إن الإسلام ترك للموصي جزءاً من أمواله ليتصرف فيها عن نفسه أو عن غيره بعد موته وهو "ثلث امواله" والسبب في ذلك هو ما قلناه من أن المسلم قد يكون قد ترك بعض واجباته تجاه ربه أو عليه حقوق تجاه الناس.
هادم اللذات هو الوصف الذي أطلقه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على الموت عندما مرّ بقومٍ يتحدثون ويضحكون، وقد بدا ذلك كأنّه تحذيرٌ منه(صلى الله عليه وآله وسلم) لأولئك القوم من الأمر المحتوم الذي لا بدّ لكلّ إنسانٍ من الوصول إليه إن عاجلاً أو آجلاً طبقاً لقوله تعالى:﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ... ﴾1.
كان رجل مجنون في عهد الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يمشي أمام الجنائز و ينادي: الرحيل الرحيل، و لا تكاد جنازة تخلو منه، فمرّت جنازة بالإمام و لم ير أمامها المجنون فسأل عنه.
المعنى اللغوي للتلقين هو: إلقاءُ الكلام على غيره ليُعيدَه، أو ليُفهَّمه إيّاه بهدف تدريبه و تعليمه بالتكرار. و أما المعنى الفقهي لتلقين الميت فهو: إلقاءُ الشهادتين و مجموعة من ضروريات الدين و المذهب على الميت ليتذكرها و لتكون حاضرة في ذاكرته.
ومع أنّ موت كلِّ إنسان أمرٌ يقيني، إلاّ أنّ الكثيرين يعيشون مع هذا اليقين حالة من يعيش مع أمر مشكوك فيه، وقد عبّر الإمام الصادق «عليه السلام» عن هذه الحالة بقوله: «لم يخلق الله عزّ وجل يقيناً لا شك فيه أشبه بشك لا يقين فيه من الموت».
قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: "إِنَّ أَكْرَمَ الْمَوْتِ الْقَتْلُ، وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَأَلْفُ ضَرْبَةٍ بِالسَّيْفِ أَهْوَنُ عَلَيَّ مِنْ مِيتَةٍ عَلَى الْفِرَاشِ"
عن النبي صلى الله عليه و آله أَنَّهُ قَالَ: "إِنَّ الْجَزَعَ عَلَى الْمُصِيبَةِ أَنْ يَعْمَلَ شَيْئاً لَمْ يَكُنْ يَعْمَلُهُ، أَوْ يَتْرُكَ شَيْئاً كَانَ يَعْمَلُهُ".