نشر قبل سنتان
مجموع الأصوات: 54
القراءات: 42482

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

ما هو حكم الشريعة في الطلاسم ؟

موضوع الطلاسم و العلوم الغريبة من المواضيع التي تلقى اهتماما لدى جماعة من الناس ، و لكون الطلاسم من المواضيع التي تحيط بها هالة من الغموض و التصورات فلذلك يبالغ بشأن تأثيراتها من جانب ، و تتخذ وسيلة لابتزاز السذج من الناس من جانب آخر .

ما هي حقيقة الطلاسم :

الطَلاَسِم جمع طِّلَسْم ، و هو ــ حسب ما هو معروف ــ : كتابات تشتمل على حروف و كلمات و خطوط و نقوش غير مفهمومة لغير المتخصصين بها أو المطلعين عليها ، و هي بمثابة رموز لها تأثيرات ماورائية يُزعم أنها ذات تأثير سلبي أو ايجابي في العلاقات الفردية و الاجتماعية و خاصة في قضايا الحب و البغض و الزواج و الطلاق و الانجاب و الرزق و ما اليها من الأمور ، كما و يزعم أنها مؤثرة ( حسب نوع الطلسم ) في جلب النفع و الخير ، أو دفع الضرر و الشر .

الاقوال المختلفة في الطلاسم :

قيل أن الطلسم كلمة يونانية ، و قيل أنها مقلوبة من كلمة " مسلط " أي أنها مؤثرة في إعطاء قدرة التسلط على الآخرين، و قيل أن الطلاسم من أصناف السحر ، و قيل أنها تؤثر في الارتباطات الروحانية بين الكواكب العلوية و الطبائع السفلية ، لكن كل هذه الاقوال مزاعم لا يمكن الاطمئنان اليها لأنها لا تستند إلى أدلة .
و لعل الصحيح أن الطلاسم لكونها ألغاز مبهمة و محاطة بهالة من الغموض المثير للتصورات و الاوهام فلها مقبولية عند طبقات من الناس الذين ليست لهم معلومات في مثل هذه الأمور ، و كثيراً ما تُستغل هذه الطبقات من قبل الذين يدَّعون الاختصاص في مثل هذه الأمور الغريبة .

حكم الشريعة في الطلاسم :

ليس في الشريعة الإسلامية دليل على صحة هذه الطلاسم و تأثيراتها ، و هي غير محرمة ما لم تشتمل على حرام أو تتطلب فعلاً محرماً و ما لم تصنف ضمن دائرة السحر ، لكن ليس من المحبذ إختيار مثل هذه الامور الظنية مع وجود البدائل القطعية و المجربة التي دعا اليها الله عَزَّ و جَلَّ و النبي المصطفى صلى الله عليه و آله و أئمة الهدى عليهم السلام من آله .
قال تعالى : ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ 1.
و عَنْ الامام محمد بن علي الباقر عليه السلام أنَّهُ قَالَ: "الْبِرُّ وَ صَدَقَةُ السِّرِّ يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَ يَزِيدَانِ فِي الْعُمُرِ وَ يَدْفَعَانِ عَنْ سَبْعِينَ مِيتَةَ سَوْءٍ"  2.
و رُوِيَ عن الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام أنَّهُ قال: "صَدَقَةُ الْعَلَانِيَةِ تَدْفَعُ سَبْعِينَ نَوْعاً مِنْ أَنْوَاعِ الْبَلَاءِ، وَ صَدَقَةُ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ" 3.

  • 1. القران الكريم: سورة غافر (40)، الآية: 60، الصفحة: 474.
  • 2. بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار (عليهم السلام)):  93 / 131، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي، المولود بإصفهان سنة: 1037، و المتوفى بها سنة: 1110 هجرية، طبعة مؤسسة الوفاء، بيروت / لبنان،  سنة: 1414 هجرية.
  • 3. وسائل الشيعة (تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة):  9/396، للشيخ محمد بن الحسن بن علي الحُر العاملي، المولود سنة: 1033 هجرية بجبل عامل لبنان، و المتوفى سنة: 1104 بمشهد الإمام الرضا و المدفون بها، طبعة: مؤسسة آل البيت، سنة: 1409 هجرية، قم / إيران.