إن ابليس عدو خارجي ، وما لم يدخل في جوف الانسان فلا يمكنه ان يؤثر عليه . وعمل الشيطان إدخال السم الى جوف الانسان ، وتقريب ذلك اذا اراد شخص قتل آخر بالسم ، فوضع السم في جيبه ، او سقيه السم مع علم الطرف به سماً ثم يلقي ذلك من فمه فهذه عملية فاشلة ، وأما اذا تفاعل الجهاز الهظمي للانسان مع ذلك السم بحيث يسري عن طريق الدورة الدموية الى الاعضاء الحساسة في الجسم حينئذ يؤثر مفعوله المضر .
هو أحد أباة الضيم، ومن مقدمي علماء أهل البيت، قد اكتنفته الفضائل من شتى جوانبه، علم متدفق، وورع موصوف، وبسالة معلومة، وشدة في البأس، وشمم يضع له كل جامع، وإباء يكسح عنه أي ضيم، كل ذلك موصول بشرف نبوي، ومجد علوي، وسؤدد فاطمي، وروح حسيني.
والشيعة على بكرة أبيها لا تقول فيه إلا بالقداسة، وترى من واجبها تبرير كل عمل له من جهاد ناجع، ونهضة كريمة، ودعوة إلى الرضا من آل محمد، تشهد لذلك كله أحاديث أسندوها إلى النبي صلى الله عليه وآله وأئمتهم عليهم السلام، ونصوص علمائهم، و مدايح شعرائهم وتأبينهم له، وإفراد مؤلفيهم أخباره بالتدوين.
أما الأحاديث فمنها قول رسول الله صلى الله عليه وآله للحسين السبط: يخرج من صلبك رجل يقال له: زيد يتخطا هو وأصحابه رقاب الناس يدخلون الجنة بغير حساب 1.
كان الإمام الرضا (ع) بمثابة قرآن ناطق ، فخلقه من القرآن ، وعلمه ومكرماته من القرآن ، أو ليس القرآن هو آية الله العظمى في خلقه ، أولم ييسّره ربنا لمن شاء من عباده أن يستقيم عليه ؟ أوَ يكون ذلك غريباً أن يصبح من تمثل القرآن في حياته آية عظمى لرب العالمين . والنبي (ص) كان أفضل وأعظم ميزاته ، أنه عبد يوحى إليه ، وحين سأل بعضهم عن خلقه العظيم قال : " كان القرآن خلقه ..".
في البداية نحب أن نوضح جانبا من حياة الراوي الثقة عطية العوفي ، فإنه يغمط حقه عادة مع أهمية دوره وربما لا يذكر اسمه في المحافل إلا في مرة واحدة هي كونه غلاما أو خادما لجابر ، ولم يكن غلاما ، وإنما هو تلميذ نجيب لجابر وراو واع لأحاديثه وصاحب مواقف وإليك بعض الكلمات عنه ، ثم نجيب على السؤال الأصلي :
الإمامة والعصمة في الإسلام ـ وهي الفكرة التي أردت أن أتحدث لكم عنها في هذه الليلة المباركة ، فكرة عريقة في القدم ، عريقة في الاصالة ، ارتبطت بالعقيدة ، وبالنظام وبالنهج ، ارتباطاً قوياً مكيناً ، حتى لا يمكن التفكيك ولا يمكن الفصل ، وكيف يمكن فصل جزء من كله ؟ . وأقول : كيف يمكن أن ينفك أو يفصل جزء من كله ، ولا أعني الأجزاء التي يمكن الاستغناء عنها في بناء المركّبات ، فقد قلت : إنها مرتبطة بالعقيدة وبالنظام وبالمنهج ، وأجزاء العقيدة والنظام والمنهج أجزاء مقوّمة لا يمكن الاستغناء عنها أبداً ، وسأوضح أبعاد قولي هذا في غضون الحديث ـ إن شاء الله ( تعالى ) ـ .
مبدأ حماية حقوق الإنسان مبدأ ديني ، منبعه و مصدره الشرائع الإلهية التي أوحاها الله تعالى لأنبيائه و رسله ( عليهم السلام ) و أمرهم بتعليمها للناس و تطبيقها لتستقيم أمورهم . فمضمون الشرائع الإلهية لا يتعدى التعرف على الله الخالق و الواهب للإنسان هذه الحقوق ، و التعرف على حقوق الله المترتبة على الإنسان ، و تنظيم هذه الحقوق و حمايتها ، و الوصول إلى أفضل الطرق لممارستها و التمتع بها .
لقد أنذر النبي المصطفى ( صلَّى الله عليه و آله ) في حديث معروف بين الفريقـين بـ: "حديث الفرقة الناجية" بافتراق أمته إلى فرق كثيرة و طوائف مختلفة كلها في النار إلا فرقة واحدة، و حذَّر المسلمين من أن يكونوا أتباعاً لغير الفرقة الناجية.
إذا أردنا الكلام عن الشيعة 1 بدون تعصّب ولا تكلّف، قلنا : هي الطائفة الإسلامية التي تُوالي وتقلّد الأئمة الاثني عشر من أهل بيت المصطفى علياً وبنيه ، وترجع إليهم في كلّ المسائل الفقهيّة من العبادات والمعاملات ، ولا يفضّلون عليهم أحداً سوى جدّهم صاحب الرسالة محمّداً رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) .
هذا هو التعريف الحقيقي للشيعة بكلّ اختصار ، ودعك من أقوال المرجفين والمتعصّبين من أنّ الشيعة هم أعداء الإسلام ، أو أنّهم يعتقدون بنبوّة علي وأنّه صاحب الرسالة ، أو أنّهم ينتمون إلى عبدالله بن سبأ اليهودي .
١. في مقاتل الطالبيين / ٣٩٥ : « وكان المتوكل شديد الوطأة على آل أبي طالب ، غليظاً على جماعتهم ، مهتماً بأمورهم ، شديد الغيظ والحقد عليهم ، وسوء الظن والتهمة لهم ، واتفق له أن عبيد الله بن يحيى بن خاقان وزيره ، يسئ الرأي فيهم ، فحسَّن له القبيح في معاملتهم ، فبلغ فيهم ما لم يبلغه أحد من خلفاء بني العباس قبله. وكان من ذلك أن كَرَبَ قبر الحسين (ع) وعَفَّى آثاره ، ووضع على سائر الطرق مسالح له ، لا يجدون أحداً زاره إلا أتوه به ، فقتله ، أوأنهكه عقوبة!
أحدث التعليقات