نشر قبل 8 سنوات
مجموع الأصوات: 220
القراءات: 23137

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

ما هي معايير اختيار الصديق اسلامياً ؟

الصداقة هي العلاقة الحميمة بين شخصين أو أكثر، و من ثمرات هذه العلاقة الحميمة هي التعاون على ما فيه الخير و المصلحة و الرقي و التكامل، و من الواضح أن الصداقة التي يُراد لها الاستمرار لا بُدَّ و أن تكون قائمة على أسس رصينة و قوية حتى لا تهزّها المصالح الشخصية و المادية الرخيصة.

الإسلام و إختيار الصديق

ينظر الإسلام إلى مسألة الصداقة أنها ليست علاقة عابرة، بل يرى أنها علاقة تنطوي على آثار ايجابية أو سلبية كبيرة، و للصداقة دلالات و تأثيرات مهمة على حياة الإنسان و سلوكه في حياته الدنيوية، كما و لها امتدادات واسعة تؤثر حتى على حياته الأخروية بعد مماته في عالم الآخرة، فلهذا نجد أن الإسلام قد أولى مسألة الصداقة إهتماماً كبيراً فحث الناس من جانب على إختيار الاصدقاء و الأصحاب بدقة عالية، كما و حذر من جانب آخر من سوء إختيار الصديق لما في ذلك من الأضرار الكبيرة التي قد لا تعوض.

ما هي أهم مواصفات الصديق الصالح ؟

إن من أهم مواصفات الصديق الذي يصلح لإختياره صديقاً هو صدقه مع من يصادقه و تطابقه في الفكر و المعتقد و الاخلاق بحيث يكون الصديق في علاقته و تعامله و صفاته و مختصاته و كأنه نسخة أخرى عن الإنسان بل كأنه هو، و هذا ما أشارت اليه الأحاديث الشريفة بألفاظ بليغة و موجزة:
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: "الصَّدِيقُ أَقْرَبُ‏ الْأَقَارِب" 1.
و قال عليه السلام: "الْأَصْدِقَاءُ نَفْسٌ‏ وَاحِدَةٌ فِي جُسُومٍ مُتَفَرِّقَةٍ" 2.
و قال عليه السلام: "الصَّدِيقُ‏ إِنْسَانٌ‏ هُوَ أَنْتَ إِلَّا أَنَّهُ غَيْرُك" 3.

الصداقة الناجحة

و لأن تكون الصداقة ناجحة و مستمرة فلا بُدَّ أن يكون الاصدقاء متقاربين في الأفكار و المستويات من جهات كثيرة، و كلما كان بينهما توافقاً و تطابقاً كلما كانت الصادقة أقرب إلى النجاح و أكثر عطاءً، قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: " ...وَ النُّفُوسُ أَشْكَالٌ فَمَا تَشَاكَلَ‏ مِنْهَا اتَّفَقَ، وَ النَّاسُ إِلَى أَشْكَالِهِمْ أَمْيَلُ" 4.
و قال عليه السلام: " الصَّاحِبُ‏ كَالرُّقْعَةِ فَاتَّخِذْهُ مُشَاكِلًا" 5.
رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أنهُ رَوى عن رسول الله صلى الله عليه و آله أنَّهُ قال: "أَسْعَدُ النَّاسِ‏ مَنْ‏ خَالَطَ كِرَامَ النَّاس‏" 6.
قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: "صَاحِبِ‏ الْحُكَمَاءَ، وَ جَالِسِ الْحُلَمَاءَ، وَ أَعْرِضْ عَنِ الدُّنْيَا تَسْكُنْ جَنَّةَ الْمَأْوَى" 7.
و قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: " قَارِنْ أَهْلَ الْخَيْرِ تَكُنْ مِنْهُمْ وَ بَايِنْ أَهْلَ الشَّرِّ تَبِنْ عَنْهُمْ" 8.
و قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: "عَجِبْتُ لِمَنْ يَرْغَبُ فِي التَّكَثُّرِ مِنَ الْأَصْحَابِ كَيْفَ لَا يَصْحَبُ الْعُلَمَاءَ الْأَلِبَّاءَ الْأَتْقِيَاءَ، الَّذِينَ يَغْنَمُ‏ فَضَائِلَهُمْ‏ وَ تَهْدِيهِ عُلُومُهُمْ وَ تُزَيِّنُهُ صُحْبَتُهُمْ" 9.

من هو الصديق الشفيق ؟

الصديق المخلص و الشفيق هو الذي يريد للانسان الخير و السعادة الحقيقية، و ليس من يتماشى مع الانسان ليرضيه و ليكسب وده على حساب المصالح الحقيقية و المصيرية صديقاً شفيقاً.
قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: "مَنْ دَعَاكَ إِلَى الدَّارِ الْبَاقِيَةِ وَ أَعَانَكَ عَلَى الْعَمَلِ لَهَا فَهُوَ الصَّدِيقُ‏ الشَّفِيقُ"‏ 10.

اختبار الصديق قبل اختياره

لا بُدَّ أن يتم إختيار الصديق بعد إختباره و التأكد من وجود المواصفات و الصفات اللازمة فيه، تلك المواصفات و الصفات التي تؤهله للصداقة.
قال أمير المؤمنين علي بن أبي‏طالب عليه السلام"من لم يُقدِّم في إختيار الإخوان‏ الإختبارَ دفعه الإغترار إلى صحبة الأشرار" 11.
و قال أمير المؤمنين علي بن أبي‏طالب عليه السلام"قَدِّمِ الِاخْتِبَارَ وَ أَجِدِ الِاسْتِظْهَارَ فِي اخْتِيَارِ الْإِخْوَانِ،‏ وَ إِ لَّا أَلْجَأَكَ الِاضْطِرَارُ إِلَى مُقَارَنَةِ الْأَشْرَارِ" 12.
و رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أنهُ قَالَ لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ:‏ "مَنْ غَضِبَ عَلَيْكَ مِنْ إِخْوَانِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَلَمْ‏ يَقُلْ‏ فِيكَ‏ شَرّاً فَاتَّخِذْهُ لِنَفْسِكَ صَدِيقاً" 13.
و رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أنهُ قَالَ: "لَا تُسَمِّ الرَّجُلَ صَدِيقاً سِمَةَ مَعْرِفَةٍ حَتَّى تَخْتَبِرَهُ بِثَلَاثٍ: تُغْضِبُهُ فَتَنْظُرُ غَضَبُهُ يُخْرِجُهُ مِنَ الْحَقِّ إِلَى الْبَاطِلِ، وَ عِنْدَ الدِّينَارِ وَ الدِّرْهَمِ‏، وَ حَتَّى تُسَافِرَ مَعَهُ" 14.

  • 1. غُرَرُ الحِكَم و دُرَرُ الكَلِم: 42 ، حديث رقم: (725)، لعبد الواحد بن محمد التميمي الآمدي ، المولود سنة : 510 هجرية ، و المتوفى سنة : 550 هجرية ، طبعة : مؤسسة الإعلام التابعة للحوزة العلمية بقم / إيران ، سنة : 1366 شمسية.
  • 2. عيون الحكم و المواعظ: 63 ، حديث رقم: (1624) ، لعلي بن محمد الليثي الواسطي، المتوفى في القرن السادس الهجري، الطبعة الأولى، سنة 1418 هجرية، قم/إيران.
  • 3. غرر الحكم و درر الكلم: 100، حديث رقم: 1879).
  • 4. بحار الأنوار (الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار (عليهم السلام)) : 75 / 92 ، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود بإصفهان سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية ، طبعة مؤسسة الوفاء ، بيروت / لبنان ،  سنة : 1414 هجرية.
  • 5. غُرَرُ الحِكَم و دُرَرُ الكَلِم : 63، حديث رقم : (1223).
  • 6. من لا يحضره الفقيه :  4 / 395، للشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن حسين بن بابويه القمي المعروف بالشيخ الصدوق ، المولود سنة : 305 هجرية بقم ، و المتوفى سنة : 381 هجرية ، طبعة انتشارات اسلامي التابعة لجماعة المدرسين ، الطبعة الثالثة ، سنة : 1413 هجرية ، قم / إيران .
  • 7. عيون الحكم و المواعظ: 301 ، حديث رقم: (5345).
  • 8. نهج البلاغة : 402، طبعة صبحي الصالح.
  • 9. غُرَرُ الحِكَم و دُرَرُ الكَلِم : 461 ، حديث رقم : ( 29 ).
  • 10. عيون الحكم و المواعظ: 437، حديث رقم: (7569).
  • 11. غُرَرُ الحِكَم و دُرَرُ الكَلِم : 648، حديث رقم: (1269).
  • 12. غُرَرُ الحِكَم و دُرَرُ الكَلِم : 503، حديث رقم: (98).
  • 13. الأمالي: 669، للشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن حسين بن بابويه القمي المعروف بالشيخ الصدوق ، المولود سنة : 305 هجرية بقم ، و المتوفى سنة : 381 هجرية ، الطبعة السادسة، سنة : 1418 هجرية ، طهران / إيران .
  • 14. الأمالي: 646، للشيخ محمد بن الحسن الطوسي، المتوفى سنة: 460 هجرية، الطبعة الأولى دار الثقافة، قم/إيران سنة: 1414 هجرية.

تعليقتان

صورة سمير

نصيحة صديق من الابتعاد من رفقاء السوء

أقام الإسلام العلاقة الاجتماعية على المثل والفضيلة، وعلى رعاية الاخوة بين المؤمنين، وحفظ حقوقهم وحريتهم الشخصية وأعراضهم وأموالهم، ولأهمية الصداقة والاخوة في الإسلام أنزل الله تعالى: {إِنَّمَا المؤمنين إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}

في يوم من الأيام قررت إن انصح احد صديقة التي لاحظت أنها تميل لمرافقة أصحاب السوء فقلت لها ياصديقة إني لاحظت انك ترافيقيناولكن همليس أصدقاءك لان الصداقة شيء جميل لكن أن تكون لله، ليس من الصعب أن تضحي من أجل الصديق.. ولكن من الصعب أن تجد الصديق الذي يستحق التضحية،.. أيها الإخوة.. ليس لدينا شيء أعز علينا من ديننا.. الذي تريده خذه.. ولكن ديني.. لا، قال أحدهم:
والمرء من غير دين لم يسو في الكون شيئا
قد كنت ميتا ولكن أصبحت بالدين حيا
وقلت شتان حقا بين الثرى والثريا.
.
- أن تكون عندك الرغبة الصادقة لذلك.
- فكر في السلبيات التي ستكون إذا استمرت علاقتك بأصدقاء السوء.
- هل تعلم أن أهل الاستقامة عندهم من المحبة والمودة والوفاء أكثر مما تتوقع.
- اعلم أن الهداية لن تمنعك من مزاولة المباحات كالمزاح والألعاب والسفر وغير ذلك.. ولكن لابد من الضوابط الشرعية لذل