قَدُمَ على بعض الخلفاء قوم من بني عبس فيهم رجل ضرير أعمى .
فسأله الخليفة عن عينيه ، كيف أصيبت ؟
فقال : بِتُّ ليلة في بطن وادٍ و لم يكن في بني عبس من يزيد ماله على مالي ، فطرفنا سيلٌ فذهب بما كان لي من أهل و مال و ولد غير بعير و صبي مولود .
فنفر البعير ، فوضعت الصبي و اتَّبعت البعير .
فلم أجاوز قليلا حتى سمعت صيحة ابني .
فرجعت إليه و رأس الذئب في بطنه و هو يأكله .
و لحقت البعير لأحبسه فبعجني برجله على وجهي فحطمني ، و ذهب بعيني .
فأصبحت لا مال بي ، و لا أهل ، و لا ولد ، و لا بصر !