حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها
غرض وغاية اللّه تعالى من خلق الإنسان
1 ـ الرحمة :
قال تعالى:﴿ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ... ﴾ 1.
وقال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام) حول تفسير هذه الآية: "خلقهم ليفعلوا ما يستوجبوا به رحمته، فيرحمهم"2.
2 ـ العبادة :
قال تعالى:﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ 3.
3 ـ المعرفة :
ورد في الحديث القدسي المشهور: "كنت كنزاً مخفياً فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق لأعرف"4.
وورد عن الإمام الحسين(عليه السلام): "إنّ اللّه جلّ ذكره ما خلق العباد إلاّ ليعرفوه، فإذا عرفوه عبدوه"5.
4 ـ إظهار قدرته وحكمته :
سُئل الإمام الصادق(عليه السلام): لِمَ خلق اللّه الخلق؟ فقال: "إنّ اللّه تبارك وتعالى لم يخلق خلقه عبثاً ، ولم يتركهم سدى ، بل خلقهم لإظهار قدرته، وليكلّفهم طاعته، فيستوجبوا بذلك رضوانه، وما خلقهم ليجلب منهم منفعة ولا ليدفع بهم مضرّة، بل خلقهم لينفعهم ويوصلهم إلى نعيم الأبد"6.
وفي حديث آخر: سُئل الإمام الصادق(عليه السلام): لأيّ علّة خلق [ اللّه عزّ وجلّ ]الخلق وهو غير محتاج إليهم ولا مضطر إلى خلقهم ولا يليق به العبث بنا ؟
قال(عليه السلام): "خلقهم لإظهار حكمته ..."7.
النتيجة :
إنّ اللّه تعالى خلق العباد إظهاراً لقدرته وحكمته ، وخلقهم ليرحمهم ، فكلّفهم بمعرفته والإقرار بوجوده والامتثال لأوامره ونواهيه ، ليكون التزامهم الاختياري بهذا التكليف سبباً لمعيشتهم في ظل الرحمة الإلهية المتمثّلة بجنة النعيم التي أعدّها للمتقين والرضوان الإلهي الذي أعدّه لأصحاب الدرجات العليا .
تنبيهان :
1 ـ خلق اللّه تعالى الأرض والسماء لأجل الإنسان، وذلك لقوله تعالى:
أوّلا:﴿ ... خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ... ﴾ 8.
ثانياً:﴿ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ ... ﴾ 9.
2 ـ إنّ الغرض والغاية من خلقه تعالى للبشر ـ كما ذكرنا ـ هو التكليف بالعبادة من أجل التكامل ونيل الرحمة الإلهية، ولكن البعض من الناس لا تتوفّر لهم الأجواء المناسبة في هذه الدنيا لاجتياز مرحلة الاختبار الإلهي، وهؤلاء من قبيل الأطفال الذين يموتون قبل البلوغ، أو المجانين، أو غيرهم ممن لم تتوفّر فيهم شروط التكليف في هذه الدنيا.
ولهذا يؤخّر اللّه تعالى اختبار هؤلاء ، ويجعله في يوم القيامة، ليحدّد هؤلاء مصيرهم في ذلك الموقف، ويعيّنوا اتّجاههم إلى الجنة أو النار 10 11.
- 1. القران الكريم: سورة هود (11)، الآية: 119، الصفحة: 235.
- 2. التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 12: باب أنّ اللّه تعالى لا يفعل بعباده إلاّ الأصلح لهم، ح10 ، ص392 .
- 3. القران الكريم: سورة الذاريات (51)، الآية: 56، الصفحة: 523.
- 4. هذا الحديث مجهول السند، ولكن معناه صحيح، وهو مستفاد من قوله تعالى:﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ أي: ليعرفوني كما فسّره ابن عباس. راجع: إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل، نور اللّه الحسيني المرعشي التستري، تعليق، السيّد شهاب الدين المرعشي النجفي: في أ نّه تعالى يفعل لغرض وحكمة، ص431.
- 5. علل الشرائع ، الشيخ الصدوق: باب9: علّة خلق الخلق واختلاف أحوالهم ، ح1، ص9.
- 6. علل الشرائع، الشيخ الصدوق: باب 9: علّة خلق الخلق واختلاف أحوالهم، ح2 ص9.
- 7. الاحتجاج ، الشيخ الطبرسي: احتجاجات الإمام الصادق(عليه السلام) ، احتجاج رقم 223، ص217.
- 8. القران الكريم: سورة البقرة (2)، الآية: 29، الصفحة: 5.
- 9. القران الكريم: سورة البقرة (2)، الآية: 22، الصفحة: 4.
- 10. راجع: بحار الأنوار ، العلاّمة المجلسي: ج5، كتاب العدل والمعاد، ب13، ص288 ـ 297. وانظر في هذا الكتاب: الفصل الثامن: التكليف، المبحث السابع: تكليف من لم تتم عليهم الحجّة في الدنيا.
- 11. المصدر: كتاب العـدل عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام) لـشيخ علاء الحسّون.