نشر قبل 18 سنة
مجموع الأصوات: 111
القراءات: 23982

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

لماذا يطلب الائمة في ادعيتهم المغفرة من الله فهل هم مذنبون ام ماذا؟

لا شكَّ و أن الأئمة الإثنى عشر ( عليهم السلام ) كلهم معصومون لم يصدر عنهم أي ذنب أو إثم ، و ما يتردد على لسانهم من طلب الغفران من الله عَزَّ و جَلَّ إنما هو نوعان :
1. الإستغفار التربوي التعليمي :
بما أن للدعاء دوراً هاماً و مشهوداً في تربية الناس و حثِّهم على الإبتعاد عن الذنوب و المعاصي و سلوك النهج الإلهي ، فقد إهتمَّ الأئمة المعصومون ( عليهم السلام ) بهذه الوسيلة كل إهتمام ، فقدَّموا للناس كمَّاً هائلاً من الأدعية المؤثرة لمختلف الطبقات و الحالات و المناسبات ، و من خلال هذه الأدعية إستطاع الأئمة ( عليهم السلام ) تعليم الناس الكثير من العلوم والمعارف و الآداب ، و لولا هذه الأدعية لما كنَّا اليوم نعرف كيف نخاطب رب العالمين و نطلب منه العون و المدد في اللحظات الصعبة و الأزمات الحرجة التي نمرُّ بها .
نعم إن الدعاء مدرسة حقيقية أسَّسها أولياء الله عَزَّ و جَلَّ من أنبياء و أئمة من أجل تعليم الناس ، لذا فإستغفارهم في كثير من الأدعية إنما هو بهذا الهدف .
2. الإستغفار لترك الأولى 1 :
و قد يكون إستغفار الأئمة ( عليهم السلام ) و خاصة في الخلوات إعتذاراً منهم إلى الله جَلَّ جَلالُه عن ما بَدَرَ منهم من التقصير ـ حسب ما يرونه ـ بالقياس إلى ما هم فيه من علو المرتبة و عظيم المسؤولية لا لصدور ذنب منهم ، فحسناتُ الأبرار سيِّئات المُقَرَّبين ، كما قيل .
يقول العلاّمة المحقّق علي بن عيسى الاِرْبِلي : الاَنبياء و الاَئمّة تكون أوقاتهم مشغولة بالله تعالى ، و قلوبهم مملوءة به ، و خواطرهم متعلّقة بالمبدأ ، و هم أبداً في المراقبة ، كما قال ( عليه السَّلام ) : " اُعبد الله كأنّك تراه ، فإن لم تره ، فإنّه يراك " ، فهم أبداً متوجهون إليه و مُقبِلون بكُلِّهم عليه ، فمتى انحطوا عن تلك المرتبة العالية ، و المنزلة الرفيعة إلى الاشتغال بالأكل و الشرب و التفرّغ إلى النكاح و غيره من المباحات ، عَدّوه ذنباً و اعتقدوه خطيئة و استغفروا منه 2 .

  • 1. ترك الأولى : مصطلح يراد به ترك عملٍ غير واجب كان الأولى بالإنسان فعله رغم عدم وجوبه و عدم المخالفة بتركه ، أو فعل عملٍ مباح لا حرمة فيه كان الأولى به تركه .
    و في قاموس أولياء الله العارفين لا ينبغي لمن يتمتع بمنزلة خاصة و مقام رفيع و شأن عظيم أن يدع أموراً خاصة رغم عدم وجوبها ، أو يفعل أموراً أخرى مباحة رغم عدم حرمتها .
  • 2. يراجع : عصمة الأنبياء في القرآن الكريم : 218 ، للعلامة المحقق آية الله الشيخ جعفر السبحاني ، الطبعة الثانية ، سنة : 1420 هجرية ، مؤسسة الإمام الصادق ، قم / إيران .

تعليق واحد