حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
- الخلفاء بعد الرسول - تاريخ الخلفاء - الشيعة - الامامة - الائمة - الصحابة
الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها
الائمة الاثنى عشر و حديث الامراء
نص الشبهة:
يحتجّ الشيعة على ثبوت الإمامة لأئمّتهم الاثني عشر بحديث : «لا يزال الأمر عزيزاً إلى اثني عشر خليفة كلّهم من قريش»، وفي حديث آخر: «لا يزال أمر الناس ماضياً ما وليهم اثنا عشر رجلاً» .
فالسؤال هو: الحديث برواياته صريح على أنّ الأئمّة اثنا عشر إماماً. والمعلوم أنّ أئمّة الشيعة لم يتولّ منهم الخلافة سوى عليّ وابنه الحسن (عليهما السلام)، فمَن هم الأئمّة العشرة الباقون؟
الجواب:
الأحاديث المتعلّقة بخلافة اثني عشر رجلاً نقلها مفصلاً مسلم في صحيحه والبخاري بشكل موجز.
فمسلم نقل في كتاب «الإمارة» حديثاً برقم 1821 بسبعة طرق (اسانيد) وسبع عبارات، وجاءت عبارة «ما وليهم» في صورة واحدة فقط.
عن جابر بن سمرة قال: دخلت مع أبي على النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فسمعته يقول: «إنّ هذا الأمر لا ينقضي حتّى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة»، قال: ثمّ تكلّم بكلام خفيَ عليَّ، قال: فقلت لأبي: ما قال؟ قال: «كلّهم من قريش» 1.
وعن جابر بن سمرة أيضاً قال: سمعت النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: «لا يزال أمر الناس ماضياً ما وليهم اثنا عشر رجلاً» وتكلّم النبيّ (صلى الله عليه وآله) بكلمة خفيت عليَّ، فسألت أبي: ماذا قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ؟ فقال: «كلّهم من قريش».
وروى أيضاً: «سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: لا يزال الإسلام عزيزاً إلى اثني عشر خليفة، ثمّ قال كلمة لم أفهمها، فقلت لأبي: ماذا قال ؟ فقال: كلّهم من قريش».
وروى أيضاً: فسمعته يقول: «لا يزال هذا الدِّين عزيزاً منيعاً إلى اثني عشر خليفة، فقال كلمة صمّنيها الناس، فقلت لأبي: ما قال؟ قال: «كلّهم من قريش».
وأمّا البخاري فقد نقل الحديث في كتاب الأحكام، باب الاستخلاف بهذه الصورة «يكون اثنا عشر أميراً» 2.
إذن، فعبارة «ما وليهم» لا وجود لها في كلّ ما ذكرنا من الصور التي ورد بها هذا الحديث إلاّ في صورة واحدة فقط.
وأمّا المقصود من هذا الحديث فهو الإنشاء لا الإخبار، وذلك يعني أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) يقول للمسلمين يجب أن يطيعوا هؤلاء الأئمة الاثني عشر الذين ترتبط بهم عزّتكم وعزّة الإسلام، وليس المعنى أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) يُخبر بأنّه سيأتي بعده اثنا عشر خليفة، حتّى يكون عدم توليهم دليلاً على عدم خلافتهم.
وللأسف! فحكّام الجور وولاتُهم حالوا بين هذا الفريق المتكوّن من اثني عشر إماماً وبين أداء وظيفته والقيام بأعماله الولائيّة تجاه الناس، ولم يسمحوا للناس باتّباعهم، اللّهم إلاّ اثنين منهم (عليهم السلام) فقد تسنّى للناس اتّباعهم إلى حدٍّ ما.
ونحن نسأل جامع الأسئلة ومَنْ على شاكلته: أنتم تعترفون أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول بصريح الروايات أنّه سيكون بعده اثنا عشر خليفة سيكونون سبباً في عزّة المسلمين، وعلى طبق نظركم أنّه (صلى الله عليه وآله وسلم) يخبر عن حكومة أُولئك الخلفاء، ونحن هنا لا نتكلّم عن الخلفاء الأربعة الأوائل، وإنّما نريد رأيكم في الخلفاء الثمانية الذين يلون الخلفاء الأربعة ويكونون سبباً في عزّة الإسلام والمسلمين، فمن هؤلاء الخلفاء الثمانية ؟ هل هم معاوية بن أبي سفيان، أم ولده يزيد شارب الخمر، أم هو مروان بن الحكم طريد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والملعون على لسانه، أم أبناؤه الأربعة عبد الملك وإخوته الثلاثة ؟ هل هؤلاء هم خلفاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ؟!!
ولنأخذ مثالاً واحداً من سيرة خلفائكم وهو: إنّ واحدة من جرائم عبد الملك فقط كانت تنصيبه للحجّاج بن يوسف لإمارة العراق فوضع فيهم سيفه وأراق دماء الابرياء بلا حقّ، وبهذا يتبيّن أيّ نوع من الخلفاء هُمْ، والتاريخ يذكر ذلك إلى اليوم.
وخلاصة الكلام: أنّ الحديث في مقام الدعوة إلى وجوب اتّباع الأئمّة الاثني عشر وليس في مقام الإخبار عن وجودهم، وإلاّ فسوف لن يستقيم معنى الحديث مع ما ذكرنا من خلافة الأُمويّين 3.