روى الصدوق وبسند مُعتبر عَن الرّضا عليهالسلام عَن آبائِه عَن أمير المُؤمنين عَليهِ وعلى أولاده السَّلام ، قالَ : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله خطبنا ذات يَوم فقالَ :
أيها النّاس إنّه قَدْ أقبل إليكم شَهرُ الله بالبركةِ والرحمة والمغفرة شَهر هُوَ عِندَ الله أفَضل الشهور وأيامه أفضلُ الأيام ولياليهِ أفَضل الليالي وساعاته أفَضل الساعات...
إذا أردت الخروج إلى السفر فينبغي لك أن تصوم الأَرْبعاء والخميس والجمعة ، وأن تختار من أيام الأسبوع يوم السبت أو يوم الثلاثاء أو يوم الخميس ، واجتنب السفر في يوم الاثنين والأَرْبعاء ، وقبل الظهر من يوم الجمعة. واجتنب السفر في اليوم الثالث من الشهر والخامس منه والثالث عشر والسادس عشر والحادي والعشرين والرابع والعشرين والخامس والعشرين ، ولا تسافر في محاق الشهر ولا إذا كان القمر في برج العقرب وإن دعت ضرورة إلى الخروج في هذه الأحوال والأوقات فليدع المسافر بدعوات السفر ويتصدق ويخرج متى شاء.
وهي ليلة بالغة الشرف ، وقد روي عن الصادق عليهالسلام قال : سئل الباقر عليهالسلام عن فضل ليلة النصف من شعبان فقال عليهالسلام : هي أفضل الليالي بعد ليلة القدر فيها يمنح الله العباد فضله ويغفر لهم بمنّه ، فاجتهدوا في القربة إلى الله تعالى فيها فإنها ليلة آلى الله عز وجل على نفسه أن لايردّ سائلاً فيها مالم يسأل المعصية ، وإنها الليلة التي جعلها الله لنا أهل البيت بإزاء ما جعل ليلة القدر لنبينا صلىاللهعليهوآله ، فاجتهدوا في دعاء الله تعالى والثناء عليه ... الخبر .
واعلم أنّ ما ورد في هذا الشهر الشريف من الاعمال نوعان : أعمال عامّة تؤتى في جميع الشهر ، وأعمال خاصّة تخصّ أيّاما أو ليالي خاصّة منه ، والاعمال العامّة هي ما يلي : الأول : أن يقول في كل يوم سبعين مرة : اسْتَغْفِرُ الله وَأَسْأَلُهُ التَّوْبَةَ. الثاني : أن يستغفر كل يوم سبعين مرة قائلاً : أسْتَغْفِرُ الله الَّذِي لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ الحَيُّ القَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ.
اعلم أنّ شهر شعبان شهر شريف وهو منسوب إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله وكان صلىاللهعليهوآله يصوم هذا الشهر ويوصل صيامه بشهر رمضان ، وكان صلىاللهعليهوآله يقول: شعبان شهري من صام يوما من شهري وجبت له الجنة.
يوم المبعث هو عيد من الأعياد العظيمة وفيه كان بعثة النبي صلىاللهعليهوآله وهبوط جبرئيل عليه صلىاللهعليهوآله بالرسالة ، ومن الاعمال الواردة فيه : الأول : الغسل. الثاني : الصيام ، وهذا اليوم أحد الأيام الأَرْبعة التي خصت بالصيام بين أيام السنة ، ويعدل صوم هذا اليوم صيام سبعين سنة. الثالث : الاكثار من الصلاة على محمد وآل محمد.
قال الشيخ في (المصباح) : روي عن أبي جعفر الجواد عليهالسلام قال إنّ في رجب ليلة هي خير للناس مما طلعت عليه الشمس ، وهي ليلة السابع والعشرين منه نُبِّيَ رسول الله صلىاللهعليهوآله في صبيحتها ، وإنّ للعامل فيها من شيعتنا مثل أجر عمل ستين سنة. قيل : وما العمل فيها؟
وهي عديدة نقتصر منها على أمور : الأول : الغسل قبل الخروج لسفر الزيارة 1. الثاني : أن يتجنب في الطريق التكلم باللغو والخصام والجدال. الثالث : أن يغتسل لزيارة الأئمة عليهمالسلام 2 وأن يدعو بالماثورة من دعواته. وستذكر في أول زيارة الوارث.
دعاء أمّ داود وهو أهم أعمال يوم النصف من رجب، ومن آثاره قضاء الحوائج وكشف الكروب ودفع ظلم الظالمين ، وصفته على ما أورده الشيخ في (المصباح) : هي أنّ من أراد ذلك فليصم اليوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر ، فإذا كان عند الزوال من اليوم الخامس عشر اغتسل ، فإذا زالت الشمس صلّى الظهر والعصر يحسن ركوعهما وسجودهما ، وليكن في موضع خالٍ لا يشغله شاغل...
يوم النصف من رجب، يوم مبارك وفيه أعمال : الأول : الغسل . الثاني : زيارة الحسين عليهالسلام ، فعن ابن أبي نصر أنه قال : سأَلت أبا الحسن الرضا عليهالسلام في : أي شهر نزور الحسين عليهالسلام؟ قال : في النصف من رجب والنصف من شعبان 1. الثالث : صلاة سلمان على نحو مامرّ في اليوم الأوّل.
إعلم أنه يستحب أن يصلّى في كل ليلة من الليالي البيض من هذه الأشهر الثلاثة : رجب وشعبان ورمضان الليلة الثالثة عشرة منها ركعتين يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة وسورة يَّس وتبارك والملك والتوحيد ، ويصلى مثلها أربع ركعات بسلامين في الليلة الرابعة عشرة...
روى الشيخ (الطوسي): أنه خرج هذا التوقيع الشريف من الناحية المقدسة على يد الشيخ الكبير أبي جعفر محمد بن عثمان بن سعيد قدس الله روحه، أُدع في كل يوم من أيام رجب.
روى الشيخ (الطوسي): أنه خرج من الناحية المقدسة على يد الشيخ أبي القاسم قدس الله روحه هذا الدعاء في أيام رجب : اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِالمَولُودِينَ فِي رَجَبٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الثَّانِي وَابْنِهِ عَلِيٍّ بْنِ مُحَمَّدٍ المُنْتَجَبِ ، وَأّتَقَرَّبُ بِهما إِلَيْكَ خَيْرَ القُرَبِ يا مَنْ إِلَيْهِ المَعْرُوفُ طُلِبَ وَفِيما لَدَيْهِ رُغِبَ...