مركز الإشعاع الإسلامي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، و بعد :
الكر مكيال كان الناس يستخدمونه في العصور السابقة ، ثم ورد ذكره في الروايات و الأحاديث لبيان مقدار الماء المعتصم الذي لا يتنجس بملاقات النجاسة ما لم يتغير أوصاف الماء ( اللون و الرائحة و الطعم ) بملاقات النجس .
و يرى اللغوي المعروف لويس معلوف : ان أصل كلمة الكر عبراني .
و معناه في الاصل هو البئر ، و يبدو ان المزارعين كانوا يكيلون انتاجهم بحفرة يحفرونها في الارض شبيهة بالبئر ذات حدود معروفة لدى الناس .
و بالرغم من اختلاف الفقهاء في تحديد الكر حجماً و وزناً و كيلاً ، و ذلك لأن التحديد لم يكن بالدقة الحسابية بل كان بالمنهج العرفي .. فالكرُ هو في اقل مقاديره سبعة و عشرون شبراً مكعباً ، و في اكثر مقاديره حوالي ثلاثة و اربعين شبراً مكعباً .
و لعل هذا يعني كفاية المقدار الاقل ، أما المقدار الاكبر فهو الافضل و الأقرب الى الاحتياط ، و لأن الاشبار مختلفة في الطول فالمرجع هو الشبر المتوسط .
فالكر من الماء ما كان كلّ من طوله و عرضه و عمقه يساوي ثلاثة أشبار و نصف شبر بالأشبار العادية .
هذا و إذا أردنا تحديد حجم الكر بالسنتيمترات فهو يساوي ثلاثمائة و سبعةً و خمسين ألفاً و مائتي سنتمتر مكعّب ، و ذلك لأن طول الشبر لا يقلّ عادةً عن واحد و عشرين سنتمتراً .
أما الكر بحسب الوزن فيكفي ان يكون الماء 385 كيلو غراماً ، و ذلك مراعاة للاحتياط .
و يرى العلامة الشيخ ابراهيم سليمان العاملي البياضي ( رحمه الله ) أن الكر هو : 120، 393 غراما أو 393 كيلو غراما و 120 غراما ( راجع : الاوزان و المقادير : 99 ، الطبعةالاولى سنة 1381 ه? 1962 م ) .
و أما الكر بحسب الليتر فهو يقارب 384 لتراً من الماء ، إلا أن العبرة في تحديد الكر هو الكيل و الحجم .