حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها
معنى الرزق
معنى الرزق ( باعتباره عنواناً للشيء الذي ينتفع به المرزوق ):
إنّ الرزق عبارة عن "الشيء" الذي يصح 1 انتفاع الكائن الحي به، ولا يكون لأحد 2 أن يمنعه من هذا الانتفاع 3.
معنى الرزق ( باعتباره مصدراً لفعل رزق يرزق ) :
إنّ الرزق عبارة عن "تمكين" الكائن الحي من الانتفاع بالشيء الذي يصح الانتفاع به، مع عدم التجويز لأحد أن يمنعه من هذا الانتفاع 4.
مثال :
إنّ معنى قولنا: رزقنا اللّه مالا، أي: وفّر اللّه تعالى لنا هذا المال ، ومكّننا من الانتفاع به ، ولم يجوّز لأحد أن يغصبه منّا.
تنبيهان :
1 ـ لا يجوز للإنسان الانتفاع بشيء ـ وفق الموازين الشرعية ـ إلاّ في إحدى الحالتين التاليتين :
أوّلاً: أن يكون مالكاً لذلك الشيء، فيجوز له التصرّف بملكه والانتفاع منه.
ثانياً: أن تكون جهة أُخرى مالكة لذلك الشيء، ويكون الفرد مأذوناً في التصرّف ومتاحاً له الانتفاع بذلك الشيء من قبل المالك.
2 ـ إنّ الكائنات الحيّة قادرة على أكل رزق غيرها 5.
ولا يعني ذلك التغلّب على إرادة اللّه تعالى.
لأنّ معنى "رزق اللّه فلاناً": أ نّه تعالى هيّأ له فرصة الحصول على الرزق ، وأرشده إلى مصدر الرزق، ومكّنه من الانتفاع به.
ولا يعني "رزق اللّه فلاناً": أ نّه تعالى أجبره على أخذ الرزق ، وأجبر الآخرين على عدم منعه من الانتفاع بما رزقه تعالى.
ولهذا لا يكون أكل رزق الغير تغلّباً على إرادة اللّه تعالى ، وإنّما يكون ذلك بالنسبة للإنسان معصية فيما لو نهاه اللّه تعالى عن ذلك 6 7.
- 1. إنّ المقصود من "يصح" بالنسبة للعباد هي الصحة الشرعية، ولهذا لا يسمى الانتفاع بالحرام رزقاً، وسيأتي بيان ذلك لاحقاً.
- 2. إنّ المقصود من "لا يكون لأحد" ، أي: "لا يجوز شرعاً لأحد من العباد" لأن الإنسان قد يخالف الأوامر الإلهية ، فيعتدي على حقوق الآخرين ، ويأكل رزق غيره. وسنذكر المصادر المشيرة إلى هذا المعنى لاحقاً.
- 3. انظر: الذخيرة ، الشريف المرتضى: 267، شرح جمل العلم والعمل ، الشريف المرتضى: 245، الاقتصاد ، الشيخ الطوسي: 173، تجريد الاعتقاد ، نصير الدين الطوسي: 208، المنقذ من التقليد، سديد الدين الحمصي: 1/361، المسلك في أصول الدين، المحقّق الحلّي: 113، مناهج اليقين، العلاّمة الحلّي: 260 ، اللوامع الإلهية ، مقداد السيوري: 230، إرشاد الطالبين ، مقداد السيوري: 286.
- 4. انظر: المنقذ من التقليد، سديد الدين الحمصي: 1/361، بحار الأنوار ، العلاّمة المجلسي: ج70، كتاب الإيمان والكفر، باب: 52 ، ذيل ح7، ص145.
- 5. انظر: الذخيرة، الشريف المرتضى: 270، شرح جمل العلم والعمل ، الشريف المرتضى: 247، الاقتصاد ، الشيخ الطوسي: 175، غنية النزوع ، ابن زهرة الحلبي: 2/127، إرشاد الطالبين ، مقداد السيوري: 287.
- 6. انظر: الذخيرة، الشريف المرتضى: 270، غنية النزوع، ابن زهرة الحلبي: 2/127.
- 7. المصدر: كتاب العـدل عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام) لـشيخ علاء الحسّون.