نشر قبل 8 سنوات
مجموع الأصوات: 68
القراءات: 10136

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

تعظيم القبور والتبرك

نص الشبهة: 

ما حكم الطواف بالقبور وتعظيمها وطلب الشفاعة إليها ، والله تعالى يقول : ﴿ ... فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا الآية ؟ وما حكم التبرك بها ؟

الجواب: 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . .
فإننا نعتقد بالقرآن ، وبما جاء به رسول الله « صلى الله عليه وآله » ، ونؤمن بما قرره القرآن من أن الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون . .
ونؤمن بأن الأنبياء « عليهم السلام » شهداء على الناس ، وأن نبينا « صلى الله عليه وآله » شهيد على أنبياء الأمم السابقة وفقاً للنص القرآني الصريح في ذلك ، ونؤمن باستحباب زيارة رسول الله « صلى الله عليه وآله » . . وباستحباب زيارة قبور المؤمنين أيضاً .
ونؤمن بأن رسول الله « صلى الله عليه وآله » قد زار بعض القبور أيضاً . . وأنه خاطب بعض الموتى ، وأخبر أصحابه بأنهم يسمعون ما يخاطبهم به ، ولكن لا يقدرون على رد الجواب .
من أجل ذلك كله . . وسواه مما ورد في كتب جميع المسلمين ، وهو كثير . . صار المسلمون من أتباع أهل البيت « عليهم السلام » ، وكذلك سائر المسلمين من غيرهم ، باستثناء أتباع ابن تيمية ـ وهم شرذمة قليلون ـ يزورون القبور .
ثم رأينا : أن النبي « صلى الله عليه وآله » يقبل الحجر الأسود ، ويقبله عمر بن الخطاب ، وجميع المسلمين ، وإلى يومنا هذا . .
ورأينا : أنه لابد من احترام المصحف الشريف ، ولا يجوز تعريضه ـ حتى الغلاف ـ للنجاسة ، أو لما يوجب التقليل من شأنه . .
ثم رأينا : أن الله قد تحدث عن اتخاذ المسجد على أهل الكهف .
ورأينا : أنه تعالى قد عظم الكعبة ، وشرفها ، وأوجب الطواف حولها ، وفرض على الناس تعظيمها ، بل هو قد اهتم بالمساجد وكرمها . . وجعل لها أحكاماً ، وأوجب على الناس العمل بها . .
ثم إنه تعالى قد أحب للناس أن يزوروا قبر نبيه « صلى الله عليه وآله » ، وأن يقصدوا قبره الشريف من بلادهم مهما بعدت .
ثم رأينا : أن عمر بن الخطاب يستسقي لأهل المدينة ، ويتوسل إلى الله تعالى بالعباس عم النبي « صلى الله عليه وآله » ، ولم ير ذلك شركاً ولا رآه الناس كذلك .
ورأينا : أن الله تعالى قد جعل بعض البقاع مباركة ، وبعض الليالي مباركة أيضاً ، وبعض الأشجار كذلك و . . و . . الخ . . ووصف الكعبة بذلك أيضاً ، ووصف تعالى كتابه بأنه مبارك ، ووصف عيسى « عليه السلام » نفسه بذلك أيضاً ، إلى كثير من الأمور الأخرى التي صرحت الآيات القرآنية الكثيرة بكونها مباركة . .
فلماذا لا نفعل كما كان يفعل رسول الله « صلى الله عليه وآله » ؟! فنزور القبور ، كما كان يزورها ، ونخاطب الشهداء الأحياء عند ربهم فيها كما كان يخاطبهم ، ونلتمس البركة من هذه الأمور التي باركها الله . فنتبرك ، أي نطلب اكتساب البركة ، بالكعبة ، وبالبقاع ، وبالأشخاص المباركين . . ونقتدي بذلك بالنبي « صلى الله عليه وآله » وبجميع الذين تعلموا منه ، وأخذوا عنه ، حين قبل الحجر الأسود ، والتزم الملتزم بالكعبة ، واستلم أركانها .
ونطلب البركة من تراب قبره ، كما كان الصحابة يتبركون بتراب قبره الشريف ، حتى ضربت عائشة عليه حائطاً ، وجعلت فيه كوة ، فصاروا يأخذون التراب من الكوة ، فسدتها أيضاً . . ولعلها خافت من نفاد التراب لكثرة الآخذين منه . .
ونحن نستشفع برسول الله « صلى الله عليه وآله » وبالشهداء ، لأننا نعتقد أنه « صلى الله عليه وآله » حي ، ويشهد على أمته ، وأن الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون . .
ونحن نجعل النبي « صلى الله عليه وآله » والأولياء « عليهم السلام » شفعاء إلى الله عز وجل ، ووسائل لنا عنده ، ليقضي حاجاتنا كما استشفع وتوسل عمر إلى الله تعالى بالعباس ، لكي يستجيب تعالى له ، وينزل المطر . .
ونحن لا نرى أن عمر قد أشرك بذلك . . ولم يدع أن العباس إله مع الله . . 1 .

  • 1. ميزان الحق . . ( شبهات . . وردود ) ، السيد جعفر مرتضى العاملي ، المركز الإسلامي للدراسات ، الطبعة الأولى ، 1431 هـ . ـ 2010 م ، الجزء الرابع ، الأسئلة الملحقة ، السؤال رقم (202) .