حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
تأثيرُ العمل الخالص
رُوِيَ عَنْ النبي ( صلى الله عليه و آله ) أنه قال :
" خرج ثلاثة نفر ممن كان قبلكم يرتادون 1 لأهلهم ، فأصابتهم السماء فلجئوا إلى جبل ، فوقعت عليهم صخرة 2 .
فقال بعضهم لبعض : عفا الأثر و وقع الحجر ، و لا يعلم أحد مكانكم إلا الله تعالى ، ادعوا الله سبحانه بأوثق أعمالكم .
فقال أحدهم : اللهم إن كنت تعلم أنه كانت امرأة تعجبني فطلبتها فأبت عليَّ ، فجعلتُ لها جَعلا 3 فطابت نفسها ، فلما جَلستُ منها اشتد ارتعادها من خشيتك ـ أي من خشية الله ـ ، و قالت إنما جئتك لِضُرٍ 4 ، فتركتها ، فإن كنتَ تعلمُ أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك و خشية عذابك فأفرج عنا .
قال : فزال ثلث الحجر .
و قال الآخر : اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي والِدان و كنتُ أحلِب لهما فأتيتهما ليلة و هما نائمان ، فقمت قائما حتى طلع الفجر ، فلما استيقظا شربا ، فإن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك فأفرج عنا .
قال : فزال ثلث الحجر .
و قال الثالث : اللهم إن كنت تعلم أني استأجرت أجيرا يوما فعمل إلى نصف النهار ، فأعطيته أجره فسخط و لم يأخذه ، فصرفت ذلك الأجر إلى التجارة في المواشي و غيرها .
فلما جاء يطلب أجره قلت : خذ هذا كله لك ـ أي الأُجرة مع أرباحها ـ ، و لو شئتُ لم أعطه إلا أجره ، فإن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك و خشية عذابك فأفرج عنا .
قال : فزال ثلث الحجر ، و خرجوا يتماشون " 5 .