نشر قبل 6 سنوات
مجموع الأصوات: 57
القراءات: 7011

حقول مرتبطة: 

الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

محاولة عثمان الخميس جعل اية التطهير لكل المسلمين

نص الشبهة: 

قال عثمان الخميس:

خامساً: إن الله تبارك وتعالى يريد إذهاب الرجس عن كل واحد وعن كل مؤمن، ولذلك أمر النبي الإنسان إذا أراد أن يصلي أن يجتنب أماكن الوسخ، وقال الله ﴿ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ وأمر بالوضوء وأمر بالاغتسال عند الجنابة.

وقال عثمان الخميس:

سادساً: التطهير ليس خاصاً بعلي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم بل واقع لغيرهم أيضاً كما قال تعالى:﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ... وقال تعالى: ﴿ ... وَلَٰكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ ... وقال تعالى: ﴿ ... وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ ... (حقبة من التاريخ: 191 – 192.).

الجواب: 

اقول:

مما لا شك فيه أن الله سبحانه وتعالى أراد لكل مسلم أن يطهر نفسه من جميع الأرجاس المادية والمعنوية، وذلك بامتثاله التكاليف الشرعية المتوجهة إليه، وذلك مراد له سبحانه وتعالى بإرادته التشريعية.

أما الإرادة في آية التطهير فقد أسلفنا أنها إرادة تكوينية، لأنه سبحانه حصر فيها إذهاب الرجس عن خصوص المخاطبين فيها وهم أهل البيت عليهم السلام، وحددهم النبي صلى الله عليه وآله بالأسماء والكساء!.

وفي قوله الآخر يعطينا الشيخ الخميس دليلاً آخر على تخبطه وأسلوبه في المغالطة إذ يحرّف معنى العديد من آيات الكتاب العزيز فيها مشتقات كلمة (الطهارة) ويفسرها بغير معناها الصحيح، ويحملها من الدلالة ما لا تتحمله، ليدعي أن التطهير ليس خاصاً باصحاب الكساء وإنما هو واقع لغيرهم أيضاً.

وكأن الشيعة ومن قال باختصاص الآية بأهل البيت عليهم السلام استدلوا بقوله: ﴿ ... وَيُطَهِّرَكُمْ ... 1 وهو خطأ فاحش جداً، فالشيعة يستدلون على ذلك بمجموع الآية الكريمة وليس بخصوص ﴿ ... وَيُطَهِّرَكُمْ ... 1.

وردنا عليه في هذا الوجه هو: أن التطهير المعنى المراد لأهل البيت عليهم السلام في آية التطهير غير حاصل لأحد غيرهم من هذه الأمة أبداً.

أما قوله تعالى: ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ... 2 فليس فيه دلالة على أن المأخوذ منه الزكاة قد حصل له التطهير المطلق من كل رجس، وإن حصل فهو تطهير نسبي غير مطلق، وليس دفع الصدقة هو التكليف الوحيد لتطهير المرء نفسه، فهل من يدفع الزكاة ولكنه يمارس مخالفات شرعية من قبيل الكذب والغيبة والسرقة والتزوير والتحريف ونحوها يكون طاهراً من الرجس؟! إن آية التطهير كما ذكرنا فيها إخبار عن تحقق التطهير من كل رجس للمخاطبين بها، بينما حصول التطهير في قوله تعالى:﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ... 2 ليس إلا تطهيراً نسبياً مشروطاً، فالفرق كبير جداً بين ما تفيده آية التطهير وما تدل عليه هذه الآية.

أما قوله تعالى: ﴿ ... وَلَٰكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ ... 3 جزء من قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَٰكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ 3، فالله سبحانه وتعالى في هذه الآية بصدد تشريع الطهارة المائية والترابية من الوضوء والغسل والتيمم عند وجوب الصلاة، ثم يخبر فيها أنه إنما أراد لهم بهذا التشريع أن يطهرهم ويتم نعمته عليهم فيكون معنى وقوله: ﴿ ... يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ ... 3 أن الهدف من جعل هذه الأحكام وتشريعها من غسل ووضوء وتيمم وطهارة هو طهارة الناس من الحدث والخبث، فليس فيه إخبار عن تحقق هذه الطهارة، وإنما هي مرادة لله سبحانه وتعالى من خلال إرادته التشريعية ولا تتحقق إلا بامتثال هذه التشريعات، فليست هي طهارة مطلقة من كل رجس، ولا يوجد أحد يقول بأن من امتثل التكليف بالوضوء يكون طاهراً من كل الأرجاس، فإن الطغاة القتلة الذين يلعنهم عثمان الخميس يتوضؤون أيضاً.

وأما قوله تعالى: ﴿ إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ ﴾ 4.

فليس فيه أيضاً إخبار عن طهارة أحد بشكل مطلق من كل رجس، فالآية تخاطب الذين عصوا الله تعالى وهربوا من أحد وتركوا النبي صلى الله عليه وآله وحده أمام سيوف المشركين، وأنه أنزل على المؤمنين منهم مطراً ليطهرهم به ويذهب به عنهم رجز الشيطان الذي أمرهم بالفرار! وأنه ألقى النعاس على المؤمنين منهم دون المنافقين! فالتطهير فيها خاص من رجز الفرار الذي هو على حد الكفر بالله، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ * وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ 5 فغاية ما تدل عليه الآية تطهير المؤمنين منهم من رجز الفرار من الزحف، دون المنافقين الذين لم ينزل عليهم النعاس، والذين يعرفهم الخميس جيداً.

فأين هذه من تطهير أهل البيت من كل رجس؟!

فما زعمه الشيخ الخميس من وقوع التطهير لغير أصحاب الكساء زعم باطل وما استشهد به من كلام الله لإثبات ذلك ليس فيه دلالة على شيء مما أراد إثباته6.