حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها
إطلاق وصف "الرازق" على اللّه تعالى وغيره
يطلق وصف "الرازق" على كلّ من 1:
1 ـ يفعل الرزق.
2 ـ يصبح سبباً لوقوع الرزق.
3 ـ يقوم بتمهيد السبيل وتوفير الأجواء لتحقّق الرزق.
ويطلق هذا الوصف على :
أوّلاً: اللّه سبحانه وتعالى.
ثانياً: غير اللّه عزّ وجلّ.
إطلاق وصف الرازق على اللّه تعالى :
إنّ اللّه تعالى هو الذي يرزق الإنسان والحيوان، بل جميع الكائنات الحيّة بمختلف الأرزاق.
ويطلق وصف الرازقية على اللّه تعالى وإن لم يكن هو السبب المباشر لتحقّق الرزق.
دليل ذلك 2:
إنّ اللّه تعالى هو الذي :
1 ـ أوجد ما يصح أن تنتفع به هذه الموجودات.
2 ـ مكّن هذه الموجودات من الانتفاع.
3 ـ جعل الرغبة في هذه الموجودات لتنتفع به.
4 ـ أباح لهذه الموجودات الانتفاع مما يصح لها الانتفاع به.
إطلاق وصف الرازق على غير اللّه تعالى :
يصح أن إطلاق وصف "الرازق" على غير اللّه تعالى ، من قبيل إطلاقه على الإنسان 3.
دليل ذلك :
إنّ اللّه عزّ وجلّ منح الإنسان القدرة على أن يفعل الرزق أو يكون سبباً لتحقّقه ،وقد وصف اللّه تعالى الإنسان في محكم كتابه بهذا الوصف قائلا :
1 ـ﴿ وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا ﴾ 4
2 ـ﴿ وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا ﴾ 5
فعبارة :﴿ ... فَارْزُقُوهُمْ ... ﴾ 5 في هاتين الآيتين تدل على صحّة وصف الإنسان بأ نّه يرزق.
3 ـ﴿ ... وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ 6
4 ـ﴿ ... وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ 7
فعبارة :﴿ ... الرَّازِقِينَ ﴾ 7 تدل على صحة تسمية غير اللّه باسم الرازق ، فاللّه تعالى رازق وغيره أيضاً رازق ، ولكن اللّه تعالى خير الرازقين.
اللّه تعالى هو الرازق على الإطلاق :
إذا وهب شخص لغيره مالا أو طعاماً، وأصبح رازقاً له ، فإنّ هذا الرزق ينسب أيضاً إلى اللّه تعالى ، لأ نّه تعالى ـ كما بيّنا ـ هو الموجد لهذا المال أو الطعام، وهو الممكّن من الانتفاع به، وهو الذي أعطى للواهب القدرة على إيصال النفع إلى ذلك الغير 8.
ومن هذا المنطلق ينسب الرزق بصورة مطلقة إلى اللّه تعالى ، ولهذا قال تعالى :
1 ـ﴿ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ... ﴾ 9
2 ـ﴿ ... هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ... ﴾ 10
3 ـ﴿ قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ ... ﴾ 11
4 ـ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا ... ﴾ 12
وورد عن الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام) حول قول اللّه تبارك وتعالى:﴿ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ ﴾ 13
قال(عليه السلام): "هو قول الرجل :
لولا فلان لهلكت
ولولا فلان لما أصبت كذا وكذا
ولولا فلان لضاع عيالي.
ألا ترى أ نّه قد جعل للّه شريكاً في ملكه يرزقه ويدفع عنه"
فقال الراوي: فنقول: لو لا أنّ اللّه منّ عليّ بفلان لهلكت ؟
فقال(عليه السلام): "نعم، لا بأس بهذا ونحوه"14.
شروط صحة وصف الإنسان بالرازق :
يشترط في وصف الإنسان رازقاً أن يكون مختاراً في إيصاله النفع إلى غيره ، وأن لا يأخذ العوض إزاء ما يعطي.
ولهذا 15:
1 ـ لا يقال للمورّث: إنّه رازق، لأنّ الإرث يتمّ انتقاله منه إلى الوارث من دون اختياره، ويكون ذلك بأمر اللّه تعالى ، فلا ينسب هذا الرزق إلاّ إلى اللّه تعالى.
2 ـ لا يقال للكافر: إنّه رازق فيما لو غنم المسلم منه غنيمة خلال الحرب ، لأنّ هذه الغنيمة خرجت من يد الكافر من دون اختياره ، وإنّما كانت بأمر اللّه تعالى ، ولهذا لا ينسب هذا الرزق إلاّ إلى اللّه تعالى.
3 ـ لا يقال للبائع: إنّه رازق، لأ نّه يأخذ أجرته من المشتري إزاء ما يبيع 16.
- 1. انظر: تقريب المعارف ، أبو الصلاح الحلبي: 140.
- 2. انظر: الاقتصاد ، الشيخ الطوسي: 175 ـ 176، المنقذ من التقليد، سديد الدين الحمصي: 1/364، كشف المراد ، العلاّمة الحلّي: 463.
- 3. الاقتصاد ، الشيخ الطوسي: 175، تقريب المعارف ، أبو الصلاح الحلبي: 140.
- 4. القران الكريم: سورة النساء (4)، الآية: 5، الصفحة: 77.
- 5. a. b. القران الكريم: سورة النساء (4)، الآية: 8، الصفحة: 78.
- 6. القران الكريم: سورة الحج (22)، الآية: 58، الصفحة: 339.
- 7. a. b. القران الكريم: سورة المؤمنون (23)، الآية: 72، الصفحة: 346.
- 8. انظر: الذخيرة، الشريف المرتضى: 271، المنقذ من التقليد، سديد الدين الحمصي: 1/364.
- 9. القران الكريم: سورة الذاريات (51)، الآية: 58، الصفحة: 523.
- 10. القران الكريم: سورة فاطر (35)، الآية: 3، الصفحة: 434.
- 11. القران الكريم: سورة سبإ (34)، الآية: 24، الصفحة: 431.
- 12. القران الكريم: سورة هود (11)، الآية: 6، الصفحة: 222.
- 13. القران الكريم: سورة يوسف (12)، الآية: 106، الصفحة: 248.
- 14. بحار الأنوار ، العلاّمة المجلسي: ج5، كتاب العدل والمعاد، باب: 5: الأرزاق والأسعار ، ح12، ص148.
- 15. انظر: الاقتصاد ، الشيخ الطوسي: 176.
- 16. المصدر: كتاب العـدل عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام) لـشيخ علاء الحسّون.













