متعبة لجسد الإنسان، ومرهقة لبدنه، لكن العقلاء لا يمكنهم إلا التسليم واليقين بأن أيامه ولياليه، أنس للروح، وراحة للقلب، وحياة للضمير..
أتصور أن مناسباتنا ستكون في وضع أفضل وستستقطب حضورا يفوق الحضور الفعلي، فلكل شخصية جاذبيتها، ولكل معرفة محبوها، كما أن لكل مدخل ووسيلة للوصول إلى فكرة أو رأي ما أثره في تقبل الفكرة والأخذ بها، كما أن كل حاضر ومتفاعل سيحصل على حاجته، وسيرى أن حضوره أشبع ما تجشم العناء من أجله.
المكانة, الموقعية، الحضور، المعروفية، البروز، كلها أمور مباحة للإنسان، وتشكل جزءا كبيرا من مطامحه وآماله وأحلامه، بل هي محل للتنازع والتنافس والتصارع بين أبناء آدم، فالناس (الطامحون) في كل زمان ومكان مأسورون ومأخوذون بالبحث عن الكيفية التي تمكنهم من تحقيق ذلك. ولكن ما هو الطريق لتحقيق هذا الحلم ونيل هذه المكانة؟ وما هو السبيل لتظهيرها كي تصبح واقعاً مشهوداً له بالطاعة وحسن الاستماع؟
التطلع للزعامة حق مشروع يتطلعه سوي الفطرة ذو الطموح والهمة العالية، فقد نزل في وصف عباد الرحمن ﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾1
لا يمكن لأحد أن يكذّب أحداً يدّعي حبه لأهل البيت عليهم السلام، فهم ليسوا ملكاً لأحد من البشر، بل هم للبريّة جمعاء، من سلك نهجهم آخذاً ما فيه من خلق وروحانية ومسلكية عبادة وحياة رَبِحَ وغَنِمَ، ومن تركه خَسِرَ مائدتهم الزاخرة بعطاياها وكنوزها.
في تسونامي اليابان الذي زهقت أرواح الآلاف فيه، وتراكمت الجثث على بعضها، وإذ بفرقة للإنقاذ تسمع صوت بكاء ضعيف، كذبته لأول وهلة، فليس هناك ما يدل على الحياة، لكن تكراره دعاها للهرع وإذا بطفلة رضيعة «4 أشهر» لا تزال على قيد الحياة بين ذلك الحطام الهائل والمرعب.
الزعامات الاجتماعية الوراثية أمر مألوف في مختلف المناطق والدول، وعند مختلف الجماعات والتجمعات، فجابر جاهز إذا غادر أبو جابر، والأرضية الاجتماعية قابلة لهذا الطرح الزعامي...
لماذا يعمد الناس إلى تطهير أنفسهم من كل خطأ أو خلل أو تقصير، ويحاولون التبرؤ من هفوات أعمالهم، ومشاكل أسرهم، وخلافات شراكاتهم، وتقاعس مجتمعاتهم، ويبرعون في إلصاق كل شيء بالآخر؟