نشر قبل 6 سنوات
مجموع الأصوات: 84
القراءات: 9118

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

انكم تدعون الى الشرك، والخرافات، وقصص لا تصح، ومغالطات شرعية، عن طريق اسم مذهب الشيعة؟

نص الشبهة: 

قال: وأنا أشاهد أنكم تدعون إلى الشرك، والخرافات، وقصص لا تصح، ومغالطات شرعية، عن طريق اسم مذهب الشيعة.

الجواب: 

أن هذا مردود بأنك لا تعرف معنى الشرك أصلاً، فكيف حكمت على ممارسات الآخرين بأنها شرك؟ وإنما أنت تردد ما يقوله علماء السلفية بدون معرفة، وقد بحثت في كلمات علماء السلفية فوجدت أنهم يعرفون الشرك بأنه صرف شيء من العبادة لغير الله، ثم وجدت أنهم لم يتفقوا على معنى صحيح للعبادة، فأدخلوا في العبادة ما ليس منها، فصاروا يخلطون هذا بذاك، فكفروا المسلمين بجهل وقلة معرفة.

وأما زعمك بأن مذهب الشيعة مشتمل على خرافات ومغالطات وقصص لا تصح فهذا افتراء محض عليك إثباته، وأنى لك بذلك، وكل فئة تدعي ذلك في مذاهب خصومها، والمعول عليه هو الدليل لا الادعاءات المحضة، ونحن قد دل الدليل عندنا على أن مذهب الشيعة الإمامية هو المذهب الحق الخالي من بدع الشرك والخرافات والمغالطات، وأنه هو المذهب الذي لا يقبل الله سواه، وعندنا الدليل على ذلك من كتب الخصوم، وقد ذكرنا أحاديث صحيحة عند أهل السنة دلت على لزوم اتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام، فما أنت صانع يوم الحساب، يوم لا ينفع مال ولا بنون؟
قال: وعلمائكم (كذا) دسو (كذا) السموم في عقول الناس، وأخفوا عن الناس الحقيقة، ويبيعون الوهم والخيال على الناس العوام وقليلين [كذا] العلم باسم حب أهل البيت، ومزقوا أمة محمد إلى مذاهب.
والجواب: أن هذا الكلام مردود جملة وتفصيلاً؛ لأن هذا الكلام كله اتهامات محضة لا دليل عليها، بل دل الدليل على خلافها، ويمكن لخصمك أن يدعي ذلك في علماء مذهبك.
ثم ما هي الحقيقة التي أخفاها علماء الشيعة؟ هلا أوضحتها لنا وبينتها بجلاء؟
هل الحقيقة المخفية هي لزوم اتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام التي أخفاها علماء المذاهب الأخرى، فلا تكاد تسمع أحداً منهم يذكر حديث الثقلين الذي ذكرناه سابقاً، وإذا ذكر بعضهم حديثا قال: (إني مخلف فيكم الثقلين: كتاب الله وسنتي)، وهو حديث ضعيف، وإذا سئل عن قوله صلى الله عليه وآله: (كتاب الله وعترتي) قال: ضعيف، وهو يعلم أنه صحيح، حتى إن كثيراً من عوام أهل السنة لم يسمعوا بحديث الثقلين المشتمل على لزوم التمسك بكتاب الله وعترة النبي صلى الله عليه وآله.
فمن هو الذي أخفى هذه الحقيقة المهمة؟
إن بعض المتشيعين السودانيين وغيرهم، كتبوا كتباً، فذكروا أن هذه الحقيقة أخفاها عنهم علماء أهل السنة، ومنهم معتصم سيد أحمد كتابا أسماه: (الحقيقة المجهولة)، وكتب متشيع آخر هو هشام آل قطيط كتابا أسماه: (ومن الحوار اكتشفت الحقيقة).
وأما قولك: (إن علماء الشيعة يبيعون الوهم والخيال)، فهذا كلام إنشائي وعليك إثباته، وإنما يبيع الوهم والخيال على الناس من يوهمهم بأن ربهم له أعضاء، كالوجه، واليدين، والعينين، والأصابع، والساق، وأنه يروح ويجيء، ويصعد وينزل، فهذه هي الأوهام التي باعها على العوام من لم يفهم النصوص القرآنية على وجهها الصحيح.
وأما من وحد الله تعالى ونزهه عن مشابهة خلقه فهو لم يبع عليهم وهماً ولا خيالاً.
قال: وإذا ظهر عالم دين على برنامج تلفزيوني مثل القنوات الإيرانية، والفرات، والسلام، نشاهد على يمين الشاشة كلمات شرك (نعوذ بالله)، مثل: يا حسين، ويا علي، والحسينية، وغيرها كثير، والذي يشرك يدعو إلى الجاهلية، ويعتبر عدو الله ورسوله بنص القرآن.
والجواب: أنك تركت انتقاد ما يقوله أولئك العلماء، وصرت تنتقد الخلفية التي وضعها مخرج البرنامج بعد ذلك، فهذا هو العجب العجاب!!
والظاهر أن تلك الخلفية التي وضعها المخرج جعلتك لا تسمع ما كان يقوله أولئك العلماء، فلم تستفد من برامجهم مع شديد الأسف، ولعلك لو سمعت بعض كلامهم بإنصاف لتغير حالك إلى الأحسن، ولكني ماذا أصنع لك إن كنت غير موفقاً؟
ثم إن قول: (يا حسين) و (يا علي) وما شاكلهما ليس شركاً، من أقنعك بأن هذا شرك؟ وما هو دليله ودليلك على أن قول ذلك شرك؟
ألم تسمع بأن عمر بن الخطاب قال: (يا سارية الجبل)، 1.
فنادى عمر بن الخطاب غائباً عنه في بلاد فارس، فلا أدري لماذا لم يكن ذلك شركاً، مع أن من نادى عليا أو حسينا فإنه أشرك؟ مع أن هذا النداء كقولك مناديا زيداً وعمراً: (يا زيد، ويا عمرو)، لا فرق بينهما إلا في أن زيدا وعمراً حيان بنظرك، وأما علي والحسين عليهما السلام فهما ميتان بحسب ظنك، وبما أن الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون، وعلي والحسين عليهما السلام كانا شهيدين من غير شك، فهما حيان، فنداؤهما نداء للحي من دون فرق.
غاية الأمر أن الحي ربما يسمع نداءك وربما لا يسمعه، فسماعه وعدم سماعه ليس دخيلا في جعل هذا النداء شركا، وذاك ليس بشرك.
وفي هذا كلام طويل ليس هذا موضع بيانه.
قال: وطلب الدعاء من الحي أو الميت بأن يطلب منه أن يدعو الله له أن يدخله الجنة. كل ذلك من الشرك الأكبر الذي ذكره القرآن: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ... 2، وذكر القرآن:﴿ ... إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ 3، وذكر القرآن:﴿ ... إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ... 4.
والجواب: أن هذا الكلام مردود بإجماع المسلمين كلهم حتى السلفية على أن طلب الدعاء من الحي جائز، ولا محذور فيه. وكيف يكون طلب الدعاء شركاً وأبناء يعقوب سألوا أباهم أن يدعو لهم، قال تعالى:﴿ قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ * قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ 5، وعمر بن الخطاب طلب الدعاء ـ على رأي ابن تيمية ـ من العباس لما صار القحط في قضية معروفة مروية في صحيح البخاري وغيره، فهل أشرك أبناء يعقوب وأشرك عمر بن الخطاب بذلك؟
ولم أجد من فرق بين أن طلب الدعاء بدخول الجنة أو بالرزق أو غير ذلك، فكله جائز، لأن المدعو في الحقيقة هو الله تعالى، وهو الذي بيده حاجات العباد، فكيف يتحقق الشرك بهذا يا أولي الألباب؟
وطلب الدعاء من الميت غايته أنه لا يفيد شيئاً ؛ لأن الميت لا يعلم بطلب السائل، لا أنه شرك بالله تعالى؛ لأن الداعي لم يعبد ذلك الميت، ولا يعتقد أن حاجات العباد بيده، وإنما طلب حاجته من الله تعالى بواسطة الميت الذي له مقام كبير عند الله سبحانه، كما يطلب المؤمن الدعاء من الحي الذي هو أقرب إلى الله منه.
وإذا كان طلب الدعاء من الميت شركاً، فطلبه من الحي أيضاً شرك، ولا وجه للتفريق بين الأمرين، إلا أن علماء السلفية يفرقون بين الموردين، فيحكمون بكفر من دعا ميتا، ولا يحكمون بكفر من دعا حيا، وهذا لا وجه له كما أوضحنا ؛ لأن الدعاء نفسه إن كان عبادة فعبادة الحي شرك أيضاً، وإلا فلا شرك في الموردين.
ولا يخفى أنا لا نشك في أن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، وأن الشرك ظلم عظيم، وأن من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار، إلا أن الإشكال في حكمكم على كثير من المسلمين بأنهم مشركون بغير حق، مع أنكم لم تفهموا معنى الشرك، ولا معنى العبادة كما مر بيانه.
قال: الكذب على الأمة أجمعين، مثل الإمام جعفر، والصادق [كذا]، والإمام علي، والنبي، وسب الصحابة وغيرهم، ولا يتكلمون بالبرهان، بل تأويل قصص، وخرافات؛ ليضحكو [كذا] على الناس بغرض السيطرة على سياستهم وحكمهم، وكل ما يأتي من إيران يعتبر ديناً سياسة، وليس هو بدين محمد، وإنما هو مذهب للتشويش على دين محمد)،
والجواب: أنه من الواضح أن دعوى أن الشيعة كذبوا على الإمام أمير المؤمنين والإمام جعفر الصادق عليهما السلام تحتاج إلى إثبات بدليل صحيح، وأما تكرار ما يقوله أعداء الشيعة من دون معرفة، وبدون تثبت فهو ظلم عظيم وذنب كبير.
ثم إنك إذا كنت عالماً بما قاله أمير المؤمنين والإمام جعفر الصادق عليهما السلام فلك الحق في أن تقول إذا نسب إليهما ما يخالف علمك: (إنه كذب)، أما إذا كنت لا تعلم بشيء من أقوال هذين الإمامين، وتظن أنهما لا يخالفان ما ورثته عن آبائك وأجدادك، فلا حق في أن تتهم بالكذب من ينسب إليهما شيئاً يخالف معتقدك، إذ ربما يكون معتقدك في نفسه باطلاً.
والعجيب منك أن تدعي أن الشيعة لا يتكلمون بالبرهان، وأنت في كل مزاعمك لم تأت ببرهان واحد، فأنت تعيب غيرك بعيب هو فيك، بل تعيب البريء بعيبك، فصبر جميل، والله المستعان على ما تصفون.
وأما قصة السيطرة على سياسة الناس وحكمهم فلا أدري من غرسها في عقلك، وأقنعك بها، فهل تصدق يا أخي أن خرافات الشيعة وقصصهم كما تزعم تمكّن الشيعة من الاستيلاء على حكم البلاد الإسلامية؟ بأي عقل تفكر؟ وبأي منطق تتكلم؟!
و زعمك أن مذهب الشيعة مذهب للتشويش على دين محمد صلى الله عليه وآله فهو كلام أجوف؛ لأنه كيف يمكن للخرافات والقصص الخرافية أن تشوش على دين رسول الله صلى الله عليه وآله الذي هو أشرف الأديان وأكملها وأتمها وأفضلها؟
إن مذهب الشيعة لا يشوش على دين رسول الله صلى الله عليه وآله؛ لأنه هو الإسلام الخالص الصحيح الخالي من التحريف والتبديل، وإنما يعمد مذهب الشيعة إلى الخرافات المنسوبة إلى هذا الدين العظيم فيبطلها، إلا أن المشكلة أنك يا أخي وتتعصب لتلك الأباطيل، وتظن أنها حق وهي ليست كذلك، وحيث إن الشيعة يأتون بأدلة على كلامهم من كتبك فمن الطبيعي أن ذلك يشوش ذهنك، ويجعلك متحيراً بين عقلك الذي يرشدك إلى قول الشيعة، وبين اتباع الهوى الذي يصدك عنها، فمذهب الشيعة يشوش عليك لا على دين محمد صلى الله عليه وآله 6.

  • 1. صححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة 3 / 101 ح 1110.
  • 2. القران الكريم: سورة النساء (4)، الآية: 48، الصفحة: 86.
  • 3. القران الكريم: سورة لقمان (31)، الآية: 13، الصفحة: 412.
  • 4. القران الكريم: سورة المائدة (5)، الآية: 72، الصفحة: 120.
  • 5. القران الكريم: سورة يوسف (12)، الآية: 97 و 98، الصفحة: 247.
  • 6. كتب الشيخ آل محسن هذه الإجابة لأسئلة قال عنها: " تلقينا بعض المسائل من شخص متحامل على مذهب الشيعة، يظهر أنه لم يطلع جيداً على مذهب الشيعة الإمامية، وتلقى ما يثار حول مذهب الشيعة وصدق تلك الأكاذيب من دون تحقيق وتثبت " و قد نشرت هذه الإجابة في الموقع الرسمي لسماحته.