مجموع الأصوات: 36
نشر قبل سنتان
القراءات: 4438

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

ندبة علي عليه‌السلام عند دفن الزهراء عليها‌ السلام

عبّر أمير المؤمنين عليه‌ السلام عن تلك المظلومية حينما فرغ من دفن الزهراء عليها‌ السلام ، حيث هاج به الحزن ، فأرسل دموعه علىٰ خديه ، وحوّل وجهه إلىٰ قبر أخيه رسول الله صلى‌ الله‌ عليه‌ و آله‌ و سلم فقال : « السلام عليك يا رسول الله ، عنّي وعن ابنتك النازلة في جوارك ، والبائنة في الثرىٰ ببقعتك ، والمختار الله لها سرعة اللحاق بك. إلىٰ أن قال : وإلىٰ الله أشكو ، وستنبئك ابنتك بتضافر أُمتك علىٰ هضمها ، فأحفها السؤال ، واستخبرها الحال ، فكم من غليلٍ معتلجٍ بصدرها لم تجد إلىٰ بثّه سبيلاً ، وستقول ويحكم الله وهو خير الحاكمين.

إلى أن قال : واهاً واهاً ! والصبر أيمن وأجمل ، ولولا غلبة المستولين لجعلت المقام واللبث عندك لزاماً معكوفاً ، ولأعولت إعوال الثكلىٰ علىٰ جليل الرزية ، فبعين الله تُدفَن ابنتك سرّاً ، ويُهضَم حقّها قهراً ، ويُمنَع إرثها جهراً ، ولم يطل العهد ، ولم يخلق منك الذكر ، فإلىٰ الله يا رسول الله المشتكىٰ ، وفيك يا رسول الله أجمل العزاء ، صلّىٰ الله عليك وعليها‌ السلام والرضوان 1.

وقام عليه‌السلام علىٰ شفير القبر فقال :

لكلِّ اجتماعٍ من خليلين فرقة      وكلّ الذي دون الفراق قليلُ
وإنّ افتقادي فاطماً بعد أحمدٍ      دليلٌ علىٰ أن لا يدوم خليلُ  2

ثم قال عليه‌ السلام : اللهمَّ إني راضٍ عن ابنة نبيك ، اللهمَّ إنّها قد أُوحشت فآنسها ، اللهمَّ إنّها قد هُجرت فصِلها ، اللهمَّ إنّها قد ظُلمت فاحكم لها ، وأنت خير الحاكمين 3 4

 

  • 1. أمالي المفيد : 281 / 7. وأمالي الطوسي : 109 / 166. والكافي / الكليني 1 : 458 / 3. وبحار الأنوار 43 : 193 / 21 و 210 / 40. وراجع : نهج البلاغة / صبحي الصالح : 319 الخطبة 202. وشرح ابن أبي الحديد 10 : 265 / 195. وتذكرة الخواص / سبط ابن الجوزي : 319 ـ 320. وكشف الغمة / الاربلي 1 : 504 ـ 505.
  • 2. الكامل / المبرد 4 : 30. وشرح ابن أبي الحديد 10 : 288. والموفقيات / ابن بكار : 194 / 106. ومروج الذهب / المسعودي 2 : 291. ومستدرك الحاكم 3 : 163. وتذكرة الخواص / سبط ابن الجوزي : 319.
  • 3. الخصال / الصدوق : 588.
  • 4. المصدر: كتاب سيّدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام، للدكتور علي موسى الكعبي.