مركز الإشعاع الإسلامي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، و بعد :
النذر هو ان يجعل الشخص لله على ذمته فعل شيء أو تركه قربة الى الله تعالى ، على أن يكون فعل ذلك الشيء أرجح و أفضل من تركه لا العكس .
و لا ينعقد النذر بمجرد النية بل لا بد فيه من الصيغة ، ـ أي التلفظ بما أراد نذره ـ و يعتبر في صيغة النذر اشتمالها على لفظ " لله " أو ما يشابهه من اسمائه المختصة به ، فلو قال الناذر مثلاً : " لله عليَّ أن آتي بنافلة الليل" أو قال : " للرحمان عليّ أن اتصدق بمائة دينار " ، أو قال : " لله عليَّ أن أترك التدخين " صح النذر .
وللناذر أن يعقد النذر بأية لغة .
و يعتبر في الناذر البلوغ و العقل و الاختيار و القصد و عدم الحجر عن التصرف في متعلق النذر ، فيلغو نذر الصبي و إن كان مميزاً ، و كذلك نذر المجنون ـ و لو كان ادوارياً ـ حال جنونه ، و المُكره ، و السكران ، و من اشتد به الغضب إلى أن سلبه القصد أو الاختيار ، و المُفَلَّس إذا تعلق نذره بما تعلق به حق الغرماء من امواله ، و السفيه سواء تعلق نذره بمال خارجي أو بمال في ذمته .
كما و يعتبر في متعلق النذر من الفعل أو الترك أن يكون مقدوراً للناذر حين العمل ، فلا يصح نذر الحج ماشياً ممن ليس له قدرة على ذلك ، و كذلك يعتبر فيه أن يكون راجحاً شرعاً حين العمل .
و باللنسبة لحنث النذر ـ أي مخالفته ـ فهو حرام إن كان النذر قد انعقد صحيحاً حسب شروطه .
و على من خالف النذر أن يُكفِّر لحنثه ، و كفارته هو : اطعام عشرة مساكين أو كسوتهم ، فان عجز فصام ثلاثة ايام متواليات .