نشر قبل 8 سنوات
مجموع الأصوات: 77
القراءات: 17159

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

من هم القاسطون ؟

القسوط في اللغة: الميل و الانحراف عن الحق، بخلاف الاقساط الذي هو العدل‏.
و القاسطون جمع قاسط، و القاسط هو المنحرف عن الحق، و منه قول الله عَزَّ و جَلَّ: ﴿ وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَٰئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا * وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا 1.
و لقد غلب إطلاق القاسطين في الأحاديث و الروايات على معاوية بن أبي سفيان و عمرو بن العاص و من تبعهما لأنهم جاروا و إنحرفوا عن الحق حين حاربوا الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يوم صفين 2.
فقد رُوِيَ عَنْ الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أَنَّهُ قَالَ: "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاكِثِينَ وَ الْقَاسِطِينَ وَ الْمَارِقِينَ فَفَعَلْتُ مَا أُمِرْتُ بِهِ، فَأَمَّا النَّاكِثُونَ فَهُمْ أَهْلُ الْبَصْرَةِ وَ غَيْرُهُمْ مِنْ أَصْحَابِ الْجَمَلِ، وَ أَمَّا الْمَارِقُونَ فَهُمُ الْخَوَارِجُ، وَ أَمَّا الْقَاسِطُونَ‏ فَهُمْ أَهْلُ الشَّامِ وَ غَيْرُهُمْ مِنْ أَحْزَابِ مُعَاوِيَةَ" 3.

  • 1. القران الكريم: سورة الجن (72)، الآية: 14 و 15، الصفحة: 573.
  • 2. صفين: إسم لمنطقة تقع بين الشام و العراق دارت عليها معركة بين جيش أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام و بين جيش معاوية بن أبي سفيان الذي كان يرأس الفئة الباغية.
    و رغم أن الإمام علي عليه السلام سعى لمعالجة الأمور بالحوار و الوسائل السلمية، فبعث أوّلاً بوفد ثلاثي إلى معاوية يذكّره الله، و يدعوه إلى التقوى و الورع، لكن المساعي لم تفلح و كان جواب معاوية: ليس عندي إلاّ السيف فنشبت المعركة.
    و مما تجدر الإشارة اليه أنه كان إلى جانب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ثلة من الصحابة الاجلاء قوامها مئة مقاتل ممّن قاتل مع رسول الله(صلى الله عليه وآله) في معركة بدر الكبرى، كعمّار بن ياسر، و حزيمة بن ثابت، و سعد بن قيس، و عبد الله بن عباس و غيرهم.
    بدأت المعركة في الاول من شهر صفر سنة 37 هجرية، و قُتل من الطرفين خلال المعركة (70) ألف رجلاً، فمن أصحاب معاوية من أهل الشام (45) ألف رجلاً، و من أصحاب الإمام علي(عليه السلام) من أهل العراق (25) ألف شهيداً.
    و من أبرز وقائعها مقتل الصحابي الجليل عمار بن ياسر على يد جيش معاوية، و قد كان النبي (صلى الله عليه و آله) أخبره قائلاً: "يا عمار تقتك الفئة الباغية" و هو الكلام الفصل الذي بيَّن أن الفئة الباغية هي جيش الشام التي قتلت عماراً.
    و من الوقائع المهمة أيضاً في هذه المعركة حصول خدعة رفع المصاحف، و فتنة التحكيم.
  • 3. دعائم الإسلام (و ذكر الحلال و الحرام و القضايا و الأحكام): 1 / 388 ، لأبي حنيفة النعمان بن أبي عبد الله محمد بن منصور بن احمد بن حَیُّون المغربي، المتوفى سنة: 363 هجرية، الطبعة الثانية سنة: 1427 هجرية، مؤسسة آل البيت (عليهم السَّلام) قم/إيران.