نشر قبل 19 سنة
مجموع الأصوات: 407
القراءات: 44518

السائل: 

فينوس

العمر: 

17

المستوى الدراسي: 

الدولة: 

المدينة: 

الناصرة

في أية سورة في القران الكريم ذكرت غزوة تبوك ؟

السوال: 

في أية سورة في القران الكريم ذكرت غزوة تبوك ؟

الجواب: 

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، و بعد :
غزوة تبوك هي آخر معركة اشترك فيها الرسول ( صلى الله عليه و آله ) حيث أنه لم يشارك بعدها في أيّة معركة أو غزوة ، و عُرفت هذه الغزوة بـ " تبوك " لأنها وقعت على أرض تبوك ، و تبوك منطقة تقع في الجزء الشمالي الغربي من المملكة العربية السعودية بين الشام و المدينة المنورة .
و قصة هذه الغزوة هي أن رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) لمَّا علَم بأن إمبراطور الروم قد أعدّ قوّة عسكرية عظيمة لمهاجمة المسلمين ـ تحسباً لخطرهم المستقبلي على الدولة الرومانية ـ قوامها أربعون ألف فارس معززين بأحدث الأسلحة و المعدات ، و كان جيش الروم قد تقدم إلى منطقة البلقاء ، لذلك أمر النبي ( صلى الله عليه و آله ) عندها المسلمين بالاستعداد لمجابهة جيش الروم ، و رغم أن الظروف لم تكن موافقة لمثل هذه الغزوة حيث أن الحرارة كانت شديدة و كان المسلمون يعانون من الجدب ، و رغم كل ذلك فقد شارك ثلاثون ألف من المسلمين في هذه الغزوة ، و نظراً لما لقيه الجيش الإسلامي في طريقه من المتاعب سُمِّيَ بجيش العُسرة ، إلا أن هذه الغزوة كان لها درواً كبيراً في تمييز المؤمنين من المنافقين ، و المجاهدين الصادقين من الجبناء المتقاعسين و كشف عدد من المنافقين .
و في مطلع شهر شعبان من السنة التاسعة من الهجرة وصل الجيش الإسلامي إلى أرض تبوك ، لكن المسلمين لم يجدوا أثراً لجيش الروم و ذلك لأنه كان قد انسحب إلى داخل بلاده مفضلاً عدم مواجهة المسلمين و معلناً حياده تجاه المسلمين و ما يجري على أرض الإسلام .
و غزوة تبوك لم تذكر في القرآن الكريم بصورة صريحة أي بالإسم ، لكن عدداً من آيات سورة التوبة نزلت في قضايا هامة ذات علاقة بهذه الغزوة ، و من جملة الآيات النازلة بشأن هذه الغزوة و التي نزلت حين كان الرسول المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) يُعبأ المسلمين لقتال الروم قبل التوجه لتبوك هي الآيات التالية : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ * إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [1] ، و هذه الآيات و كذلك الآيات التي تليها تستنهض المسلمين و تحثهم على القتال في سبيل الله و تحذِّرهم من التقاعس و عدم نصرة النبي المصطفى محمد ( صلى الله عليه و آله ) ، ثم تتحدَّث الآيات عن المنافقين و تتهجم عليهم و تفضحهم .
----------------------------------------
[1] سورة التوبة ( 9 ) ، الآية : 38 و 39 .

تعليق واحد