فهل أن المثقف جاهلاً بهذا الدور وبحاجة لمن يذكره ويبصره به، ويلفت نظره إليه؟ أم أنه يحاول أن يجد ذاته ومجده وعظمته في الحديث المتزايد عن ذلك الدور، والذي يصور من خلاله المثقف أهمية وقيمة دوره، والحاجة الملحة والأساسية لهذا الدور؟
وفي نظري أن فلسفة حوار الحضارات هو البحث عن المشتركات العامة والجوهرية والحية بين الحضارات في الحقول والمجالات المختلفة والمتعددة. المشتركات في حقول الثقافة والفلسفة والقانون والفنون والآداب، وفي السياسة والاقتصاد والاجتماع والتربية.
من جملة ما يدعونا للدعوة لثقافة القرآن الحاجة الملحّة لتصحيح المفاهيم، بالذات ما يشكِّل منها خلفيّة ومنطلقاً للعديد من المواقف المتصلة بحياتنا الثقافية والاجتماعية والسياسية، أي اننا نسعى لتصحيح حياتنا من خلال القرآن الكريم.
لا ريب أن الحسّ الجمالي يشكّل جانباً مهمّاً من جوانب الحضارة ، وهذا الحسّ يتجلّى ـ أول ما يتجلّى ـ في الطهر و النقاء والنظافة ، ولكنّه يمتلك بالإضافة إلى ذلك أبعاداً أخرى .