مجموع الأصوات: 25
نشر قبل سنتان
القراءات: 1834

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

کیف یشیر اهل البیت (علیهم السلام) الى الفطرة التوحیدیة؟

الجواب الاجمالي

فی حدیث معتبر یرویه المحدث الکبیر الشیخ الکلینی فی أصول الکافی، وهو ما نقله عن هشام بن سالم، قال: سألت الإمام الصادق(علیه السلام): ما المراد من قوله تعالى: (فطرت الله التی فطر الناس علیها)... فقال «هی التوحید»

الجواب التفصيلي

موضوع «معرفة الله الفطریة» لم یختص به القرآن الکریم فحسب، بل هو وارد فی الأحادیث الإسلامیة بشکل یسترعی الإنتباه، حیث إنّ بعضها یؤکّد على التوحید بالفطرة، وبعضها یؤکّد على المعرفة، وقسم یتناول الفطرة «على الإسلام» وأخیراً فإن قسماً منها تناول عنوان الولایة أیضاً.
ففی حدیث معتبر یرویه المحدث الکبیر الشیخ الکلینی فی أصول الکافی، وهو ما نقله عن هشام بن سالم، قال: سألت الإمام الصادق(علیه السلام): ما المراد من قوله تعالى: (فطرت الله التی فطر الناس علیها)... فقال «هی التوحید»1.
کما ورد فی الکافی نفسه نقلا عن بعض أصحاب الإمام الصادق(علیه السلام) أیضاً حین سأله عن تفسیر الآیة المتقدمة فقال الإمام(علیه السلام) «هی الإسلام»2.
کما نقرأ حدیثاً متشابهاً لما سبق ـ عن الإمام الباقر(علیه السلام) جواباً لزرارة أحد أصحابه العلماء حین سأله عن تفسیر الآیة فقال(علیه السلام) «فطرهم على المعرفة به»2.
والحدیث المنقول عن النّبی(صلى الله علیه وآله) «کل مولود یولد على الفطرة حتى لیکون أبواه هما اللذان یهودانه وینصرانه» یؤکّد هذا المضمون أیضاً 3.
وأخیراً فإننا نقرأ فی أصول الکافی حدیثاً عن الإمام الصادق(علیه السلام) أیضاً فی تفسیر الآیة قال: «هی الولایة» 4.
وقد ورد فی الخطبة الاُولى لنهج البلاغة عن أمیرالمؤمنین(علیه السلام) حدیث موجز ذو معنى غزير، إذ یقول(علیه السلام) «فبعث فیهم رسوله، وواتر إلیهم أنبیاءه لیستأدوهم میثاق فطرته، ویذکروهم منسی نعمته، ویحتجوا علیهم بالتبلیغ، ویثیروا لهم دفائن العقول».
وطبقاً للرّوایات المتقدمة، فلیست معرفة الله هی الفطریة فحسب، بل مجموع الإسلام بشکل موجز «مضغوط» کامن فی داخل الفطرة الإنسانیة بدءاً من التوحید وانتهاءً بالقادة الإلهیین وخلفائهم الصادقین، وکذلک فروع الأحکام أیضاً 5.
 

  • 1. أصول الکافی، ج 2، ص 12، باب «فطرة الخلق على التوحید».
  • 2. a. b. المصدر السابق.
  • 3. تفسیر جوامع الجامع، ذیل الآیة محل البحث.
  • 4. تفسیر نور الثقلین، ج 4، ص 182.
  • 5. المصدر: كتاب الامثل في تفسير كتاب الله المنزل‌، لسماحة آية الله الشيخ مكارم الشيرازي دامت بركاته.