نشر قبل 8 سنوات
مجموع الأصوات: 68
القراءات: 8051

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

ما فائدة الكتب عند الائمة ؟!

نص الشبهة: 

يعتقد الشيعة : أن العلم مخزون عند أئمتهم ، وأنهم ورثوا كتباً وعلماً لم يرثه غيرهم ؛ فعندهم : « صحيفة الجامعة » و« كتاب علي » و« العبيطة » و« ديوان الشيعة » و« الجفر » . وهذه الصحف الوهمية فيها كل ما يحتاجه الناس . فما هي الفائدة الحقيقية لهذه الكتب المختفية منذ غيبة المهدي ؟! والعجب أن هذه التي يزعمها الشيعة لو كان شيء منها موجوداً لتغير وجه التاريخ ، ولما عجز أئمتهم عن الوصول للحكم ، ولما عصفت بهم المحن ، ومات كل واحد منهم مقتولاً أو مسموماً ـ كما يزعمون ـ ولما غاب غائبهم في سردابه ، وظل مختفياً قابعاً في مكمنه خوف القتل !

الجواب: 

بسم الله الرحمن الرحيم
وله الحمد ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . .
فإننا نجيب بما يلي :
أولاً : لقد جزم السائل : بأن الجفر والجامعة ، وكتاب علي « عليه السلام » وغير ذلك صحف وهمية . فهل لنا أن نسأله : هل أطلعه الله على غيبه ، وكشف له عن واقع التاريخ ، فرأى أنه لا وجود لهذه الكتب ؟! أم أنه قد قال ذلك على سبيل الحدس ، والتوهم ، والتظني ، مع أن الله تعالى يقول : ﴿ ... إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ... 1. وقال تعالى : ﴿ ... إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ... 2.
كما أن من حقنا أن نطالبه بالبرهان على ما قاله ، كما علَّم الله تعالى رسوله : ﴿ ... قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ ... 3. وقال : ﴿ ... قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا ... 4.
ثانياً : لم نفهم الملازمة بين وجود الصحف ، وتغيير وجه التاريخ ، وحصول هذه التغيرات الهائلة ، فإن هذه الصحف ليست بأهم ، ولا بأعظم شأناً ، وأثراً من القرآن ، فإذا لم يغير القرآن وجه التاريخ ، فإن أي شيء آخر لا يغيره . والقرآن كان بحوزة أئمتنا « عليهم السلام » ، ولم يوصلهم إلى الحكم ، ولم يمنع المحن من أن تعصف بهم . ولم يمنع من غيبة الإمام « عليه السلام » . . ولم يزل الخوف على الرسول « صلى الله عليه وآله » الذي اظطره لممارسة الدعوة السريَّة ثلاث سنوات ، كما أن التوراة لم تمنع الخوف عن موسى « عليه السلام » ، حتى اضطر إلى الإختفاء ، والفرار من فرعون خوفاً من القتل . ولم تمنع عيسى « عليه السلام » من محاولة قتله ، حتى أخفاه الله تعالى عن قومه ، ورفعه إليه ، وسيبقى مختفياً إلى أن يعود آخر الزمان .
ثالثاً : إن لغة التشويش والتشنيع ليست هي اللغة العلمية التي يعتمدها أهل الرزانة والمتانة ، بل هي اللغة التي يؤثرها من لا يملك دليلاً على ما يدعيه ، فيلجأ إلى مثال هذه الأساليب لصرف الأنظار عن واقع الحال . .
والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله . . 5 .