الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها
علي الأكبر أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله
حاصرت قوات يزيد الكوفة لمنع الحسين عليه السلام من دخولها..
وحاصرت قوات يزيد قافلة الحسين لتمنعه من المسير في أي اتجاه وتُجْبِرَهُ على النزول في صحراءٍ لا حِصْنَ فيها ولا ماء..
وعرف الحسين المنطقة بتربتها ونورها وعبيرها.. فقد وصفها له جده..
هي.. كربلا.. وهزَّ الحسين برأسه.. نعم هي تربتي.. هاهنا مَنَاخُ ركابنا.. هاهنا مَحَطُّ رحالنا.. هاهنا تُسْفَكُ دِماؤنا !! رضاك يا رب رضانا أهل البيت..
وأمرهم بالنزول..
نزلت قافلة الرسول في كربلاء في اليوم الثاني من محرم الحرام.. وبدأ علي الأكبر رحلةَ الثمانيةِ أيامٍ في كربلاء لم يَنَمْ فيها إلا لُمَاماً.. ولم يأكل ولم يشرب إلا لُمَاماً.. ولم يترك أباه الحبيب إلا لُمَاماً..
بدأ علي بإنزال الاطفال والنساء من المحامل.. وشارك الأصحاب في نصب الخيام.. وترتيب الخندق حولهَاَ.. ولاَزَمَ أباه الإمام عليه السلام حارساً له ومحروساً به ، ومتابعاً معهً المفاوضاتِ والأحداث..
كان عليٌّ يقرأ الأحداثَ في وجه أبيه.. ويحبُّ التزوَّدَ من النظر إليه..
كان يرى أنوار الآخرة من عينيه.. وعِطْرَ الجنة من كلماتِه..
وكان الحسين يقرأ في وجه عليِّ الأكبر وجْهَ رسول الله.. فعليُّ الأكبر أشبهُ الناسِ خَلْقاً وخُلُقاً وَمَنْطِقاً بجده الرسول.. وكلُّ شئٍ فيه يُذَكِّرُ الحسين بجده وما هو بِنَاسِيه.. قسماتُه وشمائلُه.. حركاتُه وسكناتُه..كلماتُه ونَبْرَاتُه.. بسمتُه.. أدبُه.. رضاه وغضبُه.. سُمُوُّهُ على الدنيا وتطلعه الى الآخرةْ..
سبحان من خلق جده وخلقه.. 1
- 1. المصدر : موقع سماحة الشيخ علي الكوراني العاملي حفظه الله