في كل عام وفي مثل هذه الأيام تحتفي مجتمعاتنا بذكرى ميلاد الحجة المنتظر (عجل الله فرجه الشريف)، وتسعى كل بلدة لتزيين الشوارع والمنازل وغيرها من مظاهر الاحتفاء بهذه الذكرى.
أملى رسول الله وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع، فقال: يا علي، إنّه سيكون بعدي اثنا عشر إماماً، ومِنْ بعدهم اثنا عشر مهدياً، فأنت ـ يا علي ـ أول الاثني عشر إماماً، سمّاك الله تعالى في سمائه: علياً المرتضى، وأمير المؤمنين، والصدِّيق الأكبر، والفاروق الأعظم، والمأمون، والمهدي، فلا تصحّ هذه الأسماء لأحد غيرك.
تراكمت البشائر النبويّة حول غيبة الإمام المهدي المنتظر وظهوره، وخصائص دولته وأوصافه ونسبه الشّريف، كما توضّح الصّحاح والمسانيد هذه الحقيقة في أبواب الملاحم والفتن، وأشراط السّاعة وغيرها.
ما أحوج الإنسان إلى وقفات روحية، ومحطات معنوية يعود فيها إلى نفسه، وينفتح على خالقه. هذه المحطات تكون في الأزمنة المباركة لخصوصيتها عند الله تعالى، والتي تكشف عنها الروايات الواردة عن رسول الله .
هناك شبه إجماع وثائقي على أن ولادة الإمام المهدي المنتظر عليه السلام: فجر يوم الجمعة, الخامس عشر من شعبان المعظم, سنة خمس وخمسين ومائتين من الهجرة المباركة.
الحقيقة التاريخية تنطلق في ضوء النقد التاريخي للأحداث من وقائع شواهدها، وتنعقد بتظافر أخبارها، وتتأكد بتواتر رواياتها، وإن موضوعاً واحداً حفل بأربعين فصلاً اشتملت على آلاف الأحاديث الشريفة في كتاب واحد، جدير بثبوته متواتراً، إذ بلغت تلك الأحاديث من الشهرة والاستفاضة والتعددية ولمختلف طوائف الأمة الإسلامية حداً يقطع معه بصحة ذلك الموضوع.
كان الإمام علي الهادي عليه السلام قد طوّر نظام الوكلاء في عصره تطويراً مبرمجاً اعتاد معه أولياء أهل البيت عليهم السلام التعامل مع وكلاء الإمام نيابة عنه.
إنّ الاعتقاد بالامام المهدي المنتظر عقيدة مشتركة بين جميع المسلمين، إلاّ من أصمّه اللّه، فكل من كان له إلمام بالحديث يقف على تواتر البشارة عن النبي وآله واصحابه، بظهور المهدي في آخر الزمان لا زالة الجهل والظلم، ونشر اعلام العلم والعدل، واعلاء كلمة الحق واظهار الدين كلّه، ولو كره المشركون ...
إنّ انتظار الفرج بفلسفته الحقة ينبغي أنْ يستقبل بذهنية تقرأ الاحداث، وتتحرّى البعد التجريبي، وبذلك تكمن قيمة الرسالية في تحقيق مسيرة اهل البيت القيادية، دون الولوج في متاهات مرتبكة، مهما كانت شعاراتها براقة، او كانت اسماء قادتها لامعة.
إنّ ابني القائم من بعدي، وهو الذي يجري فيه سنن الأنبياء بالتعمير والغيبة حتى تقسو القلوب لطول الأمد، فلا يثبت على القول به إلاّ من كتب الله عزوجل في قلبه الإيمان وأيّده بروح منه.
أول ما يتبادر للذهن عندما يرد ذكر الإمام المهدي عجّل الله فَرَجه سؤال هو هل يمكن للإنسان أن يطول عمره كل هذه الفترة الطويلة التي تجاوزت الألف سنة؟ وما هي الفائدة من بقاء الإمام المهدي عجّل الله فَرَجه لهذه الفترة الطويلة، وما هو الغرض من إبقائه، وهل هناك أمثلة لبقاء مخلوقات أخرى كل هذه الفترة الطويلة؟
عن أبي سعيد الخدري انّ الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، قال: (يخرج المهدي في أمتي، يبعثه الله غياثاً للناس، تنعم الأمة، وتعيش الماشية، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحاً).
لقد ادركت من خلال تجربتي الطويلة مع الإمام محمد بن الحسن العسكري عليه السلام بأنّ اتباع النموذج الوهابي في التعامل مع الإمام محمد بن الحسن العسكري عليه السلام ما لم يتّبعوا معالم الطريق النبوي الصحيح في عرض حقيقة ذلك الإمام العظيم فلا يمكنهم التحرّر من نموذجهم عن ذلك الإمام العظيم.. ومن هنا لابدّ لهم إنْ كانوا من الباحثين عن الحق والحقيقة من معرفة ثمان خصائص هامة مرتبطة بالبحث عن منهج عرض الحقيقة وهي:
من الأعمال المفروض بنا أنْ نعملها في زمن الغيبة، هي:
1. انتظار فرجه عليه السلام وظهوره، فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: (أفضل أعمال أُمّتي انتظار الفرج).
قد يظن بعض الناس أنّ معنى انتظار الفرج، هو أنْ نجلس بين جدران بيوتنا أو في زوايا المساجد ونضع رؤوسنا بين أيدينا، ولا نعمل شيئاً، ولا نتحمل مسؤولية، ولا نقاوم باطلاً، ولا ننصر حقاً، لان أفضل الأعمال هو انتظار الفرج _ حسب ما يفهمونه من معنى سلبي للانتظار_. ولتبيان معنى الانتظار الحقيقي نسجل النقاط الآتية: