حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها
و اخيراً بنور فاطمة اهتديت
صادف ـ ذات يوم ـ أن ذهبت إلى دار ابن عمي لتحيته و التحدث معه في أمور عامة، فلفت انتباهي صوت خطيب ينبعث من جهاز التسجيل قائلا: و هذه الخطبة وردت في مصادر السنة و الشيعة و قد ألقتها فاطمة الزهراء لتثبيت حقها في فدك، ثم بدأ الخطيب بصوت هادئ جميل في الخطبة فتدفق شعاع كلماتها إلى أعماق وجداني، تبيّن لي أن مثل هذه الكلمات لا تخرج من شخص عادي حتى و لو كان عالماً مفوهاً درس آلاف السنين، بل هي في حدّ ذاتها معجزة، كلمات بليغة، عبارات رصينة، حجج دامغة و تعبير قوي... تركت نفسي لها، و استمعت إليها بكل كياني عندما بلغت خطبتها الكلمات التي بدأت بها هذا الفصل 1 لم أتمالك نفسي و زاد انهمار دموعي، و تعجبت من هذه الكلمات القوية الموجهة إلى خليفة رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم)! و مما زاد في حيرتي أنها من ابنة رسول الله فماذا حدث و لماذا.. و كيف.. و مع من كان الحق؟!! و قبل كل هذا هل هذا الاختلاف حدث حقيقة؟ و في الواقع لم أكن أعلم صدق هذه الخطبة و لكن اهتزت مشاعري حينها...
كانت الخطبة كالسهم نفذت إلى أعماقي، فتحت جرحاً لا أظنه يندمل بسهولة و يسر، غالبت دموعي و حاولت منعها من الانحدار ما استطعت!
و لكنها انهمرت و كأنها تصر على أن تغسل عار التاريخ في قلبي، فكان التصميم للرحيل عبر محطات التاريخ للتعرف على مأساة الأمة، و تلك كانت هي البداية لتحديد هوية السير و الانتقال عبر فضاء المعتقدات و التاريخ و الميل مع الدليل.
قرّرت مع أول دمعة نزلت من آماقي الخوض في غمار البحث بجدية، و كنت لا أريد في هذا المجال أن اسمع من أحد، بل كنت أريد بداية الخيط لانطلق.
ثم انتهى الشريط، كفكفت دموعي محاولا إخفاءها حتى لا يحس بها ابن عمي، لا أدري لماذا؟ ربما اعتزازاً بالنفس، ولكن هول المفاجأه جعلني أنهمر عليه بمجموعة من الأسئلة و ما أردت جواباً، إنما هي محاولة للتنفيس و كان آخر أسئلتي: إذا كان ما جاء في بعض مقاطع الخطبة صحيحاً فهل كل ذلك من أجل فدك قطعة الأرض؟!
أجابني: عليك أولا أن تعرف من هي فاطمة، ثم تبدأ البحث بنفسك حتى لا أفرض عليك قناعتي، و أول مصدر تجد فيه بداية الخيط صحيح البخاري، و ناولني الكتاب فكانت المفاجأة التي لم أتوقعها.
دام حواري مع ابن عمي سنتين تقريباً، فاقام علينا الدليل و الحجة بصحة ما هو عليه، فما كان منا في النهاية إلاّ التسليم بعد البحث و التنقيب وانكشاف الحقائق.2